حتى لا ننسى
جبال خالدات
الأكيد أن الله سبحانه و تعالى عندما أراد للجزائر استقلالها هيئ لها أسبابها من البشر و الشجر و الحجر والدواب وكل شيئ يدب فكانت الجبال الراسيات المأوى والحاضن لجيشها الباسل الذي ارتوت بدمه و اشتدت به أوتادها فعلى غرار الجبال المشهودة جبال الأوراس وجرجرة شهدت جبال أخرى أهم و أكبر
المعارك التي زلزلت قوة الاستدمار و عجلت برحيله أين عمد الاستعمار الى حرقها و ابادة كل شيئ يدب عليها انتقاما لجيوشها التي قضت عليها فتلقت هذه الجبال قبل غيرها أشد الضربات وأحرها جراء قوة قنابل "النابلم" والأسلحة الفتاكة ولم يسمع انينها ووجعها غير الله سبحانه و تعالى الذي وحده يفهم انينها ويحس بوجعها و التي ظلت تعانيه الى يومنا هذا جراء التصحر و التسمم الذي أصابها فجبل "مزي" هذا الجبل الراسي بين جبال الأطلس الشامخات من أترابه جبل مير الجبال و جبل مكثر وجبل عيسى وجبل قروز وجبل بني سمير و مرغاد و غيرها من جبال العين الصفراء و التي سماها الاستعمار جبال النار. فقد شهد هذا الجبل "مزي" أكبر معركة في المنطقة الثامنة من الولاية الخامسة خلدتها الثورة الجزائرية المجيدة هذه المعركة التي أبكت ضباط فرنسا و أتت على الكثير منهم و سحقت جبروت الاستعمار وكسرت شوكته هذه المعركة التي حضرت و خططت لها فرنسا على مدار شهور فعجلت بحتفها فخرجت فرنسا وبقي جبل "مزي" شامخا شموخ الجزائر المستقلة يتعطر بدماء المئات من الشهداء الذين قضو فيه فحلي بنا أن نحتفي كزائريين بهذه الجبال و هذه المعارك التي خلدتها الجزائر و نجعل من أسمائها على واجهات مؤسساتنا و مدننا ومطاراتنا و سفننا ليعرفها العالم كله الذي أقر بثورتنا وجعل منها نموذجا للعالم الحر فبارك الله فيك ياجبل وجعلك من جبال الجنة و رحم الله شهداءك الذين بهم خلدت و رحم الله كل شهداء الجزائر وحري بالمنظمات الثورية التي لها المسؤولية الأولى على كتابة تاريخنا و التعريف به و المحافظة عليه حتى لا ننسى و سنبقى أوفياء ابن بار بوطنه