اتحاديو أور تزاغ في المزاد العلني
اتحاديو أورتزاغ في المزاد العلني
العياشي كيمية
مع اقتراب موعد إجراء الانتخابات التشريعية ،تقع داخل الأحزاب السياسية حركة غير عادية ، وتبدأ الإصطفافات لهذا الطرف أو ذاك من أجل الفوز بوكلاء اللوائح ، والذين يجدون أنفسهم خارج حلبة النزال الداخلي يهاجرون للبحث عن أحزاب أخرى، عساهم يفوزوا بما خسروه في أحزابهم السابقة.
هو إذن المقعد بالبرلماني ، وهي 30000 درهم كأجر شهري و7000 درهم كتقاعد مدى الحياة ، وهي أيضا امتيازات وسلطة ومكانة اجتماعية ،فلا اعتبار للمرجعيات والمذاهب الفكرية والمشروع السياسي المجتمعي..،إنما هي مصالح فردية ورغبة في إشباع نزوات النفس.
لا تسلم من هذا السلوك إلا مارحم ربك من الأحزاب ،مما يحولها من منابر سياسية لتأطير المواطن وتقديم الحلول والمقترحات لحل مشاكل الناس ، إلى شركات استثمارية ووكالات من أجل الاغتناء والرقي الاجتماعي ،ويعتبر حزب الإتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية من الأحزاب التي أضحت نوادي للانتهازيين والوصوليين ،وما انفصال مجموعة من المناضلين عنه وإنشاء حزب "البديل الديمقراطي " ،إلا دليل على هيمنة تلك الفئة على الحزب ومصادرتها للمرجعية الإتحادية.
في هذا السياق ، علمنا أن صراعا حدث بين قياديين اتحاديتين بإقليم تاونات ، وهما السيدين عبد العزيز العبودي النائب البرلماني بالغرفة الأولى و الكاتب الإقليمي للحزب، والسيد المفضل بنعلوش المستشار البرلماني بالغرفة الثانية سابقا والرئيس المعزول السابق لجماعة أورتزاغ ،مما جعل هذا الأخير يبحث عن حزب يأويه.عساه يفوز بوكيل لائحة للترشح للإنتخابات التشريعية القادمة.
وحسب مصادرنا ،فإن السيد المفضل بنعلوش قد ربط الاتصال بمجموعة من الأحزاب ، كان آخرها حزب التقدم والاشتراكية ،ومما يدعم هذا الخبر ويقويه ،توسطه لأعضاء بارزين بالمكتب المحلي للحزب بالورد زاغ، في الانتخابات الجماعية ل4 شتنبر2015، لدى مسؤولي حزب التقدم والاشتراكية ، الشيء الذي توج بقبول ترشيح العضوين الإتحادين بجماعة تبودة ،كما ، وفي نفس الانتخابات، رشح أحد الاتحاديين وابنته المنتمية لشبيبة حزب الإتحاد الاشتراكي باسم التقدم والاشتراكية كمنافسين له في نفس الدائرة الانتخابية بجماعة أورتزاغ،مما يعني أن الرجل كان يعلم أنه لم يعد مرغوبا فيه داخل حزب بنبركة ، وأن حضه في الترشح للانتخابات البرلمانية جد منعدم .
ويعرف السيد بنعلوش في الأوساط السياسية المحلية من الطيور المهاجرة ،ومن الذين يتلهفون إلى المناصب ،ولو أدى الأمر إلى
تغيير في المبادئ ، فمن اسلامي في الأوساط الجامعية، يكره النظر إلى مقدمة الأخبار بالتلفزة لكونها لا تلبس الخمار ، ومن واعظ ومحارب شرس للعلمانية ، إلى ليبرالي في حزب إداري (حزب الأحرار)، ثم إلى اتحادي يتغنى بنضالات "بنبركة " وعدو لإخوان الأمس من الإسلاميين ، إلى شيوعي ماركسي لينيني ،إذا ما تم هذا الزواج السياسي الغريب طبعا.
ومن شأن هذا الحدث ، إن تم ، أن يدق آخر مسمار في نعش الإتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بالورد زاغ ، كما سيحرج فئة عريضة من منتسبي الحزب المحليين ، الذين كانوا إلى العهد القريب يعتبرون حزب الإتحاد الاشتراكي المخلص للمغاربة ولساكنة جماعة الوردزاغ من الفقر والظلم والبؤس . فهل ياترى سيثبتون أنهم اتحاديوا الفكر والعقيدة ،وسيصطفون إلى جانب كاتبهم الإقليمي السيد عبد العزيز العبودي ، أم ستنكشف حقيقتهم ، التي نعرفها ويعرفها سكان الوردزاغ ، في كونهم جماعة من الإنتهازيين والوصوليين ، ويهاجروا مع أرجوزهم حيث يستقر به المقام...؟؟؟؟؟؟