بُحُورِ ُالشِّعْر ِ
بُحُورِ ُالشِّعْر ِ
سألَ العالِمُ النَحْوي أبو الحَسَن ِسَعيْدُ بنُ مِسعِدَة َالبَلْخِي َّالبَصْري ،
المَعْروفُ باسْم " الأخْفَشُ الأوْسَط ُ " (ت221 هـ / 835 م ) ..
سألَ أسْتاذهُ الخليلَ بنَ أحْمَد ِالفراهِيْدِيّ( ت170 هـ / 786م ) ، مُنْشِئَ وواضَعَ " عِلْم ِالعَرُوض ِ" ، وكانَ سُؤالُهُ عَنْ بُحُورِ الشِّعْر ِ..
قالَ : لِمَ سَمََّيْتَ الطويْلَ طويلاً ؟
فقالَ :
لأنّه تَـمَّتْ أجْزاؤهُ .
قالَ : فالبَسِيْط َ؟
قالَ :
لأنَّهُ انبَسَطَ َعَنْ مَدَى الطويْل ِ .
قالَ : فالمَديْدَ ؟
قالَ :
لِتمَدُّدِ سُباعِيّهُ حَوْلَ خُـماسِيّهُ .
قالَ : فالوافِرَ ؟
قالَ :
لوَفارَةِ الأجْزاءِ وَتداً بوَتد ِ.
قالَ : فالكامِلَ ؟
قالَ :
لأنَّ فِيْهِ ثلاثيْنَ حَرَكة ًلمْ تَجْتَمِعُ في غَيْرهِ .
قالَ : فالرَّجَزَ ؟
قالَ :
لاضْطِرابهِ كاضْطِرابِ قوائِم ِالناقةِ الرَّجْزاء ِ.
قالَ : فالرَّمَلَ ؟
قالَ :
لأنَّهُ يُشْبِهُ رَمَلَ الحَصِيْر ِبضَمِّ بَعْضِهِ إلى بَعْض ٍ.
قالَ : فالـهَزَجَ ؟
قالَ :
لأنَّهُ يَضْطربُ شِبهَ هَزَج ِالصَّوْتِ .
قالَ : فالسَّريْعَ ؟
قالَ :
لأنَّهُ يُسْرِعُ على اللِّسان ِ.
قالَ : فالـمُنسَرِحَ ؟
قالَ :
لانسِراحِهِ وسُهُولتِه ِ.
قالَ : فالـخََفِيْفَ ؟
قالَ :
لأنَّهُ أَخَفُّ السُباعِيَّاتِ .
قالَ : فالـمُقْتَضَبَ ؟
قالَ :
لأنَّهُ اقتُضِبَ مِنَ الشَّعْر ِلقِلَّتِه ِ.
قالَ : فالمُضارِعَ ؟
قالَ :
لأنَّهُ ضَارَعَ الـمُقْتَضَبَ .
قالَ : فالـمُجْتَثَّ ؟
قالَ :
لأنَّهُ اجْْتُثَّ ، أيّ قُطِِعَ مِنْ طُول ِدائِرَتِهِ .
قالَ : فالمُتَقارِبَ ؟
قالَ :
لِتقارُبِ أَجْزائِهِ ، ولأنَّها خُماسِيَّة ٌ ؛ كُلُّها يُشْبِهُ بَعْضُها بَعْضاً .