التمييز
التمييز:
اسم نكرة فضلة، يوضح كلمة مبهمة، أو يفصل معنى مجملا. وحكمه النصب وهو جامد على الأغلب.
*فهو على ذلك، نوعان:
1- نوع يوضح كلمة مبهمة، وهو ما يعرف بالتمييز الملفوظ، ويسمى أيضا تمييز المفرد أو تمييز الذات؛ لأنه يرفع الغموض الموجود في كلمة واحدة، ويأتي في الاستعمالات الآتية:
- بعد الكيل: اشتريت إردبًّا قمحًا.
- بعد الوزن: اشتريت أقة عنبا.
- بعد المساحة: اشتريت فدانا قصبا.
- بعد الأعداد من أحد عشر إلى تسعة وتسعين: رأيت خمسةَ عشرَ طالبًا.
- الأعداد الباقية يأتي بعدها اسم مفرد مجرور أو جمع مجرور ويعرب مضافا إليه، ومن الخطأ إعرابه تمييزا؛ لأن التمييز في الاصطلاح النحوي كلمة منصوبة.
2- نوع يوضح الإبهام المتضمن في جملة إذا كانت تدل على معنى مجمل، وهذا النوع يسمى تمييز الجملة أو تمييز النسبة، ونسميه أحيانا التمييز الملحوظ، ويأتي في الاستعمالات الآتية:
1- ازداد زيد علما. (جملة): ازداد زيد، تقدم لنا معنى مبهما مجملا، لا نعرف منه أي شيء ازداد زيد. والتمييز: علما، هو الذي رفع الإبهام عن معنى الجملة، أي وضح النسبة المقصودة من الزيادة المسندة إلى زيد.
- وهذا النوع يقول عنه النحاة: إنه تمييز محول عن فاعل؛ لأن أصل الجملة في التقدير هو: ازداد علم زيد.
- ومن الأمثلة المستعملة في ذلك بكثرة: طابت المدينة هواء، كرم زيد خلقا، حسن علي أدبا، تقدمت البلاد صناعة..إلخ.
2- طورت الحكومة البلاد اقتصادا. هذه الجملة قبل التمييز تقدم لنا معنى مبهما مجملا لا نعرف منه المقصود من تطوير الحكومة للبلاد، والتمييز: اقتصادا، هو الذي رفع الإبهام عن معنى الجملة ووضح النسبة المقصودة من التطوير المسند إلى الحكومة. وهذا النوع يقول عنه النحاة: إنه محول عن المفعول به؛ لأن أصل الجملة: طورت الحكومة اقتصاد البلاد.
- التمييز المحول عن الفاعل أو المفعول هو الاستعمال الأغلب في التمييز الملحوظ.
3- زيد أفضل من علي علما. يكثر استعمال التمييز بعد اسم التفضيل؛ لأن اسم التفضيل الواقع خبرا لا يبين لنا في أي شيء زيد أفضل من علي، والتمييز هو الذي يوضح لنا نسبة هذه الأفضلية. ويمكن تأويل هذا النوع بأنه محول عن الفاعل أيضا لأن المعنى: فضل علم زيد على علم علي.
4- ما أكرم زيدا خلقا! يكثر استعمال التمييز بعد التعجب سواء كان بصيغة ما أفعل أم أفعل به. هذا النوع يمكن تأويله بأنه محول عن الفاعل أيضا؛ لأن المعنى: كَرُم خُلُق زيد.
5- لله دَرُّ زيد عالما. كفى بالله شهيدا. حَسْبُك بالله وكيلا. التمييز هنا يوضح الإبهام الموجود في الجملة التي قبله أيضا، ويكثر استعماله بعد الضمير مثل: لله دره عالما.
6- نعم زيدٌ عالما. نعم عالما زيدٌ. يكثر استعمال تمييز النسبة في أسلوب المدح والذم؛ وذلك لبيان جهة المدح أو الذم. والمثال قياسي لأنه يوضح الضمير الواقع فاعلا لفعل المدح أو الذم؛ إذ إن أصل الجملة: نعم هو عالما زيد.
7- امتلأت القاعة طلابا. ازدحمت الشوارع ناسا. يكثر استعمال التمييز بعد فعل امتلأ وما أشبهه، ولا يصح تأويله بالفاعل على ظاهر اللفظ، وإن كان النحاة يقولون: إن معناه هو الفاعل أيضا؛ لأن المعنى: ملأ الطلاب القاعة.
*= قد يكون التمييز مسبوقا بحرف جر (من) غير زائد، وفي هذه الحالة يعرب اسما مجرورا ولا يعرب تمييزا، وقد تزاد قبله من مثل: قال الله عز مِنْ قائل. وتقدير الجملة: قال الله عز قائلا.
- وهذا التمييز تمييز نسبة؛ لأنه يوضح معنى الجملة الفعلية التي قبله.
*= العامل الذي يعمل في النصب في تمييز المفرد هو الكلمة المبهمة التي يرفع إبهامها، أما تمييز الجملة فالعامل فيه ما في معنى الجملة من فعل أو شبهه.
_________________