الـتـصـحـيـف والـتـحـريـف
الـتـصـحـيـف والـتـحـريـف
كانت الكتابة دون نقط أو شكل، فكانت تقع من حين لآخر أخطاء غير متعمّدة فإن كانت هذه الأخطاء في النقط،سمي ذلك تصحيفا، وإن كانت في الرسم سميت تحريفا، والتصحيف والتحريف لم يدخلا كتاب الله،وذلك لأن روايته كانت تنقل بالتواتر جماعات عن جماعات، ولا يعتمد فيها على المصحف وحده،وظل القرآن الكريم بعيدا عن هذه الأخطاء, بما حفظه الله تعالى في صدور المؤمنين، واقتصرت التصحيفات والتحريفات على بعض ما كان يكتبه النُّسَّاخ، فيفطن لها العلماء، أو الشّرّاح، فينبهون عليها .
وثمة كتب ألفت في إصلاح الأخطاء والتّنبيه عليها، منها : كتاب شرح ما يقع فيه التّصحيف لأبي أحمد العسكري، والتّنبيه على حدوث التصحيف لحمزة الأصفهاني،و التصحيف والتحريف لأبي الفتح عثمان بن عيسى بن منصور البلطي، و تصحيح التصحيف وتحرير التحريف لصلاح بن أيبك الصفدي، والتطريف في التصحيف للسيوطي.
نـمـوذج :تـصحيح التّـصحيف وتحرير التّحريف للصّفـدي
هو صلاح الدين خليل بن أيبك الصفدي (ت764هـ) الأديب الناظم الناثر، الصفدي الأصل، الدمشقي الدار والوفاة، وكتابه هذا من أضخم الكتب في بابه يعالج لحن العامة, ويصحح التصحيف والتحريف.
نموذج من الكتاب :
" وأما الشعراء فتصحيفهم كثير، وسيمر بك في أثناء هذا الكتاب نوادر من هذا الباب .
قرأ يوماً بعض الطلبة على أبي عبد الله المفجّع :
ولما نزلنا منـزلاً طلَّه النَّدى ................أنيقا وبستاناً من النَّور (خاليا )
بالخاء المعجمة، فحرّك المفجَّع كتفيه وقال: يا سيد أمِّه ! فعلى أي شيء كانوا يشربون ؟ على الخسف!.
وقرأ بعضهم على أبي عبيدة قول كثير :
ذهب الذين فراقهم أتوقع .............وخرى ببيتهم الغراب الأنفع
فقال أبو عبيدة :ويحك، إن عذرتك في الأولى لم أعذرك في الثانية، أما سمعت بالغراب الأبقع .
ويقولون :فلان أشر من فلان،والصواب أن يقال :هو شر من فلان بغير ألف ويقولون : اشتد ساعده، والصواب : استد بالسين المهملة والمراد به السداد في المرمى،وتقول العامة للمريض:أشفاك الله والصواب:شفاك الله,لأن معنى أشفاك : ألقاك على شفا هلكة ".