وَقْفة ٌإعرابيَّة في آيَةٍ
وَقْفة ٌإعرابيَّة في آيَةٍ ..
قالَ تعالى في سُورَةِ " يُوسُفَ" 96 :
{ فَلَمَّا أَنْ جَاءَ الْبَشِيْرُ أَلْقَاهُ عَلَى? وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيْرًا ? } ..
ورَدَ في إعْرابِ كَلِمة ِ(بَصِيْرًا) وَجْهان :
(1) حالٌ مَنصُوبة ٌوعلامة ُنصْبها الفتحَة ُالظَّاهِرَة ُ.
(2) خبَرُ " ارْتَدَّ " لأنَّها بمعنَى "صارَ" ، مَنصُوبٌ وعلامَة نسْبه ِ
الفتحَة ُالظَّاهِرَة ُ.
وقد قالَ النَّحْويُّ المَعْروفُ أبو حيَّان الأندَلُسِيُّ بالوَجْهِ الأول ِوأنكْرَ الثاني،
وذلكَ في كتابهِ " البَحْرُ المُحِيْط " عِندَ تفسِيْرِهِ لقوْلَ اللهِ تعالَى:
[فَارْتَدَّ بَصِيْرًا] ، فقالَ :
( و" ارْتدَّ " عَدَّهُ بَعْضُهُم في أَخَواتِ كانَ ، والصَّحيْحُ أنَّها لَيْسَتْ مِنْ
أَخَواتِهَا، فانتَصَبَ " بَصِيْرًا" علَى الحال ِ) ..
أمَّا تِلمِيْذُهُ السَّميْنُ الحَلَبيُّ فقدْ أجاز َالوَجْهَيْن ، في كِتابهِ " الدُّرِّ المَصُون "،
وذلكِ حِيْنَ قالَ :
( وفي " بَصِيْرًا" وَجْهان :
أحَدُهُما: أنَّهُ حالٌ ؛ أي: رَجَعَ في هِذهِ الحال ِ.
والثَّاني : أنَّهُ خبَرُها ؛ لأنَّها بمَعنَى صارَ ) .
والإعرابُ والوَجْهُ الأوَّلُ بالنَّصْبِ على الحالِيَّةِ هو الصَّحِيْحُ ، وذلِكَ لِسَبَبَيْن :
- الأوَّلُ :
---------
أنَّهُ يَتَّفِقُ والمَعْنى في الآيةِ الكَريْمَة ِ؛ أي أنَّ سَيِّدَنا يَعْقوبَ رَجَعَ إلَى حالتِهِ
الأُولَى مِنْ سَلامَةِ البَصَرِ عِندْما أُلْقِى قَميْصُ ولَدِِهِ يُوسُفَ – عَليْهما السَّلامُ -
على وجْهِهِ .
والثاني :
--------
أنَّهُ لمْ يُؤْثرْ عَن ِالنُحاةِ كَـوْنُ " ارْتَدَّ " مِنْ أخَواتِ كانَ .
واللهُ أعْلى وأعْلَمُ .