الدكتور الحكيم الزاهد أحمد خلفي الفحص والعلاج بـ200 دينار لمن استطاع سبيلا..!
الدكتور الحكيم الزاهد أحمد خلفي
الفحص والعلاج بـ200 دينار لمن استطاع سبيلا..!
سطيف: حاوره زهير شارف / 16:00-5 فبراير 2016
اختار العمل في الظل ورفض التجارة مع بني البشر، وقرر أن يتعاقد مع الله عز وجل، لأنه وجد الربح أوسع وأوفر، فحج إليه المرضى من الأرياف والحضر، واتخذوا من عيادته المتواضعة وجهة يلتمسون منها العلاج على يد طبيب مختص في الأمراض المعدية والمتنقلة عن طريق المياه، وكذا أمراض الجلد، وضع نفسه وعلمه تحت خدمة هذه الفئة الفقيرة والمعوزة من البشر، فكانت البداية أن جعل لهم تسعيرة الكشف رمزية ولا تزيد عن 50 دينارا لمن استطاع إليها سبيلا، وإلا فيكفي المريض أن يرفع يديه إلى السماء، ليدعو للوالدين وأسرة الحكيم بالمغفرة والستر والخير، ثم يضطر أخو الفقراء ولظروف خارجة عن إرادته لرفع التسعيرة إلى 200 دج، في وقت لا تقل فيه تسعيرة الكشف عند أي طبيب مختص عن 1000 دينار، والحكيم لا يمل ولا يكل من استقبال عشرات المرضى، ويقضي أكثر من 12 ساعة يوميا دون انقطاع عدا الجمعة، في علاج أبناء الطبقة الكادحة من الشعب، الحكيم الذي يكره الأضواء ويسعى دوما للعمل في صمت قبِل بتواضع كبير أن يتحدث لقراء “الخبر” عن جوانب عديدة من حياته البسيطة، وكان اللقاء بمقهى الحاج الزبري براهيمي، حيث جلس معنا الدكتور رفقة صديقيه الفنانين نوري كاماتشو ونبيل بن سكة، فكان هذا الحوار الشيق.
هل لنا أن نعرف من هو الدكتور أحمد خلفي؟
أحمد خلفي من مواليد 28/07/1956 بحي طانجة الشعبي، وسط عائلة متواضعة وكثيرة العدد، درست المرحلة الابتدائية بمؤسسة محمد خميستي وأكملت بها الدراسة المتوسطة، قبل أن اتنقل إلى ثانوية ابن رشيق، ومنها إلى جامعة قسنطينة بعد إحرازي على شهادة البكالوريا سنة 1974 اختصاص علوم طبيعية، فسجلت بمعهد الطب، وبعد أن نلت شهادة الدكتوراه في الطب العام وجئت في الرتبة السادسة ضمن دفعتي، اخترت الاختصاص في الأمراض المنتقلة عن طريق المياه والأمراض المعدية. طبعا متزوج وأب لأربعة أبناء، وجدٌّ كذلك لأن ابنتي أمينة متزوجة ولها طفل، كما أن ابني البكر جمال الدين متزوج، وسندس على باب الزواج، ويبقى آخر العنقود سيف الدين.
هل من بين الأبناء من تبع خطى والده؟
لا بالعكس، كل أبنائي لم يكملوا الدراسة، أما البنتان فاختارتا المكوث في البيت بعد إنهاء الدراسة الثانوية، أما الولدان فلم يكونا موفقين كذلك، وتوقفا عن الدراسة في مستوى الثانوي، رغم أنني وفرت لهم كل شروط النجاح، مع ذلك أجد نفسي فخورا بهم، لأنني ربيتهم على التربية ومكارم الأخلاق، وربما سيكون من الأحفاد من يكمل يوما ما مسيرتي.
