فضاءات شنهور

شنهور

فضاء الثقافة والمواضيع العامة

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدة
الطيب سيد أحمد محمد
مسجــل منــــذ: 2011-02-13
مجموع النقط: 1458.41
إعلانات


من أنواع البَلاغةِ في صِناعةِ الشعر


( من أنواع البَلاغةِ في صِناعةِ الشعر )

أنواعُ البلاغةِ في صناعةِ الشعرِ سَمّاها المُحدَثونَ

صَنعَة البَديع ، والشُعراءُ يَتفاضلونَ في سِياقها والاقتدارِ

عليها ، وهي في أشعارِ العربِ مَوجودَة ، وفي الشعرِ

المُوَلَّدِ أكثَر ، ونبدأ بــ ( التَجنيس ) :

وهو اتفاقُ اللفظِ أو أكثره واختلاف الحُكمِ وهو من أضيقِ أنواعِ البَديع ،

والتّجنيس أنواع ، فمنه تَجنيس اللفظ كقوله تعالى ( وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ )

، ومنه تجنيس الخط كقوله تعالى ( وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا ) ،

ومنه تجنيس السمع كقوله تعالى ( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ * الَى? رَبِّهَا نَاظِرَةٌ )

، ومنه تجنيس المُضارعة كقولِ أبي تمّام :

يَمدّونَ من أيدٍ عَواصٍ عَواصِمٍ

تَصولُ بأسيافٍ قَواضٍ قَواضِبِ

( التَشبيه ) :
وهو على ضُروب مُختَلِفة منها

تشبيه الشيء بالشيءِ صورة وهيئة كقول امرىء القيس :

كأنَّ قلوبَ الطّيرِ رَطباً ويابِساً

لدى وكرها العنّابُ والحَشفُ البالى

، ومعنىً كتشبيهِ الشجاع بالأسد ، ولوناً كقول ابن هرمة :

وليلٍ كَسِربالِ الغُرابِ ادَّرعتُهُ

إليكَ كما احتَثَّ اليَمامةَ أجدَلُ

، وصوتاً كقولِ النّابغة :

" لهُ صريفٌ صريفُ القَعوِ بالمَسَدِ"

، ومنها تشبيهه بهِ حركة وسرعة كقول امرىء القيس :

" كَجلمودِ صَخرٍ حطَّهُ السيلُ من عَلِ "

، وأصدق التّشبيهات ما إذا عُكِس لم ينتقض .

( الاستعارة ) :

وهي أن يُعيرَ الشاعرُ المعنى ألفاظاً غير لفظهِ المَوضوع له ،

وهي ثلاثة أوجه : الأوّل يستعيرهُ الشاعرُ من الألفاظِ على سبيلِ

التَمثيل وتَتميم المعنى كقول امرىء القيس :

" وليلٍ كمَوجِ البَحرِ أرخى سُدولَهُ "، وهو موجود في القرآن الكريم

كقوله تعالى (وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا ) ، الثاني أن يَنتَحلَ الشاعرُ قولاً

لِغيره فيُدخِلهُ في شِعره ، وهذا هو الاجتلاب الَّذي نَفاهُ جرير عن نفسه

بقوله :

ألم تخبر بِمَسرَحيَ القوافي

فلا عيّاً بِهِنَّ ولا اجتِلابا

الثالث أن يَستعيرَ الشاعرُ ألفاظاً كانَ غَنيّاً عنها ، والمعنى غير مُفتَقِرٍ إليها

، ويُسمى الحَشو و الاستعانة ، ويَحسُنُ بِقَدرِ ما يَتَحَمَّلُ من الفَوائدِ ويقبحُ إذا

فرغَ منها .

( الإشارة ) :

وهي اشتمالُ اللفظِ القليل على المَعاني الكثيرة

باللَمحَةِ الدالّة كقول زهير :

وإنّي لو لَقيتُكَ فاجتَمَعنا

لــكـــانَ لِكلِّ مُنديَةٍ لقاءُ

والإشارة من غرائب الشعر ومُلَحه ولا يأتي بِها إلّا شاعر قدير ،

وتُسمّى اللمحة الدّالّة ،وهي أنواع ، فمنها( الوحي )

كقولِ الشاعر :

جَعلتُ يَديَّ وشاحاً لَـــــــهُ

وبَعضُ الفَوارِسِ لا تُعتَنَق

فقوله " جعلتُ يَديَّ وشاحاً له " إشارة بَديعيّة دالّة على الاعتناق

بِغيرِ لَفظة .

ومنها ( الإيماء ) كقول كثيّر :

تَجافيتِ عنّي حينَ لا لـــــي حيلَةٌ

وغادَرتِ ما غادَرتِ بينَ الجَوانِحِ .

قولهُ " غادَرتِ ما غادَرتِ " إيماء مليح .

