في سابقة من نوعها مجلس جماعة أورتزاغ يكلف المعارضة بمهمة قتل الكلاب الضالة
في سابقة من نوعها مجلس جماعة أورتزاغ يكلف
المعارضة بمهمة قتل الكلاب الضالة
×××××
عقد المجلس الجماعي لجماعة أورتزاغ ، يوم الأربعاء 03/02/2016 بمقر الجماعة ، جمعه العام العادي لدورة فبراير 2016،وقد كنت ممن تابعوا أشغال هده الدورة ،وكان الأمل يحدوني في الإنصات لممثلين عن الساكنة المحلية ، وهم يتداولون في قضاياها الملحة والمستعصية ، من هشاشة في البنيةالتحتية وضعف في الخدمات الإجتماعية ....إلخ.
كنت أتوقع نقاشا سياسيا يروم إماطة اللثام عن الواقع المزري الدي كانت ومازالت تتخبط فيه الجماعة ،نقاشا يعبر عن روح المسؤولية ، ويبرز مدى استيعاب العضو الجماعي، سواء في الأغلبية أو المعارضة، لهموم الساكنة التي اختار طوعا أن يكونا صوتا لها ،ومعبرا عن آلامها وآمالها.
كنت أنتظر، وعيني على المعارضة، خاصة بعد تطعيم المعارضة الإتحادية بعضو سبق له أن شغل منصب رئيس نفس المجلس ل15 سنة ومستشارا برلمانيا ل6سنوات وعضوا به لمدة 24 سنة ،معارضة فعالة تضع الأصبع على مكمن الخلل في التدبير الجماعي ،وتقدم البدائل لمقترحات الأغلبية ،وتعرض لمن تابعوا أشغال الدورة تصورها التنموي للجماعة ،بشكل يعطي انطباعا عن نجاعة الممارسة السياسية ، ويفتح الأمل أمام المواطن المحلي في الإطمئنان على مستقبله. فلا يمكن تحقيق التنمية المحلية إلا في وجود أغلبية مسيرة فاعلة ومبدعة ، ومعارضة مراقبة لعملها .
لكن ، وللأسف الشديد ، هالني مارأيت ، واستهوتني الأحزان وأنا أتابع مداخلات بعض أعضائها ،عفوا مهرجيها،وتدكرت قول الشاعر بشار بن برد :
أعمى يقود بصيرا لا أبا لكم **** قد ضل من كانت العميان تهديه
وتساألت : أبمثل هؤلاء تتحقق التنمية المحلية ،ويستقيم التدبير بجماعة أورتزاغ ؟؟؟؟؟
لقد كان خطاب من أخدوا الكلمة ،من منتسبي المعارضة،رديئا وشبيها بحديث الطرقات والمقاهي ،استعمل خلاله المتدخلون كلمات نابية على سبيل "كلخنونة على العكار "و"سير قود"....،وكلام لا علاقة له بالمقام ولايفقهه أغلب أعضاء المجلس ، كوصف عضو في المعارضة،الدي يحلوا له أن يسمي نفسه ناطقاباسم معارضة الإتحاد الإ‘شتراكي للقوات الشعبية، لسلوك ممرض بالمركز الصحي ب"الستاليني"، وسؤاله عن " أسباب النزول" أثناء مناقشة مشروع كناش التحملات الخاص بإيجار المسبح الجماعي والمصادقة عليه، وكأن دفتر التحملات وحي منزل من السماء على رئيس جماعة أورتزاغ ،كما ،وبجهل منه لمحددات المعارضة، هاجم عضو حزب الأصالة والمعاصرة ،معتبراإياه لا يمثل المعارضة ،لكونه فاز برئاسة لجنةالميزانية والشؤون المالية والبرمجة، بعد الدعم الدي لقية من أعضاء الأغلبية...........إلخ.
ومن النوادر أيضا ، أن يطالب عضو بالمعارضة رئيس المجلس بتقوية مسلك طرقي بدائرته في الوقت الدي كان الحديث منصبا حول الموافقة من عدمها على بيع المنتوجات الغابوية ،وعضو معارض آخر كاد أن يصوت ضد نقطة تهم دائرته الإنتخابية ، وتتعلق بالموافقة على اتفاقية بين جماعة أورتزاغ والمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب حول" تمويل وإنجاز مشروع تزويد دوار اجويدار التابع للجماعة الترابية أورتزاغ بالماء الصالح للشرب بواسطة الإيصالات الفردية"، لولا تدخل أحد زملائه الدي أجبره على رفع يده ،وأفهمه أن الأمر يهمه ، في مشهد أثار استغراب وضحك الحاضرين..........إلخ.
إنه مظهر البؤس السياسي الدي بات يطبع عمل مجلسنا "الموقر"،ومعارضته الإتحادية على وجه الخصوص ،فأصبح الرهان عليه في بناء التنمية المحلية ضربا من الخيال.إد كيف لمعارضة جل أعضائها لا يفقهون أبسط أبجديات العمل السياسي،ولم يسبق لهم أن تدرجوا في تحمل المسؤولية السياسية داخل أحزابهم ، أن يكونوا عند حسن ظن الساكنة ،ويحققوا طموحاتها في إرساء أسس التنمية المحلية ؟؟؟و صدق من قال : إدا عرف السبب بطل العجب.
فعودة إلى ظروف تشكيل المجلس ،وطريقة اختيار المرشحين من طرف الأحزاب وماصاحب الإنتخابات الجماعية المحلية من تجاوزات خطيرة....،يجعلنا أمام مجلس كنا نستشعر طبيعة تشكلته ؛فجل الأعضاء لا تربطهم بالسياسة رابطة ، ولم يشهد أن ناضلوا من أجل قضايا الناس ، ولا كان لهم رأي .فهم مجرد أدوات اختيرت في آخر لحظة من طرف انتهازيين غرضهم الإنفراد بميزانية الجماعة ، والإستفادة مماييسره كرسيها من مكاسب غير مشروعة ،على حساب واقع المواطن الورتزاغي الدي كان ولايزال يئن تحت وطأة هشاشة البنية التحتية وضعف الخدمات الإجتماعية وانعدام فرص الشغل.
مادا تنتظر من أعضاءلا يحسنون قراءة ما يوضع أمامهم من أوراق، فبالأحرى التعبير عن مواقف ،والقيام بمقارنات ، وتقديم مقترحات ...إلخ؟؟
إنهم أعضاء معارضة كهده قد يفعلون كل شيء إلا ممارسة العمل السياسي وإدارة الشأن المحلي.فبمقدورهم أن يكونوا فلاحين ناجحين ، وتجار بارعين ، ومهرجين (احلايقية) متميزين.... ،وبعضهم يصلح أن يلعب دور مومياء في متحف لتشجيع السياحة القروية بالجماعة.إنهم عبار عن كراكيز أودمى تحرك من قبل سيدها ؛هزيدك...ارفع ادك..علاش تكلم ...اسكت .....،لكن أن يمثلوا الساكنة ويحققوا الحد الأدنى من مطالبها ،فهو أمر لا محالة بعيد المنال وصعب التحقيق.
فكيف يعقل أن تتحول المعارضة من دورها الأصيل في تقويم الإختلالات وتقديم المقترحات إلى إلى معارضة الإصلاحات ،رغم ضعفها وهزالة قيمتها.؟؟؟
كيف نفهم قول المعارضة(تصريح العضو المفضل بنعلوش) بأنها مع المقترحات التي تقدمت بها الأغلبية ؛من شراء للأرض من أجل بناء ملعب للقرب وبناء دار للشباب وبناء مقهى،والدخول في شراكات من أجل توفير دراجات هوائية وسيارة للنقل المدرسي لتلاميد وتلميدات الجماعة،وأخيرا دعم المسالك الطرقية لفك العزلة عن مجموعة من الدواوير ..إلخ ؛والتصوت في المقابل بالسلب على مشروع الفائض الحقيقي عن سنة 2015 تحت دريعة معارضة شراء سيارة جديدة للجماعة،والدي بدون الموافقة عليه لن يستطيع المجلس فعل أي شيء ؟؟
إنه تناقض فضيع ،وموقف يدعوا للإستغراب ،فكيف يعقل أن نجهز على حق المواطن في المرافق والخدمات المدكورة ،بالتصويت ضد برمجة فائض يقدر ب 1229715.50 درهم،لمجرد أنه يتضمن شراء سيا رة ، ربما الجماعة في حاجة ماسة إليها،وقيمتها لا تتعدى 140000 درهم ؟؟
لا غرابة إدن أن تكلف رئاسة المجلس الجماعي والسلطة المحلية أحد رموز المعارضة والناطق باسمها (كما يحلوا له أن يسمي نفسه ) بمهمة قتل الكلاب الضالة . فهي مهمة تناسب مثل هده الكائنات السياسية .فإلهاء المعارضة بقتل الكلاب أهون من قتل حاضر ومستقبل ساكنة الجماعة التي تستحق أن تنعم بخيرات هدا الوطن كباقي جماعات مغربنا العزيز. رغم اعتراضي الشديد على القتل العشوائي لحيوانات عرفت بالوفاء والإخلاص أكثر من بني جنسنا ،وأن هناك ضوابط وأخلاقيات في قتل الحيوان ،عكس الأسلوب الهمجي الدي تمت به حملة قتل الكلام بالوردزاغ ،إد شاهدت بأم عيني معارضنا الهمام وهو يفرغ خراطيش بندقيته في بطن كلب ،فبدأ المسكين يقف ويسقط ويتلوى من شدة الألم ،مما جعلني أطلب من أحدهم أن يضرب الكلب على مستوى رأسه رحمة به.
وعودة إلى تاريخ معارضنا الهمام الحالي ،الرئيس والمستشار البرلماني السابق ،لنعرف خطورة وجوده بالمجلس على حاضر ومستقبل الجماعة.
فهو الدي تقلد منصب رئاسة مجلس جماعة أورتزاغ لمدة15 سنة ،عرفت الجماعة خلالها أسوأ أسلوب في التدبير، وانتكاسة خطيرة على جميع المستوات؛فحول الجماعة من مرفق عام إلى ضيعة عائلية ،وحارب الجمعيات المحلية ومنعها من الدعم المالي ل10 سنوات ،وأوصد في وجهها باب قاعة الجماعةالتي تعتبر الفضاء الوحيد يتنفس من خلاله المجتمع المدني المحلي.
لم يتوقف الأمر عند هدا الحد،بل تعداه إلى الوقوف ضد محاولة إنقاد مركز الجماعة من العزلة التي ضربت عليه ،بعد بناء سد الوحدة ، فما كان منه إلا أن عارض الدخول في اتفاقية شراكة بين جماعة أورتزاغ وجماعة كيسان من جهة ووزارة التجهيز من جهة ثانية ،من أجل فتح الطريق الجماعية بين أورتزاغ وكيسان، ولولا تصدينا وقتها لهده المؤامرة وتدخل السيد عامل صاحب الجلالة على إقليم تاونات لإجباره على قبول الإتفاقية ، لكان مركز أورتزاغ في خبر كان .وبقي مصرا على عدم أداء الواجب المالي للجماعة لصالح المشروع ،ولم تسدد متؤخراته إلا خلال فترة المجلس السابق(يمكن الرجوع إلى تقارير مالية الجماعة) ،والدي قدر ب350 ألف درهم ،35 مليون سنتيم.
ولاننس الفرص التي فوتها على اورتزاغ ؛في جعل الدخول إلى مركز الجماعة إجباريا أثناء التوجه والعودة من وإلى غفساي أثناء بناء القنطرة ،كما ضيع عن مجموعة من الدواوير المحادية لحقينة سد الوحدة فرصة الربط بالطريق الوطنية ، كنظيرتها دواوير جماعة مولاي بوشتى وكيسان ،كما لا ننسى التبدير الإرتجالي لميزانيةالجماعة ،سواء على مستوى الإجراءات التي اتخدت من أجل تقوية المسالك الطرقية بالجماعة أو البنايات التي أنشئت لأغراض معينة وبقيت ملادا للغربان والهوام،كبناية المخيم الصيفي التي بنيت من أجل أن تكون دارا للشباب والبناية المتواجدة بدوار بني مومن التي بنيت من أجل أن تستغل كمستوصف طبي.
هدا فيض من غيض من فترة سوداء عاشتها جماعة أورتزاغ ، والتي ألقت بظلالها على حاضر الجماعة ،وأكيد أن معارضنا الهمام لن يألو جهدا في الإجهاز على ماتبقى من أمل للساكنة في شم رائحة الحضارة والتمدن ورغد العيش.
وقد يقول قائل : أنك وجهت سهامك للمعارضة الإتحادية ،وحملتها وزر ما تعرفه أورتزاغ من اختلالات ، وكأن الأغلبية الإستقلالية تقوم بدورها على الوجه المطلوب .
وأقول : إن السياق الدي جاء فيه ماسبق ،ليس دفاعا عن الأغلبية ،ولا محاربة للمعارضة ؛إنما الغرض هو دفع هده الأخيرة من أجل أن تكون أكثر قوة وتأثيرا من أجل إجبار الأغلبية على تجويد أدائها.
وإدا كان لكل تجربة جماعية هفواتها ونقائصها،فإنه لا بد من تقويم تلك الهفوات وتفادي النقائص من معارضة قوية ومواكبة.ومجتمع مدني فاعل ومنفعل مع قضايا المواطنين .