رسالة الى امي** أمي لا تفارق عقلي وعيناي **
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آلـه وصحابته أجمعين وسلم تسليما الى يوم الدين..
..السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
.رسالة الى امي.......... أمي لا تفارق عقلي وعيناي * السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ياأمي .
.امي وما اجملها من كلمة ... واللسان يتشرف بنطقها من داخل القلب ***امي الحبيبة صراحة اقول لك ياعزيزتي ياحياتي ياأمي حينما غادرتي الحياة الى غير رجعة غادرت قلبي الافراح ولم تعد للبسمة معنى...أمي الطيبة المحترمة غادرتي الحياةالدنيا وغادرتني لذة الحياة ومتعتها.أمي العزيزة كنت احس وانتي معي بأني من يملك الدنيا وما فيها..اليوم ياأمي اشعر باني وحيد .. والوحدانية لله وحده سبحانه وتعالى ..استغفر الله استغفر الله استغفر الله ولا حول ولاقوة الا بالله العلي العظيم.
سلام عليك يا أمي.. سواء كنت شمسا مازالت تشرق، أم قُدر لها أن تغيب وتعود إلى مستقرها عند مليك مقتدر، وضع الجنة ـ تكريما وتعظيما ـ تحت أقدامها، ففي كل الأحوال تبقى صاحبة الحضور الذي لا يعرف الغياب، والزهرة التي لا تذبل ولا ينفد عطرها، ويظل وجهك دائما مثل رغيف خبز شمسي طازج، تقتات عليه الروح في أوقات جوعها وشظفها وشحها..وتبقى أمي الكل في الكل والكمال لله وحده..
ياسيدتي يا أمي.. كلما أوغل العمر في الرحيل، واتسعت ثقوب «غربال» الذاكرة، تسقط أشياء وآثار وعلامات وأحوال كثيرة، ولا يقاوم ولا يتأبى على النسيان والنضوب، إلا القليل من العزيز والنفيس، وهو ما لامس وسكن الروح، مثل نبع عذب عميق، تسري مياهه في عروقنا، حتى رمقنا الأخير: محبة صافية، وعطف دائم، وحنان فياض، وصفح جميل، وحماية إلهية مصدرها «دعوات» صدح بها قلب، لا تغلق أمامه أبدا أبواب السماء،وليس هناك فى الحياة نبع غيرك ياأمي .
أمي العزيزة على قلبي أقول لك مازال الخير في الدنيا ..لاتقلقي ياأمي اشتقت اليكي ياأمي... في السنوات الاخيرة وبالضبط 2007 رأيتك في المنام وأنتي في البقاع المقدسة..فقررت وقتها ان أذهب الى مكة المكرمة لاداء العمرة لعلي القاك...وبعد الطواف وإتمامي من النسوك المفروضة على المعتمر .. وفي اليوم الموالي ذهبت الى مسجد التنعيم وهو أحد مساجد مكة، يعتبر مسجد التنعيم أحد مواقيت الإحرام لأهل مكة المكرمة،ويقال له ايضا مسجد امنا عائشة رضي الله عنها زوج النبي سيدنا محمد رسول الله صلى الله علية وسلم وصحابته اجمعين...نويت العمرة عنك وبعدها في اليوم الموالي لوالدي رحمه الله ورحمكما الله في جنة عدن تجري من تحتها الانهار خالدين فيها ابدا..****
* نعم أمي لا تفارق عقلي وعيناي**** يقول سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: ((«أدركتني الرحمة بأمي فبكيت لها )) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم**** أنا كذلك أبكي ! ولا أجد ذلك ينقص من رجولتي ولا يقلل من شأني.... أبكي بكاء الرحمة نعم بكاء رحمة دون سواه...
إن كنت لا أبكي فسأكون عديم الضمير والأحاسيس ، كما أن الرسول عليه الصلاة والسلام بكى في مناسبات كثيرة والصحابه أيضاً كسادتنا صحابة سيدنا رسول الله عليه أفضل الصلوات من ربي العالمين عمر ابن الخطاب وابوبكر الصديق وغيرهم رضوان الله عليهم أجمعين.... البكاء على الوالدين.. تنفيس عن النفس وتوسعة للصدر .
* الأم كتلة من المشاعر الإنسانية المتدفقة الجميلة النبيلة الصادقة التي يحتار الشعراء في وصفها..نعم لا يوجد حنان مثل حنانها .. ولا دفء مثل دفئها.. ولا حب صادق مثل حبها.. اللهم في هذه الأيام المباركة لا تحرم أحدًا من حنان أمه.. وبارك في كل الأمهات.. وارحم كل أم رحلت لدار البقاء تاركة لنا جراحًا لا تلتئم وقلوبًا حزينة ودموعًا لا تتوقف.. ..
