المختارات الـشـعـريـة
المختارات الـشـعـريـة
هي طائفة من الكتب تختار باقة من أشعار الشعراء إما لجودتها وإما لندرتها وإما بقصد تعليمها فتجمعها بين دفتي كتاب فتكون مضمومة تسهيلا لطالبها، وقد حرص الخلفاء على تأديب أبنائهم، وتعليمهم العلوم والآداب والفنون، ومن ذلك أن أبا جعفر المنصور استقدم المفضل الضبي، ليؤدب ابنه المهدي، فجمع له مادة من أشعار العرب، اختارها لتأديبه وتعليمه،وهذه المجموعة التي اختارها المفضل الضبي سميت فيما بعد بالمفضليات نسبة إليه، وما لبث الأصمعي أن احتذى حذوه فألف الأصمعيات،وهي مختارات من الشعر العربي القديم، وتوالى ذلك التصنيف في المختارات الشعرية،بعد أن قوبلت هذه المؤلفات بالموافقة والقبول ومنها : كتاب الزهرة لأبي بكر محمد بن داود الأصفهاني، والأشباه والنظائر للخالديين ومختارات ابن الشجري،والتذكرة السعدية للعبيدي،والتذكرة الفخرية للصاحب بهاء الدين الأربلي ونزهة الأبصار في محاسن الأشعار للعنابي .
نموذج : المفضليات للمفضل الـضّبي
هو المفضل بن محمد بن يعلي الضبي، المتوفى 178 هجرية، وقد اختارها كما قلنا لتعليم المهدي، وقد فعل المفضل خيرا بجمعه لهذه المجموعة الرائعة من أشعار العرب، فقد ظلت نموذجا حسنا، وطريقة متبعة في الاختيارات الشعرية وتحتوي المفضليات على مئة وثمان وعشرين قصيدة، وقيل عددها مئة وثلاثون لشعراء مقلين وقد أخذت شهرة ذائعة، وصيتا واسعا، وأحيطت بهالة من التقدير والإجلال،فقد كانت من أجود القصائد ناهيك عن أنه لم يقتطع منها شيئا وظلت الأنموذج الأمثل للقصيدة العربية .
وبين يدي نسخة منها، طبعت بتحقيق أحمد محمد شاكر، وعبد السلام هارون بالقاهرة، دار المعارف .
نتفة مـن الكـتـاب :
- وقـال الـشـنـفرى الأزدي :
ألا أم عمرو أجمعت فـاستقلت......... وما ودّعـت جـيـرانـهـا إذ تولََّت
وقـد سـبقتنا أم عـمرو بأمرها...........وكانت بـأعناق المطــي أظـلـّـت
بعيني ما أمسـت فباتت فأصبحت .......فقضّـت أمـورا فاستقلـّت فـولّـت
فواكبدا عـلـى أميـمة بـعدما...........طمعت، فـهبها نـعـمة الـعيش زلّت
فيا جارتي وأنت غـير مـليـمة............إذا ذكـرتُ، ولا بـذات تـقـلّـت
لقد أعجبتني لا سقـوطا قناعـها.........إذا ما مشت ولا بـذات تـــلـفّت
تـبيت بـعيد النوم تهدي غبوقهـا.............لجارتـهـا إذ الهـديــة قلـــّت
تحـل بمـنـجاة مـن اللوم بيتها............إذا ما بـيوت بـالمـذمّـة حـلَّـت
كأن لها فـي الأرض نسيا تـقصّه ........على أمها، وإن تـكـلـمك تـبلت
أميمة لا يـخزي نثاها حلـيلـها ..........إذا ذكر النـسوان عـفّت وجـلـت
إذا هـو أمسى آب قـرّة عيـنه ..........مآب الـسعـيد لم يـسل أين ظلـّت
فدقت وجـلّت واسبكرّت وأكملت .......فلو جـنّ إنـسان من الحسن جنّـت"