قصيدة المعهد العلمي
رائعة الشاعر السوداني التجاني يوسف بشير ،قصيدة المعهد العلمي
والتي أنشدها بعد فصله منه ، حيث اتهم بالكفر ،
لقوله : فضل شعر شوقي على باقي الشعراء كفضل القرآن على بقية الكتب .
السحر فيكَ وَفيكَ مِـن أَسبابـه
دَعـة المـدل بِعَبقـري شَبابـه
يا مَعهدي وَمَحط عَهد صِباي مِن
دار تَطرُق عَـن شَبـاب نابـه
قسم البَقاء إِلَيـكَ فـي أَقـداره
مَن شادَ مَجدك في قَديـم كِتابـه
وَأَفاضَ فيكَ مِن الهدى آياتـه
وَمِن الهَوى وَالسحر ملء نِصابه
اليَوم يَدفَعُنـي الحَنيـن فَأَنثنـى
وَلهان مُضطَرِبـا إِلـى أَعتابِـهِ
سَبق الهَوى عَيني في مِضمـاره
وَجَرى وَأَجفَل خاطِري مِن بابه
وَدَعت غَض صِباي تَحتَ ظِلاله
وَدَفنت بيض سني في مِحرابـه
وَلَقيت مِن عنت الزيود مَشاكِـلاً
وَبَكيت مِن عمرو وَمِن إعرابـه
نَضرت فَجر سنـي مِـن أَندائِـهِ
وَاِشتَرَت ملء يَدي مِن أَعنابِـهِ
رَفع الشَباب إِلَيكَ مِـن أَقلامِـهِ
عَمـدا مركـزة عَلـى آدابِــهِ
وَتَسابَقوا لِلمَجـد فيـكَ وَكُلنـا
علق بِحَق المَجـد مِـن طُلابـه
حَتّى يَكون المَجد وَهُوَ مصـوح
في الأَرض مُنقَلب عَلى أَعقابـه
صُوراً مُوَثَقة العرى في ناشئ
حدث مُصورة عَلـى أَعصابِـهِ
وَالمَجد أَجدَر بِالشَبـاب وَإنمـا
لِلناس موجـدة عَلـى أَصحابـه
هُوَ مَعهَدي وَلَئن حَفظت صَنيعه
فَأَنا اِبن سرحته الَّذي غَنـى بِـهِ
فَأَعيذ ناشئة التُقـى أَن يرجفـوا
بِفَتى يَمت إِلَيـهِ فـي أحسابـه
ما زِلت أَكبَر في الشَباب وَأَغتَدي
وَأَروح بَينَ بخ وَيا مَرحى بِـهِ
حَتّى رميت وَلَستُ أَول كَوكَـب
نَفس الزَمان عَلَيهِ فَضل شِهابـه
قالوا وَأرجفت النُفوس وَأَوجفـت
هَلَعاً وَهاجَ وَماجَ قُسـور غابـه
كفر اِبن يوسف مِن شَقي وَاعتَدى
وَبَغى وَلَسـتُ بعابئ أَو آبـه
قالوا احرقُوه بل اصلبوه بل
انسفوا للريح ناجس عظمه وإهابه
وَلَو أن فَوق المَوت مِن مُتلمـس
لِلمَرء مـد إِلَـي مِـن أَسبابـه .