البطالة- الدخول الإجتماعي..العيد الكبير..غلاء المعيشة ؟؟!!!...
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحابته اجمعين...
.السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
البطالة- الدخول الإجتماعي..العيد الكبير..غلاء المعيشة ؟؟!!!...
... ربما لا يخلو بيت في الجزائر خاصة من بيوت الفئة المحدودة والمتوسطة ، من شاب أو فتاة انهيا تعليمهما الجامعي أو عيره ، ولهما سنوات يتابعان البحث عن فرصة عمل أصبحت من الندرة التي تفوق ندرة اسبوع يمر دون وقوع حادث ارهابي على مستوى العالم كله نسمعه على شاشاتنا . وليس هناك ما يحز في نفس أي أب ويجعله يشعر بالالم ، مثل أن يجد مشروعه في شجرة الابن التي زرعها ووالاها وصرف على تعليمها ودروسها الخصوصية وانتظر ثمارها ، أن يجدها عالة عليه دون عنوان عمل أو ثمار.
** نعم طالعتنا الصحف في الايام القليلة الماضية .. .حسبما كشفت عنه الأرقام الأخيرة الصادرة عن الديوان الوطني للإحصائيات ،بلغت نسبة البطالة 9.9 من المائة، في شهر أفريل الماضي،بمجموع أزيد من مليون بطال..
...فيما مضى كان البعض يعتبر الفقر شرا لابد منه، أما الآن فقد اجمع الكل على انه ليس شرا فحسب، بل يجب أن يصبح من مخلفات الماضي. تلك المقولة أصبحت حقيقة أساسية ومنهاج عمل خلال الفترة المقبلة خاصة بعد أن تفاقمت الظاهرة وأصبحت إحدى المعوقات الأساسية للعملية التنموية والنهوض بالبلاد .
* في اعتقادي الشخصي مليون بطال عدد كبير في بلد كالجزائر ..في بعض دول العالم لا يزيد عدد سكانها على هذا..الحديث اليوم عن العدد الكبير من شبابنا الذين يعانون من البطالة وتمتلىء بهم البيوت والشوارع وهذه حقيقة لا يختلف عليها إثنان .
**تعتبر مشكلة البطالة في الجزائر من أخطر المهددات على أمن البلاد في المرحلة الراهنة، حيث تقف جيوش العاطلين كقنابل موقوتة تهدد استقرار البلد، بما يحملونه من غضب وسخط على أوضاعهم ، يجعلهم قابلين للاشتعال في أي لحظة، والأخطر أنهم يكونون بيئة خصبة للجماعات المتطرفة والإرهابية الخبيثة.
.. ولا يمكن التقليل مطلقا من هذه القوة الهائلة من الشباب العاطل، الذين لا يملكون العمل ولا الأمل في مستقبل يتمتعون فيه بالحياة الكريمة والسكن المناسب والحلم بالزواج وتكوين أسرة. وغالبا ما تستغل المجموعات المتطرفة والإرهابية المدعومة ماديا من جهات خارجية هذه الأوضاع البائسة أقول وأنا على يقين ان بعض الدول لا تحب الخير للجزائر ان تنهض ،.. وتضخ أموالا هائلة، مستغلة الفراغ الذي يشعر به العاطلون واحتياجهم المادي وحالتهم النفسية المتردية، ومعتمدة على استخدام التوجه العقائدي وقلة الثقافة والجهل. إن المسئولية الملقاة على عاتق المؤسسات الحكومية أو غير الحكومية اليوم كبيرة لحل هذه المشكلة الخطيرة، التي يجب أن تكون أولوية أولى في برنامج عمل الحكومة قبل الدخول الاجتماعي، ليتم إيجاد فرص عمل جديدة لهؤلاء الشباب في كل القطاعات، رغم ما سيمثله ذلك من ضغط على ميزانية الدولة في كل مجالات الحياة، إلا أن ما سيتم إنفاقه في هذا المضمار هو بالقطع أقل تكلفة مما إذا بقيت الأوضاع على ما هىي عليه، حيث إنه لا يمكن معالجة التوترات والقضاء على الإرهاب في بلدنا مادام بقي هناك شباب ورجال ونساء يعانون البطالة والفراغ، ويعيشون في بيئة ثقافية وفكرية وروحية ضحلة، وفي مجتمع يفتقد أسس العدالة والمساواة. إن الأمر بالقطع يحتاج إلى حلول سريعة لامتصاص الغضب وتوظيف الطاقات،ها من جانب..
