عندما تهبط الملائكة!!
وجهة نظر عندما تهبط الملائكة!!
عندما تهبط الملائكة!! الأحد, 26 يونيو 2016 15:28 د. عبدالله ظهري
لا يستطيع أحد ان يجزم بموعد ليلة القدر، رسولنا الكريم عليه افضل الصلاة والسلام حسم الأمر بان نلتمسها في ليالي الوتر في العشر الأواخر من شهر رمضان .. لم يحدد القرآن ولم تحدد السنة ليلة بعينها.. الحكمة هي تحفيز المؤمن على مزيد من الطاعة والعبادة والتقرب الى الله ..وايضاً اختبار للصبر والاجتهاد.. ليلة القدر طويلة بطول عشر ليالي فكل ليلة من المحتمل ان تكون ليلة القدر لذا فان المجتهدين يختاروا الاعتكاف والمتكاسلين ينتظرون الحظ السعيد.. في كل الأحوال هي مسالة ايمان.. كلما قوي الايمان بليلة القدر كلما زاد الاجتهاد وكلما ضعف الايمان قل الاجتهاد، من يؤمن يقيناً انها ليلة خير من الف شهر قطعاً سيستنفر جل طاقته واكثر لجنى الخير العظيم ومن كان ايمانه اقل سيكون جهده أقل وفي هذا فرز الهي بين الناس واعطاء كل انسان ما يستحقه.. لا يشرع الاقرار بان هذه الليلة او الليلة التالية ستكون ليلة القدر..لكن عندما تحل ليلة القدر بالفعل فان الشعور بها مشروع ومحسوس ومقبول..علامات متعددة يرصدها العلماء من القرآن والسنة تميز ليلة القدر عن غيرها من الليالي..تظل علامة هبوط الملائكة من السماء هي العلامة الأكثر وضوحاً واستشعاراً.. هبوط الملائكة في هذه الليلة أقره الخالق في كتابه العزيز..ولأن هبوط الملائكة في مكان ما يصنع اجواء خاصة للغاية ويخلق شعوراً واضحاً وخالصاً بالراحة والطمأنينة..في المسجد الملائكة موجودة والشعور في المسجد يختلف عن الشعور خارجه..في البيت الذي يقرأ فيه القرآن ويغرد اهله بذكر الله الملائكة حاضرة والشعور بها موجود ولا يمكن انكاره..من يكرمه الله بزيارة المسجد الحرام والمسجد النبوي وبقلب صاف مقبل على الله سيستشعر وجود الملائكة لا محالة فالهدوء الذي يعتري النفس في هذين المكانين تعجز عن وصفه الكلمات..في كل مكان تهبط فيه الملائكة هناك اجواء مختلفة وخاصة وحصرية..ليس هذا فقط بل الأكثر من هذا ان جبريل سيهبط مع الملائكة (تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر) جبريل هو الروح.. اذن جبريل على الأرض في تلك الليلة.. وفد رفيع المستوى من الرحمن بقيادة جبريل يمر على رؤوس الغافلين فلا شعور ولا احساس ولا سلام.. يهبط الوفد على عباد الله الناسكين الموفقين في تلك الليلة فيصلوا عليهم ويسلموا تسليما.. قطعاً سيشعر الناسكون المتعبدون الموفقون بقدومهم.. وربما يردون عليهم السلام...