كنت السادس على الدفعة، ومع ذلك اخترت هذا الاختصاص. ما السر وراء ذلك؟
كان بإمكاني أن أختار اختصاصا آخر بمُرتَّب أحسن من اختصاصي الآن، ومع ذلك فقد كانت رغبتي كبيرة في اختيار هذا الاختصاص، لأن الجزائر وكغيرها من دول العالم الثالث كانت في ذلك الوقت تعرف انتشار كبيرا للأمراض المعدية والمتنقلة عبر المياه، ومعروف أن مثل هذه الأمراض تنتشر أكثر في الأحياء الشعبية والفقيرة، وأنا كنت دوما أفكر في الطبقة الفقيرة، لكوني ولدت ونشأت في حي شعبي، وعشت آلام وآمال سكانه، وكنت دوما أسعى لمساعدة أفراد هذه الطبقة، وهو ما جعلني أختار هذا الاختصاص من أجل أن أكون دوما في خدمتهم، خاصة أننا في سطيف مررنا كثيرا بحالات انتشار أوبئة مثل الكوليرا والتيفوئيد.
قمت مباشرة بفتح عيادتك الحالية بعد التخرج من الجامعة؟
لا. بعد أن أنهيت التكوين كطبيب مختص سنة 1981، كان لدي اختيار إما الالتحاق بالطب الجامعي أو الصحة العمومية، وقد اخترت الطب الجامعي، فمنا بفتح مصلحة للأمراض المعدية بمستشفى سطيف الجامعي، وقد كانت الإمكانات قليلة في ذلك الوقت، وعانينا من نقص الأدوية، وحتى قسم الإنعاش كان مهددا بالغلق لنقص الاختصاصيين، فتطوعت رفقة الدكتور المرحوم رشيد زعيم بهذه المصلحة لمدة عامين، حتى لا تغلق في وجوه المرضى الفقراء، ونتيجة لنقص الإمكانات وجدت نفسي في مواجهة مباشرة مع المرضى، فقررت التحول إلى مستشفى مدينة عين ولمان أين قمت بفتح مصلحة مختصة في الأمراض المعدية، كما أشرفنا على تكوين الأطباء والطلبة، كما تطوعت في حملات توعوية نحو المؤسسات التربوية رفقة أئمة، وبمشاركة الهلال الأحمر الجزائري والاتحاد العام للنساء الجزائريات، وخرجنا للبلديات الفقيرة والنائية، فقدمنا حصصا وإرشادات طبية تخص النظافة، الأمراض المتنقلة عن طريق المياه، فائدة حليب الأم، خطر المخدرات..
وكيف جاءت فكرة فتح العيادة الخاصة؟
الحقيقة كان لدي في ذلك الوقت بعض العلاقات مع منتخبين ببلدية سطيف، واقترحوا علي علاج العمال مجانا مقابل منحي مقر العيادة الحالية عن طريق الكراء، وبدأت ممارسة نشاطي بها، كما فتحت مركزا آخر بحظيرة التسلية مخصصا كذلك لعمال البلدية، وكنت أتنقل بينه وبين العيادة لإجراء كشوف للعمال بالمجان، قبل أن يتم تعيين طبيب عام وآخر لجراحة الأسنان بالمركز، لأهتم بعدها بالعيادة التي انطلقت في العمل بها سنة 1990، وقد جعلت تسعيرة الكشف رمزية وبقيمة 50 دج فقط.
ما هو سبب تحديدك لمثل هذه التسعيرة التي خالفت بها التسعيرات المرتفعة التي كان يفرضها الأطباء المختصون؟
هناك 3 أسباب رئيسية جعلتني أخفض تسعيرة الكشف إلى أدنى الحدود: أولها أنني كما قلت لكم تربيت وسط عائلة كثيرة العدد ومتواضعة، ووسط حي شعبي، وما كان لي أن أتعلم وأتحصل على شهادتي لولا مجانية التعليم، بفضل النهج الاشتراكي الذي سلكه النظام بالبلاد آنذاك، فأردت رد الجميل لهذا الشعب وهذه الدولة. ثاني سبب هو قناعة شخصية بداخلي، وهي أن كل الناس في خسران إلا الذين يعلمون، وكل الذين يعلمون في خسران إلا الذين يعملون، وكل الذين يعملون في خسران إلا الذين يخلصون الله، فأنا أردت أن أعمل لدنياي وأخراي، فالله رزقنا العلم ونحن نسترزق منه ونسعى بواسطته لإرضاء الله. أما السبب الثالث فمنح الفرصة للفقراء والمعوزين لتلقي العلاج عند مختصين مقابل مبالغ زهيدة تكون في متناولهم.
