ليس دفاعا عن سمية بنكيران ولكن دفاعا عن الحق في المواطنة
ليس دفاعا عن سمية بنكيران ولكن دفاعا عن الحق في المواطنة
×××××
العياشي كيمية
الخميس 30/06/2016
كثير منا ،رغم مستواه الدراسي وسعة معارفه ،حين تعرض عليه قضايا فكرية أو اجتماعية ،ويكون فيها مطالب بإعمال العقل والمنطق ،يسقط في فخ الذات والقبيلة والحزب والطائفة ....إلخ ،فيرى الأمور عكس حقيقتها ،وهذا ما يذكرني بمثل شعبي "أين هو من رأس الديك".
يحكى "أن أعمى لم يشاهد من الدنيا شيئا، وفجأة عاد إليه بصره وكان أول وآخر شيء شاهده من الدنيا رأس ديك ،ثم سلب منه بصره وعاد كما كان ، فكان كلما حدث عن شيء في الدنيا من شي محسوس أو غير محسوس من المشاعر وغيرها كان يربطها بما يعرفه فيقول :كيف هو من رأس الديك ؟".
وهذا لعمري هو ما ألمسه باستمرار ، من خلال ما قرأته لبعض السياسيين والحزبيين والصحفيين ،فكلما كتبوا عن قضية معينة إلا وربطوها بما في نفوسهم ،وبما شاهدوه من زاويتهم الضيقة ،وحكموا عليه من خلال حزبهم أو مصالحهم ،فيكون رأيهم بعيدا كل البعد عن الموضوع .فاقدا للموضوعية ،ويعتريه القصور والعوار.
هذا الأسلوب الهزيل في التحليل ،يخلق لدى القارئ التباسا وغموضا ،ويؤدي إلى إصدار أحكام ظالمة في حق حزب أو شخصية مرموقة أو مواطن بسيط ،ويخلق رأيا عاما مضللا ، وقد تترتب عنه ردود أفعال غير محمودة.
وكثيرا من القراء البسطاء يسقطون ،إما بسذاجة أو حسن ظن ،ضحية هؤلاء ، ولا يعرفون أن الخبر الذي قرأوه كان معدا سلفا ، وله أهداف محددة ،وهذا ما تقوم به جهات سياسية واستخباراتية في جميع الدول .يقول الكاتب عبد الرحمن البدري" إن التضليل السياسي و تضليل عامة الناس والشعوب،وذلك ببث الأفكار المضللة والخاطئة بهدف الحصول على مكاسب سياسية لمصلحة فئة معينة".
وهذا بالضبط ما يحدث ببلدنا هذه الأيام،حيث تحركت ماكينة الإعلام المضللة من أجل تشويه صورة حزب "العدالة والتنمية"والمس بكرامة بعض مناضليه ، بل وصل الأمر إلى الطعن في وطنيتهم ، والدعوة إلى حرمانهم من حقوقهم الطبيعية، كالحق في الشغل والمنح الجامعية ...إلخ.
وما موضوع نجاح السيدة سمية بنكيران ،ابنة رئيس الحكومة، إلا دليل على هذا الأسلوب المنحط في التضليل ،والسؤال هو : هل يحق لكل مواطن ، دونما اعتبار لموقعه الإجتماعي ، أن يلج الوظيفة العمومية؟
طبعا ، سيكون الجواب نعم ،شرط أن تتحقق الشفافية والتنافس الشريف بين المتبارين ، ووفق قوانين ضابطة لهذه العملية.
وهذا ما تم بالضبط في مباراة توظيف 18 متصرفا من الدرجة الثانية ، التي أعلنت عنها الأمانة العامة للحكومة ، وذلك يوم 12 يونيو 2016، والتي شاركت فيها ، كباقي أبناء المغاربة المستوفين للشروط المعلنة، السيدة سمية بنكيران.يمكن قراءة الإعلان على الرابط التالي:
http://www.alwadifa-maroc.com/offre/show/id/8408
وبعدما أجرت المواطنة أعلاه المباراة ، واجتازت الإمتحان الكتابي والشفوي بنجاح ،سمعنا أصحاب "أين هو من رأس الديك " يتهمون الجهات المشرفة على المباراة بالتزوير ، وإعمال منطق الزبونية والمحسوبية ، لأن قدر المواطنة سمية أنها ابنة رئيس الحكومة المغربية.
وباعتبار أن المخطط ، مع قرب الإنتخابات التشريعية ، هو تشويه حزب العدالة والتنمية ومناضليه كي لا يتصدر الإنتخابات القادمة ، فإن هؤلاء لم يكلفوا أنفسهم الإطلاع على وثائق سمية بنكيران، ولا على مدى احترام القوانين المنظمة لمثل هذه المباراة لكي يتأكدوا من مصداقية تلك النتائج من عدمها .
دعاني فضول البحث أن أنقب في الموضوع ، فوجدت أن المواطنة المعنية ، تتوفر على ماستر في القانون الخاص وماستر من دار الحديث الحسنية ، وسبق لها أن أجرت مباراة الملحقين القضائيين سنة 2015، ولم توفق . كما أجرت مباراة في وزارة المالية ولم تجتزها بنجاح أيضا. .
كما علمت أن عميد إحدى كليات الحقوق رفض قبول ملفها للعمل كأستاذة مساعدة، في مادة القانون الإسلامي ، معللا ذلك بكونها ابنة رئيس الحكومة، وأن هذا سيحرجه.
في الأخير أقول :إن الوطن للجميع ،وأسلوب التغليط من أجل تحقيق مكاسب سياسية ، هو دليل على ضعف وهزيمة وبؤس أدعيائه.
دمتم ودام الوطن في أمان الله.