إنّي وقفت بباب الدار أسألها
إنّي وقفت بباب الدار أسألها
عن الحبيب الذي قد كان لي فيها
فما وجدت بها طيفا ًيكلّمني
سوىَ نـــواح حمام في أعاليـهـا
سألت: يا دار أين أحبابنا رحلوا ؟
و يا تـــرى أي أرضٍ خيّمـوا فيـها؟
قالت: قبيل العشاء شدّوا رواحلهم
و خلّفونـي عـلـى الأطـلال أبكيها
نادى الحمام عليِ ّ لمّا رأى تلفي:
هذي طريقهـم إن كنـت تقفـيها
لحقت بهم فاستجابوا لي فقلت لهم:
إنّي خادمٌ لهذي العيس أحميـها
قالوا: أتحمي جمالاً لست تعرفها ؟
فقلت: أحمي جمالاً سادتي فيها
قالوا: و نحن بوادِ ما به زرع
و لا طـعـام ٌ و لا مــاءُ فـنـسـقيها
خلُّوا جمالكم يرعون في كبدي
لـعـلَّ فـي كـبـدي تـنـمو مراعيها
روحُ المُحب على الأحكام صابرةٌ
لـعــلّ مُــسقـمها يـومـاً يُـداويـهـا
لا يعرف الشوق إلّا مَن يُكابده
و لا الـصـبـابـة إلّا مَـن يـعــانـيـهـا
لا يسهر الليل إلّا مَن به ألم
لا تحـرق النـار إلّا رجــل واطـيـهــا
لا تسلكنّ طريقا لسـت تعرفهـا
بلا دليلٍ فتغـوى فـي نواحيهـا
ثم الصلاة على المختار من مضرٍ
محمـد سيد الدنيا وما فــيها
•
نُسبت هذه الأبيات لعدة شعراء منهم :
المتنبي
وأبي الشمقمق مروان بن محمد : شاعر هجّاء من شعراء العصر العباسي ت 200هـ .
وينسبها آخرون لشعراء مثل : النفري والأبله العراقي
_________________