هناك من يقول إن والدك هو الذي أوصاك بضرورة الرفق بالفقراء والمساكين وأن تجعل تسعيرة العلاج رمزية..
لا، هذا غير صحيح، فلقد ذكرت لكم الأسباب التي جعلتني أفعل ذلك، رغم أن والديَّ وأسرتي شجعوني كلهم على المضي قدما في تنفيذ قراري، كما شجعوني على العمل ساعات طويلة دون توقف، فأنا أفتح عيادتي بعد صلاة الصبح حتى أحس بالإرهاق وبأنني غير قادر على العطاء، وفي كثير من الأحيان أستمر في العمل إلى صلاة المغرب، كما أعمل 6 أيام في الأسبوع ماعدا يوم الجمعة، ومع كل هذا التعب فأنا أفرح كثيرا لما أسمع المرضى يدعون الله لي ولوالدي ولأسرتي، فهذا شيء لا يقدر بثمن.
لكن ذلك يرهقك كثيرا وقد يؤثر على صحتك وتركيزك في العمل..
أنا مؤمن أن كل إنسان يأخذ حسب طاقته، والمثل يقول “احسب لطاقتك ولا تحسب لمصلحتك”، فمادمت قادرا على الشغل فأنا أستمتع بذلك لساعات طويلة ومتواصلة، حتى أنهك فأتوقف، دون أن أضع في الحسبان الجانب المالي، فأنتم تعلمون أن اختصاصي لا يتطلب أجهزة للكشف والمراقبة كباقي الأطباء الذين قد ينفقون أموالا إضافية، وبالتالي أنا أتفهم التسعيرة التي يفرضونها، خاصة إذا قارنا هذه التسعيرة بالتي يفرضها أطباء مختصون في الدول المجاورة، وعلى كل حالٍ الرزق من عند الله، فهو يرزق من يشاء بغير حساب ومن حيث لا ندري.
لكن كيف فكرت في رفع التسعيرة من 50 دينارا إلى 200 دينار؟ هل هو تغير الوضع المعيشي للبلاد؟
لا علاقة لتغير الوضع الاقتصادي للبلاد بهذا القرار، هناك أمور أخرى خارجية جعلتني أرفع هذه التسعيرة مكرها، وجوانب أخرى متعلقة بالضرائب وغيرها، وأنا لا أريد أن أخوض في هذه المسائل، المهم حتى التسعيرة الحالية تبقى رمزية وفي متناول الطبقة الضعيفة في المجتمع، وحتى الذي لا يملك حق الكشف فلا يمكنني أن أتركه دون علاج.
هل صادفتك أمور غريبة أو غير عادية خلال مسيرتك المهنية، خاصة ما تعلق بالمرضى؟
نعم، كثيرا، أنا أعلم جيدا أن غالبية المرضى من الطبقة المحتاجة، وتفاجأت بكثير من الأمور الغريبة وغير العادية في حياة هؤلاء، وقد تدخلت في الكثير منها وحاولت المساعدة، لكن لا يمكنني أن أذكر ذلك بالتفصيل، لأنني أولا طبيب أحافظ على أسرار مرضاي، وثانيا لأن الأعمال التي قمت بها تجاههم قصدت بها وجه الله، وجعلتها سرا بيني وبينه، وأسأل الله عز وجل أن يتلقاها مني بأحسن قبول.
لو صنفتَ لنا أنواع المرضى الذين يقصدونك..
هناك 3 أنواع من الناس يأتون إلى عيادتي: أولا المرضى الذين يقصدون التداوي والعلاج مباشرة، وآخرون يأتون من أجل النصيحة، وهناك من يقصدني من أجل الإرشاد والتوجيه في أمراض غير التي أنا مختص فيها، وأنا أقدم ما أراه صوابا ولا أمل من ذلك، لأنني اخترت التجارة مع الله، وعلى فكرة فأنا على أبواب التقاعد.
