بشار

المتسابقون

الجمعة, 01 يوليو 2016 17:13 د. عبدالله ظهري

في الوقت الذي نتسابق فيه على الدنيا...يتسابقون هم على الآخرة. واعظم المتسابقين كانوا حول الرسول عليه افضل الصلاة والسلام، يوماً أمر رسول الانسانية اصحابه بأن يتصدقوا..كان عمر بن الخطاب من المسابقين بالخيرات..أراد عمر ان يسبق ابا بكر الصديق هذه المرة..دائماً ابا بكر يسبق الصحابة..عمر يريد ان يسبقه هذه المرة..والسباق على الآخرة يختلف عن السباق في الدنيا..سباق الدنيا يوغر الصدور ويشعل الحقد أما سباق الآخرة فيؤلف القلوب ويصنع القدوة ويشحذ الهمم..أتى عمر بنصف ماله الى النبي الكريم.سأله نبيه ونبينا " ماذا تركت لأهلك؟ " اجاب " تركت لهم النصف الآخر "..انتظروا ابا بكر.. من سيسبق الآخر ابو بكر ام عمر؟ جاء ابو بكر ووضع امام الرسول كل المال الذي يملكه ، ساله الرسول " ماذا تركت لأهلك ؟ " اجاب ابا بكر " تركت لهم الله ورسوله "..برضا نفس وحب عظيم أعلن عمر الاستسلام " والله لا اسبق ابا بكر في شئ أبداً ".. اما ابو الدحداح فسمع من الرسول آية عظيمة عندما نزلت ? مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً ? بمجرد سماعه للآية أمسك بيد كريمة لرسول كريم وقال " يا رسول الله..اقرضت الله بستاني الذي املكه".. كان في بستانه ستمائة نخلة، الأعجب والأدهش ان ابو الدحداح اتجه بعدها الى بستانه فوجد فيه زوجته واولاده، قال لزوجته " اخرجي من هنا يا ام الدحداح فقد اقرضت ربي بستاني".. ماذا فعلت ام الدحداح؟ جرت نحو واولادها واخرجت التمر من افواههم ونفضت التمر من ايديهم فالبستان لم يعد ملكهم..البستان ذهب لرب صاحب البستان..سن أبو الحسن البصري قاعدة هنا وقال " من نافسك في الدين فنافسه..ومن نافسك في الدنيا فألقها في نحره "...رحمتك يارب!!!