فضاءات بشار

بشار

فضاء الثقافة والمواضيع العامة

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدية
ابو زكرياء ابراهيم
مسجــل منــــذ: 2010-10-15
مجموع النقط: 1728.82
إعلانات


قصة الخبز المحروق........


الخبز المحروق


يروى أن ابن السماك وكان واعظ هارون الرشيد «قال له صديق: غدا نتعاتب، فقال ابن السماك: بل غدا نتغافر، وهو جواب يأخذ بمجامع القلوب، ويحكى أن أحد الأبناء قال: إنه بعد يوم طويل وشاق من العمل وضعت أمى الطعام أمام أبى على المائدة وكان معه خبز، لكن الخبز كان محروقا، فمد أبى يده إلى قطعة الخبز وابتسم لوالدتي، وسألنى كيف كان يومى فى المدرسة؟ ورأيته يدهن قطعة الخبز بالزبدة والمربى ويأكلها كلها.

وعندما بعدت عن مائدة الطعام سمعت أمى تعتذر لأبى عن حرقها للخبز وهى تحمصه، ولن أنسى رد أبى على اعتذار أمى «حبيبتى لاتكترثى بذلك، أنا أحب أحيانا أن آكل الخبز محمصا زيادة عن اللزوم، وأن يكون به طعم الاحتراق» وفى وقت لاحق من تلك الليلة عندما ذهبت لأقول لوالدى «تصبح على خير» سألته إن كان حقا يحب أن يتناول الخبز أحيانا محمصا إلى درجة الاحتراق؟ فضمنى إلى صدره، وقال لى هذه الكلمات التى تحتاج إلى تأمل: «يا بنى أمك اليوم كان لديها عمل شاق وقد أصابها التعب والإرهاق، كما أن قطعة من الخبر المحمص زيادة عن اللزوم أو حتى محترقة لن تضر كثيرا، والحياة مليئة بالأشياء الناقصة، وليس هناك شخص كامل فعلينا أن نتعلم كيف نقبل النقص فى بعض الأمور، وهذا من أهم أسس بناء العلاقات، وجعلها قوية مستديمة. فخبز محمص محروق قليلا يجب ألا يكسر قلبا جميلا، فليعذر الناس بعضهم بعضا، وليتغافل كل منا ما استطاع عن الآخر، ولنترفع عن سفاسف الامور، ويقول أحمد شوقي:
ينال اللين الفتى بعض ما يعجز بالشدة عن غصبه
وورد فى مجمع الامثال أن من لانت كلمته وجبت محبته والنقد المستمر يميت لذة الشيء ولو تعرضت الشجرة لرياح دائمة قد تصبح عارية من أوراقها وثمارها. وكذلك الشخص فإنه لو تعرض للنقد الجارح باستمرار يصبح سلبيا فأمدحوا حسنات بعضكم وتجاوزوا عن الأخطاء والكلام الجميل مثل المفاتيح تقفل به أفواه وتفتح به قلوب.

محمد مدحت لطفى - أرناءوط


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة