سبق السيف العَذَل
"سبق السيف العَذَل"
هذا مثل أول من قاله: ضَبَّةُ بن أُدِّ المُضَري، وكان له ابنان: سعد وسُعَيّد. وحدث أن نَفرَت إبل لضبة في الليل فأرسل ابنيه في طلبهما، فوجدها سعد فردها؛ ولكن سُعيداً واصل الطلب في طريق أخرى. فلقيه الحارث بن كعب، وطلب منه بُرْدَيه، فرفض سعيد أن يعطيه إياهما، فقتله وأخذهما.
ثم حج ضبة بعد ذلك بزمن، وجاء إلى عُكاظ، فلقي فيها الحارث، ورأى عليه بُردي ابنه سعيد فعرفهما. فقال له ضبة: هل أنت مُخبري ما هذان البُردان؛ فقد أعجبني منظرهما. فقال الحارث: لقيت غلاماً وهما عليه، فسألتُه إياهما، فأبى عليّ، فقتلته وأخذتهما. - فعرف ضبة أن الحارث هو الذي قتل ابنه - فقال له: أبِسيفِكَ هذا قتلته؟ قال: نعم. قال ضبة: ألا تُريني إياه، فإني أظنه صارماً.
فأعطاه إياه، فلما أخذه منه هزّه وقال: إن الحديثَ ذو شجون (فذهب قوله مثلاً) ثم ضربه فقتله. فقيل له: يا ضبة! أتقتُل في الشهر الحرام؟! فقال: (سبق السيف العذَل). (فذهب قوله مثلاً) والمعنى: هو أن الأمر قد مضى وانقضى وسبق، فما الفائدة من اللوم.