الباحث توفيق زعيبط يقدم معلومات مثيرة عن دوائه الجديد لداء السكري:
الباحث توفيق زعيبط يقدم معلومات مثيرة عن دوائه الجديد لداء السكري:
لا تهمني جائزة نوبل في الطب.. وشفاء الناس تاجي الأكبر
[date] 2016/03/25
الدواء الجديد ثورة في الطب الجزائري وهو برعاية وزارة الصحة
حوار: ب.عيسى
صحافي، ومدير المكتب الجهوي لجريدة الشروق بقسنطينة
عشر سنوات مرت، على أول حوار أجرته الشروق اليومي، مع الدكتور الباحث توفيق زعيبط، عندما ظهر أول دواء له، لداء الصدفية، والذي يباع حاليا في صيدليات عالمية، وهو عمر أبحاثه مع داء السكري الذي كان قد وعد بأن يقدم فيه لمئات الملايين من المصابين بهذا المرض المزمن، الدواء. وعلى بُعد خطوات من تحقيق هذا الأمل، استوقفته الشروق اليومي لتوضيح الكثير من الغموض، الذي اكتنف اختراعه الجديد، الذي يُطبخ على نار هادئة برعاية وزارة الصحة هذه المرة؟
أولا دكتور أين وصلت الأبحاث حول دواء السكري؟
مرّت الآن قرابة الـ 11 سنة من بداية البحث، وبالتعاون المتواصل مع مخابر نمساوية وبلجيكية وفرنسية، وبجهد وتموين خاص ومنفرد جعلني أصرف على بحثي، وأحلق من بلد إلى آخر، وتحت إشراف مخبر إنتاج أشرِف عليه في بومرداس، يضم صيادلة وبيولوجيين وأطباء، وبعد أن تبنّت وزارة الصحة وعلى رأسها عبد المالك بوضياف المشروع، يمكن القول بأننا في مرحلة جني الثمار إن شاء الله، ولا يمكنني إعطاء توقيتا محدّدا لظهور الدواء، لأنه لدى لجنة طبية خاصة، ووزير الصحة وصف المرحلة الحالية بالمشجعة وإن شاء الله نحقق أمل المرضى.
لكن البعض مازال يشكك في إمكانية أن يظهر فتح طبي عالمي من الجزائر؟
للأسف بعض الناس صاروا يؤمنون بأن العلم لا يأتي من جزائري وعربي ومسلم، ولا يأتي إلا من وراء البحار، والحمد لله لدي دواءين يسوّقان في بلاد العالم، وهما مسجلان كاختراعات، الأول خاص بالصدفية وهو مرهم فريد في العالم، يدعى سودارما، والثاني خاص بتساقط الشعر يدعى راميكس، تسوّق في الخليج العربي وفي أوربا؟
لكن مالعلاقة التي تجمع بين الصدفية والسكري وتساقط الشعر؟
كلها أمراض مزمنة، ولها نفس المشكلة، حيث تتغيّر الخلية بسبب مؤثر خارجي مثل الصدمة مثلا، فيفقد الإنسان شعره أو يصاب بالصدفية أو قد يسقط بين أنياب السكري، وهو مربط بحوثنا، من امتصاص الصدمة التي تعرّضت لها الخلية حتى تعود إلى سابق عهدها ويعود إليها "كودها" الخاص.
بعض المرضى يظنون بأن تناول الدواء المنتظر يقضي على السكري نهائيا؟
هذا ما أريد توضيحه، فقد انطلقت أبحاثي لأجل هدف حماية المريض من المضاعفات الخطيرة جدا، سواء بالنسبة للفئة الأولى من مرضى السكري الذين يستعملون الأنسولين أو الفئة الثانية، التي تعتمد على أدوية وريجيم غذائي خاص، الدواء الجديد سيحمي المريض من المضاعفات على مستوى العينين أو الكليتين أو الشرايين والقلب، وننقذه من بتر القدم، ويسترجع بصره وحتى قدراته الجنسية، فالسكري يشبه الأفعى التي تلدغ إلى غاية القتل، والدواء الجديد هو الذي سيقضي على سمّ الأفعى، الخلية لا يمكنها أن تعيش من دون سكر وأوكسجين، ولكن الصدمات النفسية والجسدية تجعل الخلية غير قادرة على استقبال السكر الذي يصبح خطرا على متناوله، وهنا ركزنا بحثنا ونجحنا في منح المريض دواء ينقذه من كوابيس أعراض السكري، ولكنه يظل يتعاطى الدواء وحتى الأنسولين من دون خوف من الأعراض المؤلمة، ولا يمكنه أن يأخذ هذا الدواء من دون وصفة الطبيب.
لكن المرضى يريدون منك الدواء مباشرة؟
أنا باحث ولست مُصنع للدواء، وحتى العلماء الذين حصلوا على جائزة نوبل في الطب لا يقدمون الوصفات، على مرضى السكري الصبر الجميل وستصلهم البشرى في أقرب وقت؟
وهل سيكون الدواء غالي الثمن؟
بالعكس قد لا يتعدى سعره 200 دج، ما يجب على المرضى أو أهلهم وهم بعشرات الآلاف الذين يتصلون بي من داخل ومن خارج الوطن أن يعرفوه هو أن الاختراع يمرّ بعدة مراحل، والإشهار الذي قدمناه إعلاميا وعبر الشروق على وجه الخصوص، لم يكن للتسويق، وإنما جاء لنحمي أنفسنا من السرقات، لأن الاختراع حسّاس جدا، وهو مشروع دولة وأمة بأبعاد عالمية، والباحث ممنوع عنه الاتصال بالمريض، أدينا عملنا بمخبر أبحاث والملف لدى وزارة الصحة، ولا يحق للباحث أن يصف الدواء وإنما الطبيب المختص.
وكيف تقيّم اختراعك المنتظر ظهوره في الصيدليات؟
التجارب التي قمنا بها أثبتت فعاليته بنسبة 100 بالمئة، كل الأعراض من تبوّل زائد وآلام المفاصل تبخرت، واسترجع المريض حالته الصحية السابقة قبل أن يتمكن منه السكري.
سؤال طرحناه على البروفيسور كمال صنهاجي، وهو يساهم حاليا في بعث دواء خاص بالسيدا، هل يمكن للجزائر أن تحلم إذا نجح هذا الدواء في الحصول على جائزة نوبل في الطب؟
شخصيا لا تهمني مثل هاته الجوائز، فأنا أصلا لا أشارك في مختلف الملتقيات العلمية العالمية، بالرغم من الدعوات التي تصلني من النمسا وألمانيا وسويسرا وفرنسا والأردن، وسيكون "نوبل" بالنسبة لي هو فرحة المرضى، وافتخار الجزائر باختراع يجعلها من أكبر بلاد العالم في الطب والصيدلة.
كيف جاء الاتصال مع وزير الصحة؟
أقطن في قسنطينة، وتعرفت على السيد عبد المالك بوضياف عام 2007 عندما كان وال في عاصمة الجسور، أبدى اهتمامه بأبحاثي، وصراحة لولا تشجيعه وتبنيه الآن للمشروع وإيمانه بأن الباحثين الجزائريين قادرين على تقديم الجزائر العلمية في أحسن صورها، لتنقلت باختراعي إلى بلاد أخرى، ولكني الآن صرت أومن بأن أقدم للبلاد بعض العرق كما قدّم الآباء بعض الدم، والدواء الذي أحلم به هو الذي سيكون في متناول الفقراء، ويحميهم من المآسي التي يعاني منها مرضى السكري، مثل فقدانهم للبصر، وبتر أقدامهم وإصابتهم بالأزمات القلبية المعقدة، ومعروف في كل بلاد الدنيا بأن الاختراع الكبير، سيلد اختراعات أخرى، ويقضي على مركب النقص الذي يعاني منه بعض الجزائريين.
أكيد أن التجارب جرت بالتعاون مع اختصاصات طبية أخرى؟
نعم مع أطباء عيون ومخابر تحليل السكر في الدم، وأعود لأبشر المرضى بأن كل المؤشرات تؤكد بأنه دواء ناجح بنسبة 100 بالمئة، فلن يكون بتر للساق أو بلوغ مرحلة الإنعاش، بشرط أن يبقى المريض على اتصال بطبيبه، وعلى نفس الريجيم الغذائي، وتعاطي دوائه الخاص، موازاة مع استرجاع نومه وشهيته للأكل وبصره وقدرته الجنسية.
دعنا ننهي حوارنا من البداية، من هو توفيق زعيبط علميا؟
أنا من مواليد 1966 بقسنطينة، حصلت على شهادة البكالوريا عام 1984 من ثانوية أحمد باي في سيدي مبروك بقسنطينة، ثم سافرت إلى باريس، حيث حصلت على بكالوريا فرنسية، فانتقلت للدراسة في معهد الطب في لوزان السويسرية، وتخرجت كطبيب عام، ثم أكملت في تخصص الطب الاستعجالي، وعدت إلى أرض الوطن في تسعينات القرن الماضي في زمن الإرهاب، ولأنني لم أر نفسي طبيبا، باشرت أبحاثي مع صيدال إلى أن قدمنا مرهم الصدفية، فتنقلت للعمل في مخابر بالإمارات العربية، وحققنا نجاحا كبيرا، ولكن همي الأول بقي البحث عن دواء لمرضى السكري، وأظن بأنني وصلت لتحقيق حلم المرضى وحلمي الخاص.