وأنا العبد الضعيف صورة والدتي رحمها الله لا تفارقني لا تفارق عقلي وعيناي ومن شدة حبي الكبير لها أبكي وأبكي على العزيزة الميمة أبكي بكاء الرحمة نعم بكاء رحمة دون سواه أقصد العين تدمع والقلب يحزن.
..نعم أخي القارئ المحترم... الرجل يبكي أيضًا.. الرجل كالصخر صلب لا يبكي!.. دموع الرجل دماء!.. دموع الرجل لؤلؤة ثمينة!.. بكاء الرجل ضعف وانكسار!.. هذا ما تزرعه كثير من الأسر العربية داخل أبنائها الذكور منذ نعومة أظفارهم، للتأكيد على أن البكاء يتنافى والرجولة والقوة والجدية التي ينبغي أن يكون عليها الرجل!.. وذلك بخلاف المرأة التي تبكي كثيرا لأسباب متعددة لكونها ضعيفة شديدة العاطفة وسريعة التأثر.. وكأن الرجل مجبول على الجفاء وقسوة وتحجر المشاعر لا يتأثر بما يدور حوله ولا يعجز في كثير من الأحيان عن التعبير عما يعتريه من مشاعر مختلفة فيبكي دون تعمد عند الحزن الشديد والفرحة العارمة.. وكأنه ليس بشرا يضعف أحيانا، ويتعرض للظلم والقهر والانكسار والهزيمة وفقد الأحباء وضيق ذات اليد أحيانا.. لماذا ينكرون على الرجل البكاء، ويعتبرونه أمرا معيبا وشائناً وضارا بصورته؟!.. أليس الرجل إنسانا له قلب ومشاعر وأحاسيس تتأثر إيجابا أو سلبا بكل ما يتعرض له في مشوار حياته؟!..
... ياناس سئلت أم: من تحبين من أولادك؟ فقالت : مريضهم حتى يشفى، وغائبهم حتى يعود، وصغيرهم حتى يكبر، وجميعهم حتى أموت لا حول ولاقوة الا بالله العلي العظيم ...
نعم هذه هي الام الحنونة ..رحمك الله يا أمي..رحمك الله يالميمة رحمك الله.. اشتقت اليك ياأمي...واشتقت لخبز امي في رمضان..ومرحبا بقضاء الله مرحبا
* نعم ديننا الإسلامي حثنا على طاعة الوالدين وبرهما والإسلام يعتبر البر بالآباء والأمهات من أفضل أنواع الطاعات التي يتقرب بها المسلم إلى الله.. سواءا الاب او الام..غير ان.الأم عند كل الشعوب وفي كل الحضارات لها مكانتها وقدرها،
بعض من الناس يعانون فقدان الأب مقدار فقدانهم لامهم فالأب هو الأمان و السند والظهر والقدوة التي تحتذى بها طيلة حياتك، هو فارس أحلام ابنائه الأول هو العزة و الفخر والنور الذي يضيء حياة الأسرة أينما كان هو فيكفي انه الوالد والدك وسبب خروجك الى هذه الدنيا الضيقة..
أما الأم فهي الحب والحنان و العطف واللمة و التضحية والنهر الذي لا يجف ولا يمل من العطاء دون مقابل والراحة التي تكمن بداخلها لها سحر غريب على أبنائها. في الحديث عن الآباء لا تجد كلمات تسردها تضاحيها قيمتهما فهم من نعم الحياة التي انعم الله علينا بها و لاننسى رسولنا الكريم صلوات الله عليه ولو أنهم بحثوا عن أحاديثه و سيرته لوجدوا ما وصانا به الرسول الكريم بحسن الصحابة فقال " أمك ثم أمك ثم أمك ثم أبوك".رغم انه تربى يتيم الأب و أمه ماتت وهو في السادسة من عمره فالله عز وجل له حكمة في ذلك فمن فقد إحداهما أو كلاهما لا يقنط من رحمة الله عليه. ففي لحظات ومواقف عدة يعجز اللسان عن الكلام والعقل عن التفكير والقلب عن التعبير ولكن عليكم بالصبر .
وأقول مخاطبا العزيزة أمي يا أمي ..في عينيك يتجسد الأرق إذا صافح البرد جسدي، السهر إذا اقتربت مواعيد اختباراتي، القلق إذا غبت عن العودة إليكِ، الفرح إذا نجحت، البكاء إن حزنت، الإنصات إن تكلمت، سعة الصدر إن انفعلت، التسامح إذا أخطأت، تبيعين الدنيا لمجرد لحظة سعادة تلمحينها في عيني.. تحضنيني بفخر حينما تسطع لحظات نجاحي، صراحة اشتقت اليك يا أمي الحنونة الطيبة صاحبة القلب النظيف وشساعة الصدر ....
