تصريف الأفعال
تصريف الأفعال
1- معنى التصريف:
*التّصريفُ لُغَةً: التَّغييرُ. ومنه تصريفُ الرياح، أي: تغييرُها.
* واصطلاحاً: هو العلمُ بأحكامِ بنْيةِ الكلمة، وبما لأحرُفِها من أصالةٍ وزيادةٍ وصِحّةٍ وإعلالٍ وإبدالٍ وشِبهِ ذلك.
- وهو يُطلقُ على شيئين:
الأولُ: تحويلُ الكلمة إلى أبنية مُختلفة، لِضُروبٍ من المعاني:
كتحويل المصدر إلى صِيَغ الماضي والمضارع والأمر واسمِ الفاعل واسمِ المفعولِ وغيرهما، وكالنِّسبة والتصغير.
والآخرُ: تغييرُ الكلمة لغير معنًى طارئ عليها، ولكن لغرض آخر ينحصرُ في:
الزيادة والحذف والإبدال والقَلْب والإدغام.
- ولا يتعلّقُ التصريفُ إِلا بالأسماءِ المُتمكّنة والأفعال المتصرّفة.
- وأما الحروفُ وشبْهُها: (الأسماءُ المبنيَّةُ والأفعالُ الجامدة)، فلا تَعَلُّقَ لعلم التصريف بها.
- ولا يقبل التصريف ما كان على أقلّ من ثلاثة أحرف، إلا أن يكون ثُلاثيًّا في الأصل، وقد غُيِّر بالحذف، مثلُ:
(عِ كلامي، وقِ نفسَك، وقُلْ، وبِعْ. وهي أفعالُ أمر من: وَعى يَعي، ووَقى يَقي، وَقال يقول، وبَاع يَبيع).
2-اشتقاق الأفعال
* الاشتقاقُ في الأصل: أخذُ شِقِّ الشيءِ، أي: نصفهِ، ومنه اشتقاقُ الكلمة من الكلمة، أي: أخذُها منها.
= وفي الاصطلاح: أخذُ كلمةٍ من كلمة، بشرطِ أن يكون بين الكلمتين تناسبٌ في اللفظ والمعنى وترتيب الحروف؛ مع تَغايرٍ في الصيغة، كما تأخذُ (اكتُبْ من يكتبْ، وهذه من كتبَ وهذه من الكتابة).
- وهذا التعريف إنما هو تعريف (الاشتقاق الصغير) وهو المبحوث عنه في علم التصريف.
*- وهناك نوعان من الاشتقاق:
- الأول أن يكون بين الكلمتين تناسب في اللفظ والمعنى دون ترتيب الحروف:
كجذبَ وجبذَ. ويسمى (الاشتقاق الكبير).
- والآخر: أن يكون بين الكلمتين تناسب في مخارج الحروف:
كنهقَ ونعقَ. ويسمى (الاشتقاق الأكبر).
ويؤخذُ الأمرُ من المضارع، والمضارعُ من الماضي، والماضي من المصدر.
* فالمصدرُ أصلٌ صَدَرَ عنه كلُّ المشتقّات، مِنَ:
الأفعال والصفات التي تُشبهها وأسماءِ الزمان والمكان والآلة والمصدر الميمي.
أ* اشتقاق الماضي:
يؤخذُ الماضي من المصدر على أوزانٍ مختلفة، سيأتي بيانُها، مثلُ:
(كتب وأَكرمَ وانطلقَ واسترشدَ).
ب* اشتقاق المضارع:
- يُؤخذُ المضارعُ من الماضي، بزيادة حرفٍ من أحرف المضارَعة في أوَّله. وأحرف المضارعة أربعةٌ، وهي: (الهمزةُ والتاءُ والنونُ والياءُ) مثل: (أَذهبُ وتذهبُ ونذهبُ ويذهبُ).
*- فالهمزة: للمفرد المتكلم مثل: (أكتب).
*- والتاء: لكل مخاطب ومخاطبة وللغائبة الواحدة والغائبتين مثلُ:
(تكتب يا عليّ وتكتبين يا فاطمة وتكتبان يا تلميذان وتكتبان يا تلميذتان وتكتبون يا تلاميذ وتكتبين يا تلميذات. وفاطمة تكتب والفاطمتان تكتبان).
*- والنون: لجماعة المتكلمين وللمتكلم الواحد المعظم نفسه مثل: (نكتب).
*- والياء: للغائب الواحد والغائبَينِ والغائِبينَ والغائبات مثلُ:
(التلميذ يكتب والتلميذان يكتبان والتلاميذ يكتبون والتلميذات يكتبن).
* وإن كان الماضي على ثلاثة أحرف، يُسكّنُ أوَّلهُ بعد دخول حرف المضارعة، فتقول في:
(سألَ وأخذَ وكرُمَ): (يَسألُ ويَأخذُ ويَكرُمُ).
وأما ثانية، فهو مفتوحٌ، أو مضمومٌ، أو مكسورٌ، حسَبَ ما تقتضيه اللغة، مثلُ:
(يَعلمُ ويَكتُبُ ويَحمِلُ).
* وإن كان على أربعة أحرف فصاعداً:
- فإن كان في أوَّله همزةٌ زائدة، تُحذف ويُكسر ما قبل آخره، فتقولُ في:
(أكرمَ وانطلقَ واستغفرَ): (يُكرِمُ ويَنطلِقُ ويَستغفِرُ).
- وإن كان في أوَّله تاءٌ زائدةٌ، يبق عل حاله بلا تغيير، فتقولُ في:
(تكلَّمَ وتقابلَ: يتكلمُ ويتقابلُ).
- وإن لم يكن في أوَّله همزةٌ ولا تاءٌ زائدتان. يكسر ما قبل آخره، فتقولُ في:
(عَظَّمَ : يُعظِّمُ).
- وحرفُ المضارعة يكونُ مفتوحاً، مثل:
(يَعلمُ وتَجتهدُ وتَستغفرُ)، إلا إذا كان الفعلُ على أربعة أحرف، فهو مضمومٌ مثلُ: (يُكرِمُ ويُعظِّمُ).
ج* اشتقاق الأمر:
- يؤخذُ الأمرُ من المضارع، بحذفِ حرف المضارعة من أوَّله:
- فإن كان ما بعد حرف المضارعة متحركاً، تُرِكَ على حاله، مثل:
(يتعلَّمُ: تَعلّمْ)،
- وإن كان ساكناً، يُزَدْ مكان حرف المضارعة همزةٌ، مثل: (يَكتبُ ويُكرِمُ ُ: اكتبْ وأكرِمْ).
- وهمزةُ الأمر همزةُ وصلٍ مكسورةٌ، مثلُ:
(اعلمْ، إانطلِقْ، استقبلْ)، إِلا إن كان ماضيه على أربعة أحرف، فهي همزةُ قطعٍ مفتوحةٌ، مثلُ:
(أكرمْ وأحسنْ وأعطِ).
- أو كان ماضيه على ثلاثة أحرف، ومضارعهُ على وزن (يَفعُلُ، المضمومِ العين) فهي همزةُ وصلٍ مضمومةٌ، مثلُ: (أُكتُبْ، أُنصُرْ)، فإِنَّ مضارعها: (ينصُرُ ويكتُبُ).
جامع الدروس العربية.. بتصرف طفيف ج1 (45).
الشيخ الغلاييني - رحمه الله -