...ومن جانب آخر نجدالمفارقة العجيبة, أنه وسط هذه الازمة الخانقة نسمع شكوى اصحاب المشروعات والأعمال ومطالبتهم باستيراد عمالة اجنبية يسدون بها الفجوة التي يواجهونها في مجالات عمل لا يجدون من يشغلها ، مما جعلنا امام موقف متناقض يجمع بين عاطلين بالملايين وفرص عمل كثيرة ستزداد مع مشروعات التعمير الجديدة ولا تجد من يقوم بها.والحقيقة ؟؟....
وهذا كما هو واضح يعود إلى: 1- نوعية الاعمال المتوافرة ومعظمها مهني وفني ويدوي 2- اختلاف نوعية الذين يشكون البطالة وهم خريجو الجامعات والتكوين المهني - نظرية 3- حلم هؤلاء الخريجين والشعور بالإهانة اذا لم تتوافر الشروط التي يحلمون بها في العمل المعروض .
وإذا اتجهنا لذلك ستظل الازمة ، بل قد يضطر اصحاب الاعمال الى استيراد عمالة اجنبية إذا مضى الوقت دون أن يوفق الشباب أوضاعه مع احتياجات المرحلة ، وتنازل عن المظاهر التي يفكر فيها أو يحلم بها وقبل أن يشمر ذراعيه ويمارس العمل الموجود .
ولكي نكون منصفين فإن هذا يتطلب مساعدة الدولة لهذا الشباب ، وتوفير الوسائل التي تسهل له الطريق الجديد عن طريق مراكز التدريب التي مهما صرفنا عليها ، ستكون نتائجها أكثر اقتصادا في وطن يهدد شبابه فراغ قاتل بلا عمل
فوضى الاسواق***ماذا يفعل الجزائريون من الفقراء ومحدودي ومتوسطي الدخل، في مواجهة هذه الموجات العاتية المتلاحقة من غلاء الأسعار، التي تضرب في كل الاتجاهات، فتزيد أيامهم صعوبة ويأسا، وتجردهم من حقوقهم في حياة عند حدود الكفاية والستر؟
**عندي ما يشبه اليقين ان خيرات الجزائر تكفي شعبها لكي يعيش في رخاء واكتفاء وان قضية الجزائر الحقيقية لم تكن الفقر ولكنها كانت العدالة .. ان ما انفقناه على تشييد بعض الامور ونحن في استغناء عنها زيادة عن الأموال التي تسربت في جيوب البعض كانت تكفي لإنشاء تجمعات أخرى بجوارها لفقراء هذا الشعب من سكان العشوائيات ليس في عاصمة البلاد فقط ، وإنما في الوطن كله.. مثلا ان الفيلا او الاراضي الفلاحية او سكنات أخرى التي اشتراها صاحبها بالآلاف أو بالدينار الرمزي وباعها بالملايين بل بالملاييركانت تكفي لإنشاء مساكن متواضعة لعشرات الأسر ولكنه العدل الغائب ..وكانت تشغل الشباب العاطل عن العمل ..الملايير الكحلة أو الحمرة سميها كما تحب التي تصرف هنا وهناك ملايير تصرف على الشطيح والرديح والغناء الفاسد...وابناءنا في الشوارع مهانة تتسكع تعذب تتعاطى كل ماهو فاسد.. هل هذا من العدل ؟..نعم كان العدل الغائب في مختلف الإدارات المعروفة ببن عميست المحسوبية الجهوية كل هذه الآفات الاجتماعية من مفردات شعبية كانت ولازالت تراوح مكانها في البلاد .
... نعم مع اقتراب الدخول الاجتماعي تعيش معظم الأسر الجزائرية في رعب من ألا تتمكن من توفير احتياجاتها الأساسية بسبب الارتفاع المتواصل في الأسعار والذي تقف الحكومة عاجزة عن مواجهته وتبدو كمشاهدة له مثل اي مواطن عادي لايملك أي سلطة أو صلاحية إلا ان يكون مغلوبا على أمره وفي قلب هذه الأزمة المتصاعدة لا نشعر بوجود السادة الذين هم على الارائك ينظرون وعلى الكراسي يدورون ..المسؤولين وكأنهم غير موجودين أصلا أو موجودين ولكنهم يرتدون طاقية الإخفاء .