لن نحظى برضا الله إذا لم ترض علينا هذه السيدة، صاحبة المقام العظيم، مقام الأمومة الذي يشبه ــ في عطائه ــ عطاء «الربوبية»، لأنه بلا مقابل، وبلا منّ، ولكل الأبناء دون تمييز ولمن أحسن ولمن أساء، فالكل سواء في دولة الحب والعطاء.
* إن الأم هي وطننا الصغير الأول، الذي نفارق كنفه وأحضانه إلى الوطن الكبير، والمؤكد أن هناك حبلا سريا يربط بين الوطنين، وهو حبل لا ينقطع عن الذين يحسنون ويبرون أمهاتهم، أما الذين يسيئون ويجحدون فإنهم يقطعونه، دون احساس بالذنب. كم هو حلم رائع هذا الوطن الصغير، الذي لا يعرف حدودا، ولا يقيم أسوارا وسجونا، ولا يغلق أبوابا، ويمنح بلا شروط أو ثمن أو ضمانات، حق الإقامة لمن أراد، وحق العودة لمن خرج، وحق اللجوء العاطفي لمن ضل سبيله.
.. ان الإنسان يجرب في حياته كل الوان الحب ولكنك لن تجد إنسانا يحبك اكثر من نفسه إلا أمك انها تعطي بسخاء دون انتظار للمقابل انها تراك اعظم الناس في هذه الأرض مهما كنت بسيطا وحين تكبر امام عينيها ويخبو ضوء العينين تحجب ما بقى من ضياء عيونها لعله يرشدك ويعينك في رحلة الحياة..انها تدخر كل شيء لك ما بقى لها من العمر وما بقى لها من الصحة انها تعتقد انها خلقت من اجلك انت وحين تكبر امامها فهي لا تراك ابدا إلا ذلك الطفل الذي احتضنته ومنحته العمر والشباب والحياة..
... جرب في حياتك العشرات من قصص الحب وسوف تواجهك مزادات وصفقات في علاقات كثيرة ولكن هناك صدر واحد سوف يحتويك كل العمر في صحتك ومرضك وفي غناك وفقرك وفي عذابك وفرحك..انها امك انت قطعة منها تشكلت من دمها وسرت فى عروقها وعشت معها روحا تنطلق في سماء روح وجسدا يتشكل منها يوما بعد يوم.. وإذا كانت قد احتوتك روحا وصاغتك جسدا فهي بعد ذلك منحتك اول درس في الحب واجمل درس في الحنان واصدق دروس الحياة في العطاء..سوف تجد قلوبا كثيرة احبتك وشاركتك رحلتك في الحياة ولكن حب الأم شيء لا يتكرر ابدا..انها نسخة وحيدة في هذا الكون وحين خلق الله الرحمة جعلها اجمل ما فيها وحين خلق الحنان جعلها سلطانة على كل القلوب وحين غرس الحب في الأرض توجها ملكة على كل المحبين .
ايها القارئء الكريم ** لنطرح سؤالا للام... هل قالت لك الأشجار أنها كانت تغار من حنانك وأنتِ تظللينا به فوق رءوسنا الصغيرة وحتى بعدما كبرنا ونضجنا وصرنا آباء وأمهات؟ هل قالت لك المياه العذبة أنها كانت تغار من ضحكتك السلسبيل حين رضاك عن فعلٍ نقوم به، وتكون جائزتك لنا قبلات على خدودنا تمطريننا بها.. كانت عذوبتها تفوق عذوبة أنهار العالم. هل قالت لك الشمس أن دفء يديك حينما كانت تمسد جراحاتنا الصغيرة كانت أرحم ألف مرة من يد أمهر أطباء الدنيا!. هل قالت لك الأرض أنها تفرح حين تدقين بخطواتك الطيبة على أنحائها وتسعد برؤيتك صحيحة معافاة من كل سوء وهل وهل؟....
وقبل أن نفترق أطلب من كل ابن عاق لوالديه ضرورة الإسراع إلى التوبة قبل فوات الآوان فالستر والرضا والبركة في دعواتهما.
قال صلى الله عليه وسلم:ثلاثة لا ينظر الله عز وجل إليهم يوم القيامة:العاق لوالديه،والمرأة المترجلة،والديوث،وثلاثة لا يدخلون الجنة:العاق لوالديه،والمدمن على الخمر والمنان بما أعطى .(رواه أحمد والنسائي)).
وفي الختام أقدم دعواتي الطيبة وقبلاتي لأمي الحبيبة في قبرها ولكل الأمهات ولكل من قامت بدورالأم،ورحمة وألف رحمة على روح الأمهات اللاتي رحلن إلى الدار الآخرة،ودعواتي لأمنا الكبيرة الجزائر بالخير والسلم والاستقرار. ولكل بلاد العرب والاسلام آمــين . وصيام الجميع مقبول ومعذرة على الإطالـــة .
* صورة لي من ايام الشباب 1967 بالجزائر العاصمة *