سبت النابور

رحيل عالم تينكرتيل السيد بن فارس

عالم تينكرتيل السيد محمد بن الحسين بن فارس الذي وافاه الأجل المحتوم اليوم عن سن تناهز المئة عام هو أول عالم سموكني عرفته منطقة تينكرتيل بجماعة النابور التابعة لقيادة تيغيرت وإقليم سيدي إفني، وكان المرحوم قد ولد في دوار إيكر الحاج بتينكرتيل عام 1335 هـ// 1916 م ، وتلقى تعليمه الأولي على يد والده السيد الحسين بن فارس بن قدور الذي كان من مشاهير القراء بتينكرتيل، كما أخذ عن عدد من القراء بمسجد أهله (إيلماتن) وبمدرسة فيلالت ومدرسة إيكضي البعقيلية،فأتقن حفظ القرآن الكريم وتجويده، ثم اتجه للدراسة العلمية، فرابط في مدرسة سيدي علي أوسعيد بالأخصاص زهاء أحد عشر عاما يتلقى أثناءها العلوم الشرعية والأدبية على يد شيخه العلامة سيدي عيسى بن المحفوظ الأدوزي، كما استفاد من عدد من زملائه الذين سبقوه ومنمهم على وجه الخصوص العلامة الأديب مولاي عبد الرحمان البوزكارني الذي كان دائم التردد على مدرسة سيدي علي أوسعيد.

وأثناء انخراط السيد بن فارس في الدراسة العلمية تفتق ذهنه وانفتح فكره ولامسته موجة اليقظة الوطنية،فانتظم مع بعض رفاقه في خلية سرية تابعة للحركة الوطنية الهادفة لتحرير الوطن، وتخليصه من ربقة الاستعمار.

وغداة الاستقلال تصدر السيد بن فارس لتأطير المواطنين وتشكيل الخلايا الحزبية، والشبابية بالتعاون مع بعض العلماء أمثال سيدي بلعيد بن عبد القادر الجراري فقيه مدرسة إيغرم الجرارية وغيره.

بعد أن تخرج السيد بن فارس من المدرسة العلمية أكب على التدريس وشارط في مدرسة فيلالت بتينكرتيل حوالي سنة 1952 م فآوى إليه عدد لابأس به من الطلاب أذكر منهم السيد عبد القادر المجدوفي الرخاوي، والسيد المنصور اليزيد وآخرون، وفي سنة 1958 ترك فيلالت بعد أن تعذر عليه الاستمرار في النشاط السياسي، ثم انتقل إلى مدرسة سيدي محمد الشريف بالأخصاص التي بقي فيها أكثر من عشر سنوات،ولما كبر أولاده ونجحوا في أعمالهم استغنى عن الشرط، واستعفى منه والقى عصاه ببلدته،ولازم بيته من غير أن يتخلى عن مناغاة كتبه لتثبيت معارفه وتنميتها إلى أن لفظ آخر أنفاسه يومه الأحد 12 جمادى الأولى 1437 هـ// 21 فبراير 2016 م،فكان في وداعه جم غفير من المومنين الذين صلوا عليه بعد صلاة الظهر وأقبروه بمقبرة فيلالت، رحمه الله،وأكرم ضيافته والسلام----- علي زكي المجاطي