حرف الباء
من حروف المعاني
حرف الباء
تأتي الباء على وجهين :
أولاً : حرف جر أصلي في المواطن الآتية :
1 ـ حرف جر للإلصاق ، سواء أكان الإلصاق حقيقياً ، نحو : أمسكت الحبل بيدي أي ألصقتها به ، ومنه قوله تعالى ( ولا تلبسوا الحق بالباطل ) .
وقوله تعالى ( وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم إلى الكعبين ).
أم مجازياً ، نحو : مررت بزيد ، والمعنى التصق مروري بموقع يقرب منه .
ومنه قوله تعالى ( وإذا مروا بهم يتغامزون ) .
2 ـ للاستعانة ، نحو : كتبت بالقلم .
ومنه قوله تعالى ( يأيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر ).
وقوله تعالى ( بسم الله الرحمن الرحيم ) .
3 ـ للتعدية : وهي الباء التي يتوصل بها الفعل اللازم إلى المفعول به ، وتقوم مقام الهمزة ، نحو قوله تعالى ( ذهب الله بنورهم ).
وقوله تعالى ( ولو شاء الله لذهب بسمعهم ) .
4 ـ للتعليل : وتعرف بباء السببية .
نحو قوله تعالى ( فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم ).
5 ـ للبدلية أو التعويض : وهي الباء التي يمكن استبدالها بكلمة ( بدل ) ، كقوله تعالى ( يشترون الحياة الدنيا بالآخرة ) .
وقوله تعالى ( ولا تشتروا بآيات الله ثمناً قليلاً ).
6 ـ وتأتي للتبعيض : وهي المتضمنة معنى ( من ) ، نحو قوله تعالى ( عيناً يشرب بها عباد الله )، وقوله تعالى ( إنما أنزل بعلم الله ) ، وقوله تعالى ( وامسحوا برؤوسكم ) ، فيمن فسر الآية ببعض رؤوسكم ، وهو مذهب الشافعي ، والصحيح أن الباء في الآية للاستعانة ، فإن ( مسح ) يتعدى إلى مفعول به ، وهو المزال عنه ، وإلى آخر بحرف الجر وهو المزيل ، فيكون التقدير " فامسحوا أيديكم برءوسكم " .
7 ـ وتكون للاستعلاء وهي الباء ، المتضمنة معنى ( على ) .
نحو قوله تعالى ( إن تأمنه بدينار لا يؤده إليك ) . وقوله تعالى ( وإذا مروا بهم يتغامزون ).
8 ـ وتضمن معنى ( في ) وتسمى باء الظرفية ، وتكون مع المعرفة .
نحو قوله تعالى ( إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركاً ) .
وقوله تعالى ( الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار ) .
وتكون مع النكرة ، نحو قوله تعالى ( أنجيناهم بسحر ).
9 ـ وتكون للمجاورة ، وهي المتضمنة معنى ( عن ) ، نحو قوله تعالى ( فاسأل به خبيراً ) ، وقوله تعالى ( سأل سائل بعذاب واقع )، أي : عن عذاب واقع .
10 ـ وتكون للمصاحبة ، وهي المتضمنة معنى ( مع ) وتسمى باء الحال .
نحو قوله تعالى ( وقد دخلوا بالكفر وهم قد خرجوا به )، أي : مع الكفر .
وقوله تعالى ( قد جاءكم الرسول بالحق ) ، والمعنى : مع الحق .
ولباء المصاحبة علامتان إحداهما : أن يحسن في موضعها ( مع ) ، والثانية : أن تغني عنها وعن مصحوبها الحال .
11 ـ وتأتي للغاية : وهي المتضمنة معنى ( إلى ) ، نحو قوله تعالى ( وقد أحسن بي ) ، أي : إلي .
12 ـ وتكون بمعنى ( من أجل ) ، نحو قوله تعالى ( ولم أكن بدعائك رب شقياً ) ، والتقدير : من أجل دعائك .
13 ـ وتكون حرف جر للقسم .
نحو قوله تعالى ( وأقسموا بالله جهد أيمانهم ) .
وهناك معان أخرى للباء ذكرها المفسرون والمحققون منها:
14 ـ إنها تكون بمعنى المقابلة أو باء الثمن ، وهي الباء التي تدخل في البيع أو المشترى ، نحو قوله تعالى ( وشروه بثمن بخس دراهم معدودة ) .
ومنه قوله تعالى ( اشتروا بآيات الله ثمناً قليلاً ) .
15 ـ وتكون للآلة ، نحو قوله تعالى ( فقلنا اضربوه ببعضها ) ، فالباء في ببعضها للآلة ، ومنه قوله تعالى ( ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر ).
قال أبو حيان في البحر المحيط : جعل الماء كأنه آلة يفتح بها ، كما تقول فتحت الباب بالمفتاح .
16 ـ وتكون للملابسة ، نحو قوله تعالى ( فقد باء بغضب من الله ) .
فالباء في قوله ( بغضب ) للملابسة ، أي : متلبساً ومصحوباً بغضب .
ومنه قوله تعالى ( خلق السموات والأرض بالحق )والمعنى خلقاً متلبساً بالحق .
ولا تخرج باء الملابسة عن كونها مع مجرورها متعلقة بمحذوف حال ، كما هو الأمر مع باء المصاحبة .
تأتي الباء حرف جر زائد ، وتزاد في المواضع الآتية :
1 ـ تزاد في فاعل كفى غالباً ، نحو قوله تعالى ( وكفى بالله شهيداً ) .
وقوله تعالى ( كفى بالله وكيلاً ) .
2 ـ في مفعول كفى ، وعلم ، وعرف ، ولقي ، ومد .
كقول المتنبي :
كفى بك داء أن ترى الموت شافيا وحسب المنايا أن يكن أمانيا
ومنه قوله تعالى ( ولا تلقوا بأيدكم إلى التهلكة ) .
3 ـ في فاعل فعل التعجب مع صيغة " أفعل به " .
كقوله تعالى ( أسمع بهم وأبصر ) ، ومنه قول ابن زيدون :
أكرم بولادة ذخر المدخر
لو ميزت بين بيطار وعطار
4 ـ وتزاد في كلمة ( حسب ) ، نحو : بحسبك درهم .
كما تزاد في المبتدأ بعد إذا الفجائية ، نحو : خرجت فإذا بأخيك بالباب .
فالباء في ( بأخيك ) زائدة وأخيك مجرورة لفظاً مرفوعة محلاً لأنها مبتدأ ، وبالباب جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ .
5 ـ تزاد في خبر ليس ، وما المشبه بها ، كقوله تعالى ( وأن الله ليس بظلام للعبيد )
ومنه قول الشاعر * :
ولست بصائم رمضان يوما
ولست بآكل لحم الأضاحي
ومثال زيادتها في خبر ما المشبهة بليس قوله تعالى
( وما أنت بمعجزين في الأرض ) .
6 ـ تزاد في التوكيد بالنفس والعين ، نحو : جاء القائد بنفسه ، ونحو : وصافحت الرئيس بعينه .
7 ـ تزاد في الحال المنفي عاملها ، نحو : ما رجعت بخائب .
ومنه قول الشاعر :
فما رجعت بخائبة ركاب
حكيم بن المسيب منتهاها
8 ـ وتزاد في خبر كان المنفي ، كقول الأعشى :
وإن مدت الأيدي إلى الزاد لم أكن بأعجلهم إذ أشجع القوم أعجل