*** ماذا يفعل االجزائريون من الفقراء ومحدودي ومتوسطي الدخل، في مواجهة هذه الموجات العاتية المتلاحقة من غلاء الأسعار، التي تضرب في كل الاتجاهات، فتزيد أيامهم صعوبة ويأسا، وتجردهم من حقوقهم في حياة عند حدود الكفاية والستر؟
...كلنا يعرف ان الإنسان الجزائري بطبعه قلق، وهذه طبيعته أن يقلق، يلتفت يسارا بعقله، ويمينا بقلبه، وفي كل الاتجاهات بحواسه، وهذا ليس اضطرابا، وإنما رغبة في تحقيق شيء، وكل رغبة معها خوف من شيء، وحياتنا رغبات ومخاوف، وأحيانا يكون القلق دافعا. يمكنك أن تعيش قلقا، أو تعيش هادئا، الاختيار لك، لكن لا طموح بلا قلق، ولا نجاح بلا اضطراب، القلق يدفع للأمام، وأيضا إلى الخلف، وهو القاتل الصامت، حين يزيد على حده يدمر، معظم أمراضنا سببها القلق، ونحن نقلق بسبب ودون سبب، لأن كل شيء يدعو للقلق. المشكلة أن القلق معد، ونحن نتأثر بمن حولنا..وما حولنا،
نعم ايها القارئ الكريم هذه حقائق لابد ان نقولها ... نعم دعا الإسلام منذ فجره الأول إلى التكافل والتواصل، وأن يحس الأخ بأخيه، لدرجة أن نفي رسول الله صلى الله عليه وسلم إيمان من لم يشعر بأخيه المسلم الجائع بجواره، فقال: "ما آمن بي من بات شبعان وجاره جائع"؛ فليتنا نستشعر هذا المعنى خاصة موعد الاعياد وشهر رمضان والدخول الاجتماعي*....
..لا شك أن مبدأ الحق والواجب، أو الحق مقابل الواجب، أحد أهم المبادئ العادلة التي تسهم في إصلاح المجتمع، فهناك
الحقوق والواجبات المتبادلة بين الآباء والأبناء، والأزواج، والجيران، والأصدقاء، والشركاء، وبين المواطن والدولة، وبين العمال وأرباب العمل، وبين المعلم والمتعلم.الخ........
وقد أشارت بعض النصوص القرآنية والنبوية إلى هذه التبادلية، وإلى ضرورة الوفاء بالحقوق والواجبات معا، حيث يقول الحق سبحانه في العلاقات بين الزوجين: «وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ» (البقرة : 228
* الإستقرار * نعم الاستقرار والتنمية عنصران متلازمان وضروريان لأي نهضة أو تقدم في كل زمان ومكان، فلا توجد تنمية ولا عمران في أي مجتمع بشري قديما أو حديثا بدون عامل الاستقرار، سواء السياسىيأو الاجتماعي، بل إنه يمكن القول إن الاستقرار هو كلمة السر وحجر الزاوية لأي نهضة أو حضارة أقامها العنصر البشري في هذا الجزء أو تلك البقعة من كوكب الأرض، منذ خلق الله آدم واستخلفه في الأرض، ** نتفق أولاً أن كل شيء يحدث في هذا الكون بقدر الله.في أحيان كثيرة نلاحظ أنه قد يموت الأغنياء المرفهين قبل نظرائهم في السن من الفقراء والمعدمين، وأن نسب المعمرين تكون عالية في بعض بلدان العالم التي تعيش علي الكفاف ومن ينتهجون أسلوب معيشي أقرب للتقشف منه للتخمة في المجتمعات الإستهلاكية الغير رشيدة،
مثال قديم// رأى بعض الناس رجلا مسنًّا يزرع نخلة لا ينتظر أن يجني شيئًا من ثمارها في حياته، فقيل له: وهل تنتظر أن تدرك جني شىء من ثمارها؟ فقال الرجل: زرع من قبلنا فحصدنا، ونحن نزرع ليحصد من بعدنا، «افعل ما شئت كما تدين تدان..
ليس مقبولا أن ينصت العالم كل يوم، إلى بعض أوجاعنا وصرخات واستغاثات المعوزين والمحتاجين من شعبنا، الذين يمثلون نسبة كبيرة من الجزائريين، يرقدون في «جحيم» تحت خط الفقر عار وعيب علينا ان كنتم تعقلون ** اللهم فاشهد قد بلغت..**