فضاءات شنهور

شنهور

فضاء القرآن الكريم والسنة النبوية

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدة
الطيب سيد أحمد محمد
مسجــل منــــذ: 2011-02-13
مجموع النقط: 1458.41
إعلانات


تَرْبِيَةُ النَّبِي لصاحبه أبي بكر

تَرْبِيَةُ النَّبِي لصاحبه أبي بكر:

..........

حرص النَّبِي صلى الله عليه وسلم على تربية أصحابه على مكارم الأخلاق، وعلى شريف الخصال، وعلى عزيز الطباع،

ليصلح قلوبهم ويصيروا في هديهم، وفى سمتهم، وفي سلوكهم، صورة طيبة لما يدعو إليه هذا الدين،

وكان يتابع أصحابه على هذا النهج القويم، وإليكم الإشارة بمثال واحد حتى لا نطيل :

فهذا صِدِّيقُهُ وصفيُّه - أبو بكر رضي الله عنه - كيف كان يربيه على مكارم الأخلاق؟

ويتابعه ليُزَكِّي نفسه، وتنطبع روحه عليها في كل وقت وحين، وقد ورد:

{ أن رجلا سبَّ أبا بكر عند النبي صلى الله عليه وسلم والنبي جالسٌ لا يقول شيئاً،

فلمَّا سكت؛ ذهب أبو بكر يتكلم .. فقام النبي صلى الله عليه وسلم واتبعه أبو بكر،

فقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: كان يسبُّني وأنت جالسٌ فلما ذهبت أتكلم قمت!!

قال صلى الله عليه وسلم:

إن الملك كان يردٌّ عنك، فلما تكلَّمت ذهب الملك ووقع الشيطان، فكرهت أن أجلس } (أخرجه ابن أبي الدنيا في الصمت، تخريج أحاديث الإحياء العراقي)

بل أكثر من ذلك، أنَّه لمَّا خرج مع أصحابه في عام الحديبية ناوياَ العمرة إلى بيت الله الحرام، وحمل أبو بكر متاعه ومتاع النبيِّ صلى الله عليه وسلم على جمل، وكلَّف به عبداً من عبيده وحده، حرصاً على زاد النبي وزاده معه " وفى الطريق شرد الجمل!!

وعند منزل ما، طلب أبو بكر من الغلام شيئاً من الطعام، فعلم أن الجمل ضاع منه، ولا أمل في عودته

فانفعل الصديق وأخذ يسبُّه ويضربه، وإذا بالرسول صلى الله عليه وسلم يقول له:

{ يا أبا بكر أصديقين ولعانين كلا وربِّ الكعبة - مرتين أو ثلاثا } (أخرجه ابن أبي الدنيا في الصمت)

يعني: أنت في مقام الصديقية العظيم - بعد مقام النبوة - إذاً لا تسب ولا تلعن، لإن هذا لا يليق بأخلاق الصديقين

الذين أنعم الله عليهم مع النبيين والشهداء والصالحين

بل إنه صلى الله عليه وسلم في تربيته له حثَّه على مقام أعلى لينال منزلة أرقى عند الله،

وعاهده صلى الله عليه وسلم على هذا - وكذلك نفراً من أصحابه كأبي ذر وثوبان،

فقال لهم صلى الله عليه وسلم:

{ مَنْ يَضْمَنْ لِي خُلَّةً، وَأَضْمَنُ لَهُ الْجَنَّةَ ؟ قُلْتُ: أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: لاَ تَسْأَلِ النَّاسَ شَيْئَاً }

(عَنْ ثوبانَ: أَبُو نعيم، وبمعنى قريب لأبي ذر وأبي بكر)

أي لا تسأل إلا الله عزَّ وجلَّ، فكان رضي الله عنه يركب أحياناً في أسفاره، فيسقط حبل ناقته،

فينزل ويأخذه بيده ثم يعاود الركوب، وكان ذلك وهو خليفة للمسلمين، فقالوا له: يا خليفة رسول الله، إنا نكفيك هذا!

فيقول: { قد علمت هذا ولكن حبيبي صلى الله عليه وسلم أوصاني ألا أسأل الناس شيئاً }.

هكذا كانت تربية النَّبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه التربية الإيمانية المتكاملة، على مكارم الأخلاق،

.....

من كتاب إصلاح الأفراد والمجتمعات في الإسلام

لفضيلة الشيخ فوزي محمد أبو زيد


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة