الحرف من
*من حروف المعاني :
*من :
حرف جر يأتي لكثير من المعاني :
أولاً : تأتي لابتداء الغاية في الأمكنة اتفاقاً .
ومنه قوله تعالى ( من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى )
وتأتي لابتداء الغاية في الأزمنة ، وهو قليل ، ويكون في المواضع التي تصلح فيها ( مذ ومنذ )
ومنه قوله تعالى ( لله الأمر من قبل ومن بعد )
وقوله تعالى ( لمسجد أسس على التقوى من أول يوم )
ثانياً : للتبعيض : وهو اقتطاع جزء من كل ، نحو : أكلت من الطعام .
ومنه قوله تعالى ( حتى تنفقوا مما تحبون )
ومن علامات ( من ) التبعيضية أن يخلفها ( بعض ) ، وقد قرأت الآية ( حتى تنفقوا بعض مما تحبون ) .
ثالثاً : لبيان الجنس : وعلامتها أن يخلفها اسم موصول ، وكثيراً ما تسبقها ما ومهما الشرطيتين لفرط إبهامها .
ومنه قوله تعالى ( فاجتنبوا الرجس من الأوثان )
وقوله تعالى ( ما يفتح الله للناس من رحمة )
رابعاً : للتعليل : نحو : جزع من الخوف ، ومات من البرد .
ومنه قوله تعالى ( مما خطيئاتهم أغرقوا )
وقوله تعالى ( يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق حذر الموت )
خامساً : للبدل : نحو : قبلت بالغث من السمين .
ومنه قوله تعالى ( أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة )
سادساً : تأتي متضمنة معنى ( عن ) ، وتسمى للمجاوزة .
نحو : لا ترحلوا من هنا حتى يؤذن لكم .
ومنه قوله تعالى ( يا ويلنا قد كنا في غفلة من هذا )
ومنه قوله تعالى ( فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله )
سابعاً : متضمنة معنى ( الباء ) .
نحو : أمسكته من يده ، وضربته من السيف ، أي بالسيف .
ومنه قوله تعالى ( ينظرون من طرف خفي )
ثامناً : متضمنة معنى ( في ) ، نحو : سأرحل من أول الشهر .
ومنه قوله تعالى ( إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة )
وقوله تعالى ( أروني ماذا خلقوا من الأرض )
تاسعاً : متضمنة معنى ( إلى ) ، نحو : اقتربت منك .
والتقدير : إليك ، وهي تعرف بمن التي للانتهاء .
عاشراً : متضمنة معنى ( على ) ، وتعرف بمن التي للاستعلاء .
نحو : لعل الله ينصفنا من الظلم .
ومنه قوله تعالى ( ونصرناه من القوم الذين كذبوا )
أحد عشر : الموافقة ( رب ) عند اتصالها ( بما ) .
كقول الشاعر :
وإنا لمما نضرب الكبش ضربة على رأسه تلقي اللسان من الفم
اثنا عشر : الموافقة ( عند ) .
كقوله تعالى ( لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئاً )
ويصح أن تكون ( من ) في الآية للبدل
ثلاثة عشر : تأتي للفصل : كقوله تعالى ( والله يعلم المفسد من المصلح )
وقوله تعالى ( حتى يميز الخبيث من الطيب )
أربعة عشر : للغاية : نحو : رأيته في ذلك الموضع ، وأخذت من الصندوق .
و ( من ) في هذا الموضع تفيد ابتداء الغاية وانتهائها معاً .
خمسة عشر : وتكون للقسم ، ولا تدخل إلا على كلمة ( الرب ) وميمها إما مكسورة أو مضمومة ، نحو : من ربي لأفعلن .
من
ستة عشر : تأتي ( من ) زائدة عاملة لتوكيد الاستغراق ، وتدخل على الأسماء النكرة الموضوعة للعموم ، ويشترط في هذه الأسماء أن تكون منيفة .
نحو : ما جاءني من أحد .
ومنه قوله تعالى ( ما لكم من إله غيره )
قوله تعالى ( ما جاءنا من بشير ولا نذير )
أو منهية ، نحو : لا يقم من أحد .
أو مسبوقة باستفهام ولا يكون إلا ( هل ) .
كقوله تعالى ( هل من خالق غير الله )
سبعة عشر : وتأتي زائدة للتنصيص على العموم ، وتسمى الزائدة لاستغراق الجنس ، نحو : ما في الدار من رجل .
تنبيه :
وتزاد ( من ) في المواضع الآتية :
1 – المبتدأ : كقوله تعالى ( ما لكم من إله غيره )
2 – الفاعل : كقوله تعالى ( ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث )
3 – المفعول به : كقوله تعالى ( وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه )
4 – الحال : كما في قراءة بعضهم لقوله تعالى ( ما كان لنا أن نتخذ من دونك أولياء ).
وهذا مختلف فيه ، أي في زيادتها قبل الحال .
وتزاد في التمييز بغير شرط ، نحو : لله درك من فارس
_________________