أه يا حلب الشهباء
أه يا حلب الشهباء
دمشق يا أم العروبة والأصالة وخدود التفاح
بين طيات ثراك أختفت جميع المفاهيم والحياة
وبات كل شيء يحترق بجنون
وأنقطعت عنك الأرواح التي كانت تلهم الكيان
وتلهب الشغاف وتنقش جدرانك بالجمال كنقش الحناء
أيتها الشهباء أيتها العربية أيتها الأم الحنون
لم يبقى بين روابيك وضفافك وسماءك
طير ولا نجم في السماء
إلا وناح وأن أنين الجراح وسط الأحشاء
لم يبقى بين روابيك من يتجول بذاك البهاء
سوى أرواح مرعوبة وأشباح
ودماء تسيل كسيل جارف
بالمسك والعنبر والريحان
أه يا حلب الشهباء يا حلب الوفاء
تحولت سهولك وجبالك الخضراء
وقصورك العامرة بالتاريخ والحضارة
لكومة من رمال وحجارة سوداء
كل شيء فيك يصرخ بالآه
ويرد الصدى بالآنين
يمزق الأحشاء
آه يا شام يا أم الحنان يا أمنا الشهباء
الغدر والقنص من أعداءك يختبىء في روابيك كالوباء
والمرار والقهريحتل زوايا الروح والآحشاء
والخيانة العظمى من الأحبة لم تسمح باقامة بيت العزاء
فكل شيء بات واضحا للعيان
أنه إدمان على الذل والعار والسجود لتلك الأصنام بغباء
آه يا شام يا حلب الشهباء
ألا تعلمي أنه لا نخوة ولا شهامة في قلوبهم
والغدر بات يهرول ويتجول في دمائهم
كالوحوش الكاسرة وإدمانها نهش القلوب قبل الآحشاء
آه يا حلب الشهباء
لم تشفع لأطفالك عروبتك ولا قلبك المليء بالوفاء
كلهم تأمروا على جسدك الطاهر كطهر مريم العذراء
آه يا حلب الشهباء
أخبريهم أين الرجولة أين الشهامة
حين تقتل طفل وتدمر مدينة
أين الشهامة والفخامة
حين تهتك عرضك
وتنهب وطنك
وترعب طيورك
وتهجر علماؤك
آه يا حلب الشهباء
ألا تعلمي أن الشهامة ماتت والضمائر تعفنت
والأيام جارت كالبشر وأكثر
وبات الغدر ينهش الآجساد والعقول
والليل بات ظلام من ظلمهم وعقولهم الجرباء
يسرى محمد الرفاعي
سوسنة بنت المهجر