* هل يمكن للتحريف و الكذب أن يصنع مغرب الغد الذي سيحفظ مستقبل الأجيال القادمة؟
هل يمكن للتحريف و الكذب أن يصنع مغرب الغد الذي سيحفظ مستقبل الأجيال القادمة؟
×××××
×××××
الأستاد عبد الله العزوزي
لقد اعتاد و ألِف رواد الفايسبوك منذ تنصيب حكومة بنكيران و إلى الآن على تدوينات و "تحكمات" في مقاطع الفيديوهات و صور لقياديين سياسين، خاصة من حزب العدالة و التنمية.
البرامج المعلوماتية التي تلتقي مع تقنية "المؤثرات الجانبية " في الصناعة السيينمائية ، أو مايعرف بالأنجليزية ب " Special Effects" أو عربيا بالخدع السينمائية (نيران مشتعلة،انهيار مباني على أهلها، غرق سفن و بواخر، السقوط من مرتفعات عالية...، و التي يَخالُها المشاهد أحداثا حقيقية) ، أصبحت قادرةٌ اليوم على رسم المعلومة/ الحقيقة بطريقة جديدة و مُتَحَكَّمٌ فيها، تُوهِم القارئ أو المشاهد و تجعله رهينةَ الوهم المُرادُ سَجْنُهُ فيه.
هذه الصناعة الفايسبوكية الجديدة القائمة على"إعادة تدوير و رَسْكَلَةِ / recycling " الحقائق الأصلية،و الأصيلة، تُنذر بانحراف أخلاقي يَمُس قيمة الحق و يساهم في تبخيسه، ويوسع من دائرة التضليل و التزييف، و بالتالي يساهم في أمرين: أولهما المخاطرة بمستقبل المغرب من خلال تضليل الجماهير أو على الأقل تيئيسها؛ ثانيهما، صنع صورة في المخيل العالمي على كون المغاربة – وإن كان الأمر يتعلق ببعضهم فقط – شعب قاصر، تابع و كاذب، استوى فيه متعلموه مع المنقطعين فيه عن الدراسة في وقت مُبكرٍ من عمرهم.
كلكم يتذكر كيف تم تحريف كلام وزير التعليم العالي، لحسن الداودي، مؤخرا في مداخلة له بملتقى الأطر بجهة درعة تافيلالت بمدينة أرفود؛ وهي نفس المداخلة التي ألهمت "عباقرة" جناح النضال، من خلال الحروب الإعلامية القائمة على التزييف، فجعلتهم يُعَمِّمون تصفيقات بلسان "قنديلات العدالة و التنمية" على تصريح الداودي الذي عرف ب " اللي بغا يقري ولادو خصو يدير يدو في جيبو" و الذي أصدر في شأنه بيان حقيقة هذا اليوم. أما متقمصي لغة القنديلات فقد جاء على لسانهم – وليس لسانهن – الموقف التالي " خطوة جيدة تحتسب صراحة للمجلس الأعلى للتعليم في حكومة بنكيران. خوصصة التعليم الوسيلة الوحيدة للرقي بالعلم؛ و هكذا لن يلج المدرسة إلا الناس الواعية و النقية وهادوك أصلا اللي غادي ينفعوا البلاد. لأن الطبقة الفقيرة لا تنفع المجتمع؛ غير كنقريوهم لكي يحتجوا و يطالبوا بالوظيفة مثلهم مثل الناس الراقية. دائما حكومة متألقة بقراراتها الشجاعة."
يلاحظ المتتبع أنه لا يمكن لأي عضو،و حتى مجرد متعاطف مع العدالة و التنمية، أن يكتب بهكذا أسلوب ولغة ؛ففي اعتقادي أن غالبيتهم عندما يعتزمون الإدلاء برأي ما يكون رأيا فصيحا؛ ثم إن التدوينة التي استهدفت المجلس الأعلى للتعليم هذه المرة، علما أنه هيئة عليا مستقلة و بها تمثيلية كافة مكونات و هيئات المجتمع المغربي، يتضح من توقيتها أنها جاءت سابقة لتصريح الداودي الذي حُرِّفَ عن سياقه الأصلي، و تَمَّ استعمالها في تعليق على تصريح الداودي الذي أريد له أن يكون "مُدَوِّيّاً".
ترى، هل ثبت في التاريخ أن وُجِدَ الكذب يصنع سلما و ينثر سلاما، أو يبني ثكنات و يفتح معاهد؟
عبد الله عزوزي
الاثنين 18 جمادى الآخر 1437هـ الموافق لـ 28 مارس 2016
--- ملحوظة: ليس عندي أي تحفظ حول تعميم مدراء المواقع الصديقة لهذه المادة.