هل تقصد أنك ستتوقف عن ممارسة مهنتك؟
لا. لن أتوقف عن العمل، وبخاصة الخيري، أنا قصدت أنني استوفيت كل شروط التقاعد، وسأفكر في كيفية تنظيم وقتي وأحوالي، وأرى بعدها كيف يمكنني مواصلة نشاطي كطبيب مختص في علاج المرضى المعوزين.
هل لك اهتمامات أخرى وهوايات خارج مهنة الطب؟
بالتأكيد فأنا أعشق كرة القدم ممارسةً ومتابعةً، كما أستمتع بمشاهدة المسرحيات المحلية، خاصة مع أصدقائي النوري كاماتشو والفنان بكاكشي الخــّير ونبيل بن سكة والعمري كعوان وسليم خرشي المدعو روكي البزناسي، توفيق مزعاش، مراد بن الشيخ، بيبو بيتشو، عبد المالك بوساهل وغيرهم الكثير من أبناء منطقة سطيف.
يُقال إنك كنت لاعبا ماهرا في كرة القدم، وشغلت منصب وسط ميدان..
صحيح. قصتي مع كرة القدم طويلة، فقد بدأت الممارسة وأنا طفل صغير بالحي، ثم انضممت إلى فريق متوسطة خميستي، حيث نشطنا دورات ما بين المتوسطات، ونفس الشيء بالمرحلة الثانوية، وواصلت الممارسة بالجامعة، حيث أنشأنا فريقا جامعيا كبيرا، ولعبت مع العديد من العناصر المعروفة آنذاك في صورة اللاعب الدولي كيتوني، بهلول من مولودية قسنطينة، بولحبال من شباب قسنطينة، سعيدي من مولودية باتنة، آيت من اتحاد تبسة، شاوش من مروانة، ونكاع من سطيف، وغيرهم من اللاعبين البارزين وقتها، وقد تمكنا من الفوز بكأس الجمهورية للجامعات موسم 78/79 أمام جامعة تلمسان بهدف نظيف سجله الدولي كيتوني، وواصلت بعدها اللعب مع فريق المستشفى الجامعي بسطيف مع فريق الكهول، وكنا نمارس الكرة من أجل الرياضة والمحافظة على لياقتنا البدني، وتوقفت عن الممارسة منذ حوالي عامين.
لماذا لم تنضم إلى فريق مدني في ذلك الحين؟
لقد تلقيت العديد من العروض خاصة من شباب قسنطينة واتحاد سطيف اللذين تدربت معهما لفترة وجيزة، لكني قررت عدم الإمضاء لأي فريق لأنني كنت مركزا على الدراسة، وكرة القدم كانت مجرد هواية بالنسبة لي، خاصة أنه في زماننا لم تكن المادة طاغية على الممارسة، وقد فضلت اللعب فقط مع الفريق الجامعي.
ما هي الفرق المحلية التي يشجعها الدكتور أحمد؟
الحقيقة لم أشجع في حياتي فريقا بعينه، كنت أشجع الفرق حسب قوتها والمواسم التي تبرز فيها، مثلا شجعت مولودية وهران زمن قشرة وحميدة وفريحة وغيرهم، وشباب بلوزداد في وقت لالماس، سالمي، عبروق، مدني وغيرهم، واتحاد العاصمة أيام كدو، قديورة، رابط، سليماني.. ومولودية قسنطينة بنجومها خاين، كروكرو، قموح، بركات، فندي.. والوفاق الحائز على كأس إفريقيا للأندية البطلة يوم كانت مجموعة سرار، برناوي، دودو، زرقان، عجيسة، بن جاب الله، بولحجيلات.. أما فريق القلب فهو بالتأكيد اتحاد سطيف.
وبالنسبة للكرة الأوروبية؟
أنا أعشق الكرة الإنجليزية التي تبقى بالنسبة لي الأقوى والأحسن أوروبيا، فهناك العديد من الفرق القوية التي تتنافس دوما على اللقب، وأنا أحب أداء أرسنال خلال هذا الموسم، وكذا مانشستر سيتي، كما تبقى فرق ليفربول، توتنهام، مانشستر يونايتد، تشيلسي من أبرز فرق هذا الدوري الممتع.
