فضاءات شنهور

شنهور

فضاء الثقافة والمواضيع العامة

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدة
الطيب سيد أحمد محمد
مسجــل منــــذ: 2011-02-13
مجموع النقط: 1458.41
إعلانات


فإن غداً لناظره قريب

قصة المثل العربي ( فإن غداً لناظره قريب )

ذكر الميداني في كتابه « مجمع الأمثال » قصة جرت للنعمان بن المنذر، إذ خرج يوما يتصيّد على فرسه اليحموم، فطارد حماراً وحشياً، وشذ عن رفاقه، وأمطرت عليه السماء، فطلب ملجأ، فجاء إلى بيت وجد فيه رجلا من طيئ يقال له حنظلة ومعه امرأة له، فذبح الطائي له شاة وأعد له خبزاً فأطعم ضيفه ولم يكن يعرفه، فلما أصبح النعمان لبس ثيابه وركب فرسه ثم قال: يا أخا طيء: اطلب حاجتك، فأنا النعمان، قال الطائي: أفعل إن شاء الله، ثم مضى النعمان ولحق بصحبه بالخيل إلى الحيرة.. ومكث الطائي بعد ذلك زمنا حتى أصابته معسرة، وساءت حاله، فقالت له امرأته لو أتيت الملك لأحسن إليك.

فذهب الطائي إلى الحيرة، فوافق مجيئه يوم بؤس النعمان، فلما رآه النعمان عرفه، فقال له: أفلا جئت غير هذا اليوم، قال الطائي: أبيت اللعن يا مولاي وما كان علمي بهذا اليوم؟

قال النعمان والله لو سنح لي في هذا اليوم قابوس ابني لم أجد بُداً من قتله، فاطلب حاجتك من الدنيا، وسَلْ ما بدا لك؛ فإنك مقتول، قال أبيت اللعن يا مولاي ما أصنع بالدنيا بعد نفسي.

قال النعمان أن لا سبيل إليها، فقال الطائي: إن كان لا بد فأجّلني أُلمَّ بأهلي فأُوصي إليهم وأُهيئ حالهم، ثم أعود اليك.

قال النعمان أقم لي كفيلا على ذلك، فالتفت الطائي إلى رجل اسمه شريك بن عمرو بن قيس، وكان يُكنى أبا الحوفزان، وهو واقف على رأس النعمان، فقال له الطائي:

يا شُريكا يا ابن عمرو ... هل مِن الموتِ مَحَالة

يا أخا كل مُضَافٍ ... يا أخا مَنْ لا أخا له

يا أخا النعمان فُكَّ ... اليوم ضَيْفاً قد أتى له

فأبى شريك أن يتكفل به، فوثب إليه رجل من كلب يقال له قراد بن أجدع، فقال للنعمان: أبيت اللعن، هو عليّ، فضمَّنه إياه، ثم أمر النعمان للطائي بخمسمائة ناقة، فمضى بها الطائي إلى أهله، وكان الأجل حولا، من يومه ذلك إلى مثل ذلك اليوم من قابل، فلما حال على الطائي الحول وبقي من الأجل يوم قال النعمان لقراد: ما أراك إلا هالكا غدا، فقال قراد:

فإن يكُ صدر هذا اليوم ولّى ... فإن غداً لناظره قريب

ويقول فيها:

عســــى الكـــرب الذي أمســيت فيه ... يـــكـــــون وراءه فـــــرج قريـــــب

فإن يك صدر هذا اليوم ولّى ... فإن غدا لناظره قريب

وكان النعمان يشتهي أن يقتل قراد ليفلت الطائي، وبينما كان قراد يعد للقتل إذ ظهر لهم شخص من بعيد، وكان ذلك الشخص هو الطائي، فقال له النعمان: ما الذي حملك على الرجوع بعد إفلاتك من القتل ؟… قال الطائي: الوفاء، فعفا عنه النعمان، وقال الطائي يمدح قراد بن أجدع:

ألا إنما يسمو إلى المجد والعلا ... مخاريق أمثال القراد بن أجدعا

مخاريق أمثال القراد وأهله ... فإنهم الأخيار من أهل تُبَّعا

أما شريك الذي اختاره الطائي ليكون له ضامنا فامتنع فقد عابه جلساء الملك، كيف يرفض أن يكفل ضيف النعمان بعد أن وثق به، وكبر قراد عند قومه وجلساء النعمان.


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة