أورتزاغ

السيد المستشار البرلماني علي العسري

الرجل المناسب في المكان المناسب

×××××

كيمية العياشي

عندما نتحدث عن مقولة الرجل المناسب في المكان المناسب ، فإننا نعبر عن التناسب بين المهمة الموكلة لشخص ما و شخصية دلك الدي أوكلت إليه ، حيث يجسد دلك الشخص الأهداف التي ينبغي بلوغها من خلال تلك المؤسسة أو دلك المنصب الدي يتقلده .وهدا لن يتأتى إلا من خلال امتلاك الشخص لمهارات علمية كبيرة تساعده على إدراك طبيعة عمله وقيم الإخلاص والتضحية في العمل من أجل بلوغ الأهداف والمرامي المتوخاة منه.

وقد أبدعت البشرية عبر تاريخها الطويل أساليب وآليات لاختيار الرجال والنساء المناسبين للمكان المناسب ، وكانت الديموقراطية كآلية سياسية وسيلة من تلك الوسائل ، حيث تم وضع قوانين – حسب كل بلد- لتحقيق دلك الهدف في اختيار رجال ونساء أكفاء قادرين على حل مشاكل مجتمعهم ، ولهم القدرة على الإبداع من خلال مناصبهم من أجل تطوير العمل وتجويده ، وكدلك الرفع من الإنتاجية في جميع المجالات ، بما يلبي حاجة المجتمع المتجددة.هدا التصور لهده المقولة الإنسانية ، وهده الأبعاد التي تختزلها ، يقودني للحديث عن المستشار البرلماني عن الغرفة الثانية السيد علي العسري .

لا يعني حديثي عن هدا الرجل ، أني أبخص عمل من سبقوه إلى هده المهمة ،فقد قاموا بما استطاعوا إليه، ولكن للسيد علي العسري من الصفات والمؤهلات ما يجعله رجلا متميزا ، ويستحق أن نقف عند تجربته الرائدة ، تكريما وتشجيعا له من جهة ، وتقديمه للمجتمع كمثال للوفاء والصبر والتضحة والإخلاص من جهة أخرى . وهو بحق من الرجال الدين صدق فيهم قول الله تعالى :( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ).

عندما أقول أن السيد علي العسري الرجل المناسب في المكان المناسب ،فجميع من عرفوه يوافقونني الرأي ، رغم اختلافهم معه في الأفكار والتوجهات ، فتلك مسألة شخصية ، وهي ، بالنسبة لأهل الفكر والثقافة، أمر مسلم به ، بل هو عامل غنى وتطور ، فلو شاء الله لجعل الناس على منهج واحد ، ولكن شاءت قدرته أن يجعلهم مختلفين ، لحكمة قد نعلمها وقد لا نعلمها.

لقد اعتاد الرجل مند شبابه على العمل الطوعي والإنساني من أجل أبناء وطنه ،من خلال العمل الجمعوي الجاد ، ويعتبر في هدا المجال المؤسس للعمل الجمعوي بقريته التي أحبها وناضل من أجل رفاهية سكانها ،إنها قرية أورتزاغ ،أو عروس لإقليم تاونات كما يحلوا لأبنائها أن يسموها.

فأسس جمعية تعنى بالعمل التربوي والثقافي والإجتماعي ، التي استطاعت،رغم قلة الإمكانات وإكراهات الواقع، أن تنظم ولمدة 20 سنةمجموعة من الأنشطة الثقافية ؛ من معارض للكتاب ومحاضرات وندوات ، كما استهدفت بأنشطتها الإجتماعية الفئات الهشة من المجتمع المحلي ، فبادرت إلى تنظيم حفلات ختان لأبناء الأسر المعوزة وتقديم مواد عينية لهم وتنظيم حملات طبية لفائدة ساكنة جماعة أورتزاغ .....إلخ، كما أسس جمعية بالمدشر الدي ينحدر منه ، كان لها الفضل في فك العزلة عن ساكنته وفي تقديم مجموعة من الخدمات لصالحهم ، مما جعل تجربته تلك رائدة على مستوى إقليم تاونات ، وبدلك يحق تسمية السيد على العسري بمهندس العمل الجمعوي بجماعة أورتزاغ.

لم يتوقف الأمر عند هدا الحد ، بل تعداه إلى إبداعه تعاونيات دات طابع اجتماعي صرف ، استطاع أن يعطي البديل لمجموعة من الموظفين بالجماعة وغيرها في كيفية حل مشاكلهم المادية المزمنة ،فاستطاعوا ، بعد معاناة مع الإقتراضات البنكية، أن يؤمنوا مصاريف دراسة أبنائهم وأن يتمكنوا من شراء سياراتهم السخصية ، وتسديد ديونهم العائلية.......إلخ.

لقد دأب السيد علي العسري مند توليه مهمة مستشار برلماني على الحضور المستمر لمتابعة أشغال جلسات مجلس المستشارين ، والمساهمة الفعالة من خلال عضويته بإحدى لجن المجلس ،وقد برز كعضو فعال من خلال قبة الرلمان بأسئلته الشفوية الموجهة لوزراء حكومة السيد بنكيران ،و من خلال الأسئلة الكتابية التي شملت مجموعة من المجالات والإهتمامات.

لفقد وجه للحكومة لحدود كتابة هده الأسطر أكثر من 100 سؤال كتابي تلقي الجواب على 12 منها، وأزيد من 50 سؤالا شفويا أجابت الحكومة على 10 منها. وقد همت الأسئلة جل القطاعات وبدرجات متفاوتة ،وكان على رأسها التجهيز والتعليم بمختلف أسلاكه والماء والكهرباء والنقل والشباب والرياضة والداخلية والصحة والتنمية الاجتماعية والتشغيل والأوقاف والخارجبة والتكوين المهني والإتصال والمالية. وقد كان لإقليم تاونات 90 بالمائة ، منها حوالي الثلث لجماعة أورتزاغ والجماعات المجاورة .

وبفضل تلك الأسئلة تحركت قضايا كثيرة كقضية تسوية الوضعية العقارية للتجزئة الأولى، وإيفاد لجنة من طرف وزارة التربية الوطنية للبحث في المشكل الدي تتخبط فيه م/م العزيين، وقرار إتمام مرافق إعدادية اجبابرة وثانوبة مولاي بوشتى وتجهبز النادي النسوي بأورتزاغ . كما تدخل في حوالي 30 قضية شخصية وعائلية. وعلى العموم كان من أنشط أعضاء فريق العدالة والتنمية بمجلس المستشارين والمجلس بشكل عام.

إن جميع من عرفوا الرجل من خلال عمله كمهندس جماعي بجماعة اجبابرة ، أو كفاعل جمعوي متميز ، أو كسياسي محنك وجريء ، يصدح بقول الحق ولا يبالي ، أو كمستشار برلماني ، يؤكدون أن سي علي العسري من معدن نفيس ،وأن وجوده بقبة مجلس المستشارين سيعود بالخير العميم على إقليم تاونات وأقاليم الجهة التي يمثلها.