هل سبق لك أن سيَّرت في فريق ما؟
نعم سيرت في فريق اتحاد سطيف زمان المرحوم مختار عريبي إلى جانب كل من ساعو، رايس، كتفي سعدان ومزلوق، كما سيرت لفترة وجيزة مع الزين مدني، وكنت ضمن الطاقم الطبي لفريق الوفاق لسنوات عديدة.
ماذا عن السياسة، هل صحيح أنك خضت تجربة في المجلس الشعبي الولائي؟
لقد كنت مع حزب جبهة التحرير الوطني خلال فترة الجامعة، حيث انخرطت في صفوف الاتحاد الوطني للطلبة الجزائريين، وكنت ضمن الخلية الناشطة على مستوى الحي الجامعي للقصبة، ثم اعتزلت السياسة خلال نهاية الثمانينات، قبل أن أجد نفسي ضمن قائمة حزب الأرندي للمجلس الولائي في سطيف نهاية التسعينات، وقد لبيت الطلب نظرا للظروف الصعبة التي كانت تمر بها البلاد، كنت أرى في ذلك تضحية مني من أجل إعادة هيكلة المجالس المنتخبة، وبعدها مباشرة اعتزلت السياسة بصفة نهائية، رغم إلحاح الكثير من الأحزاب الثقيلة علي.
كيف ترى واقع الصحافة والإعلام ببلادنا؟
الصحفي الذي يضحي من أجل الوصول إلى المعلومة المؤدية إلى إظهار الحقيقة، هو الذي يساهم في بناء المجتمع والدولة على السواء، وليس العكس، أنا أمثل الصحفي والإعلامي بصفة عامة بذلك الإنسان الذي يستدعيك لتناول وجبة غذاء أو عشاء عنده، وبالتالي فإنك ستتناول ما يقدمه لك من مطبخ بيته، فإن كان طعاما مفيدا وصالحا فسينفعك، وإن كان فاسدا فسوف يضرك، وأنا أقصد من وراء هذا الكلام أن على الصحفي تحري الحقيقة ونقل الأخبار والكتابة بموضوعية، حتى تكون المعلومة التي تصلنا نقية وصافية.
كيف تنظر إلى الساحة العربية والمحنة التي تمر بها الأمة؟
العالم من حولنا يدور حول فكرتين أساسيتين: الأولى هي العالمية والثانية هي العولمة، فالأولى ينظر لها العالم الإسلامي من جانب أن السلم يجب أن يكون للجميع، وديننا يفرض علينا أنه لو كانت لنا كل ثروات العالم فيجب أن نقتسم هذه الثروة مع الجميع، غير أن الآخر يريد شن حرب على الجميع وخاصة العالم الإسلامي. والعولمة هي تطور لأساليب هذه الحرب بوسائل جديد مثل الهاتف النقال والإنترنت، وغيرها من وسائل التكنولوجيا الحديثة التي حولت العالم إلى قرية صغيرة، وأصبح بالإمكان شن الحرب على مستوى الفكر، بأن يجعلوا الفرد في المجتمع العربي والإسلامي يكره وطنه ويثور ضده، وأظن أن الأمور مخطط لها منذ أكثر من 50 سنة، إذ إن الحرب بدأت عن طريق السمع أو الأذن، ثم العين أو البصر، وأخيرا الإنترنت أو اللمس، وبالتالي جعلوا كل حواس البشر بين أيدهم، والله المستعان.
هل من كلمة نختم بها هذه الجلسة؟
الدنيا دار عمل وفناء، والآخر دار جزاء وبقاء وخلود، أتمنى أن يعي كل إنسان هذه الحقيقة فيعمل لآخرته، دون أن ينسى نصيبه من هذه الدنيا، ويجب على كل إنسان وفقه الله لأن يكتسب عملا أو شهادة أو مهنة، يمكنه من خلالها أن يساعد المحتاجين من البشر، ألا يبخل بذلك، لأن في ذلك منفعة له ولوطنه، ولدينه ودنياه، كما أشكركم على هذه الاستضافة التي تعد الأولى بالنسبة لي، وأتمنى أن يكون فيها خير لي ولكل أفراد وطننا.
الخبر