اللغة العربية ومكانتها
اللغة العربية ومكانتها في عيون أبنائها المخلصين
يقول ابنُ الأثير :"اللُّغَةُ العَرَبِيَّةِ سَيِّدَةُ اللُّغَاتِ ؛ فهي أشرفَهُنَّ مَكَانًا , وأَحَسْنَهُنَّ وَضْعًا؛ وذلك لأنَّهَا جَاءَتْ آخرًا فَنَفَتْ القَبِيْحَ مِنْ اللُّغَاتِ مِنْ قَبْلِهَا , وأخـذتْ الحَسَنَ , ثُمَّ إِنَّ وَاضِعَهَا تَصرَّف في جميع اللغات السالفة , فاختصر ما اختصر وَخَفَّفَ مَا خَفَّفَ "[ المثل السائر لابن الأثير (1/ 206)].
ويرى كثيرٌ من العلماء أنَّ الكلام بغير العربية لغير حاجة قد يورث النِّفاق ؛ قال رسول الله : » مَنْ يحسن أن يتكلم بالعربية فلا يتكلم بالفارسية فانه يورث النفاق « [أخرجه الحاكم في المستدرك رقم (7101 ) ]؛ فلا نعجب إذًا علمنا أنَّ من العلماء مَنْ أوجب تعلم العربية وإتقانها ، قال عمـر بن الخطاب :" تعلموا العربية فإنَّها من دينكم , وتعلموا الفرائض فإنَّها من دينكم "[شعب الإيمان للبيهقي رقم (1624 )], وكره الشافعي لمن يعرف العربية أن يتكلَّم بغيرها .
يقول ابن جني :" إنَّ اللُّغَةَ العَرَبِيَّةِ لُغَـةُ نَبِيِّكَ التي فَضَّلَهَا الله على سائِرِ اللُّغَاتِ , وفرعت بها فيه سامي الدرجات "" وما مِنْ لُغَةٍ تستطيعُ أَنْ تُطَاوِلَ اللُّغَةَ العَرَبِيَّةَ فـي شَرَفِهَا , فهـي الوسيلةُ التي اُخْتِيْرَتْ لِتَحْمِلَ رِسَالَةَ اللهِ النِّهَائِيَّةِ , وليست منزلتها الرُّوحيةُ هي وحدها التي يسمو بها على ما أودع الله في سائر اللغات من قُـوَّةٍ وبيانٍ , أمَّا السِّعَةُ فالأمْرُ فيها وَاضِحٌ , ومَنْ يَتْبَعُ جَمِيْعَ اللُّغَاتِ لا يَجِـدُ فيها على ما سمعته لُغَةً تُضَاهِي اللغةَ العربيةَ "
ومن الرَّاجح أنَّ اللغة العربية هي أقدم اللغات على الإطلاق، كما بينت الدراسات الحديثة ـ وقد مرَّ بنا ذلك ـ وأنها اللغة التي علّم الله بها آدم الأسماء كلها، وهي لغة أهل الجنة كما ورد في الحديث : أَحِبوا العرب لثلاث : لأنِّي عربي ، والقرآن عربي، وكلام أهل الجنة عربي [ رواه الحاكم في المستدرك ، ط دار المعرفة ، بيروت ، (4/87) رقم (6999) ، وقال الهيثمي: "سنده ضعيف" . ينظر كتاب : مبلغ الأرب في فخر العرب للهيثمي تحقيق مجدي السيد إبراهيم ، ط. مكتبة القرآن ، القاهرة 1987 م، (ص20) ، وشعب الإيمان ؛ للبيهقي رقم (1415 )].