ومنها ( التَلويح ) كقول النابغة :

تَطاوَلَ حتّى قلتُ ليسَ بِمُنقَضٍ

وليسَ الَّذي يَرعى النُّجومَ بِآيِبِ .

فالَّذي يَرعى النُّجومَ هنا الصبح ، أقامَهُ مَقامَ الراعي ، يَغدو

فَتَذهب الإبل ، فَتلويحهُ هذا عَجَب في الجَودَة .

ومنها ( التَعريض ) كقولِ عمرو بن معديكرب :

فَلو أنَّ قَومي أنطَقَتني رِماحُهم

نَطَقتُ ولـــكـــنَّ الـــرِماحَ أجَرَّتِ .

أي لو أنَّ قومي صَدَقوا في القتالِ وطَعَنوا بِرِماحهم لَمَدَحتُهم ، لكنَّهم

صَرَفوها مُنهَزمينَ ، فكأنَّها شَقَّت لِساني فأسكَتَتني ، فَهذا تَعريض

يَنوبُ عن التَصريح .

ومنها ( التَفخيم ) كقولِ الغنوي :

" أخي ما أخي " لا فاحشٌ عندَ بَيتِهِ

ولا وَرِعٌ عـــنــدَ الـــلّــقـــاءِ هَـيُـوبُ .

ومن التَفخيمِ ما يَجيءُ على التَهويلِ والتَعظيمِ نحو قولهِ تَعالى :

( الحآقَّةُ * ما الحآقَّةُ ) .

( المُطابَقة ) :

ويَزعمُ الأكثرونَ أنَّها ذكرُ الشيءِ وضِدّه ، فيَجمعهما اللفظ لا المعنى

، وطائفة تَقولُ : هو اشتراك المَعنَيين في لفظ واحد ، وقيلَ : المطابقة

أن يأتيَ الشاعرُ بِلَفظَين مختَلفينِ في المعنى واللفظ في بيت واحد ، كقولِ

عبد الله الأسديّ :

فَرَدَّ شعورَهُنَّ السُّودَ بيضاً

ورَدَّ وجوهَهُنَّ البيضَ سُودا

وقيلَ : المطابقة أن يأتي الشاعر بلَفظتين مختلفتين في المعنى واللفظ

في بيت واحد ، نحو قوله تعالى ( ولَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ )

( التَقسيم ) :

وهو أن يَستَقصيَ الشاعرُ تفصيل ما ابتَدأ به فيستَوفيهِ ، فلا يُغادرُ

قِسماً يَقتَضيهِ إلّا أورَدَه ، كقول عمر بن أبي ربيعة :

تَهيمُ إلـــــــى نُعمٍ فلا الشَّملُ جامِعٌ

ولا الحَبلُ مَوصولٌ ولا أنتَ تَصبِرُ

( التَسهيم ) :

وصِفَة الشعرِ المُسَهَّمِ أن يَسبِقَ المُستَمِعُ الى قوافيهِ قبلَ أن يَنتهي

إليها راويه .

( التَتميم ):

وهو أن يَذكرَ الشاعرُ معنى فلا يَترك ما يتمّ ويَتكامل الإحسان معه

فيه إلّا أتى به ،

( التَرديد ) :

وهو تَعليق الشاعرِ لَفظة في البيتِ بِمعنى ، ثمَّ يُرَدِّدها فيه بِعَينها

ويُعلِّقها بِمَعنى آخر .

( التَجريد ) :

وهو أن يُجَرِّدَ الشاعرُ مَوصوفَهُ من صِفَته ، ويُسنِدها لِأجنَبيّ في الظاهر

، وهو يُريد الأوّل في المَعنى .

( التَتبيع ) :

وهو أن يريدَ الشاعرُ معنى فلا يأتي باللفظِ الدالّ عليه ، بل بِلَفظٍ تابع له

، فإذا قالَ التابع أبانَ عن المَتبوع ، كقول ابن أبي ربيعة :

بَعيدَةُ مَهوى القُرطِ إمّا لِنوفلٍ

أبوها وإمّــا عبدُشَمسٍ وهاشمُ

ذَهبَ الى طول العنق ، فلم يذكره ودَلَّ عليه بقوله
" بعيدة مهوى القرط ".

( التَبليغ ) :

وسَمّاه قومٌ الإيغال ، وهو أن يأتيَ الشاعرُ بالمَعنى في البيتِ تامّاً قبلَ

انتهائهِ الى القافية ، ثمَّ يبلغ القافية بِزيادةٍ مُفيدَةٍ تَزيد معنى البيتِ براعة .

( التَصدير ) :

وهو أن يَبدأ الشاعرُ بِكلمة في البيتِ ثمَّ يُعيدها في عجزه ، أو في النصف

منه ثمَّ يُردّدها في النصف الآخر عنه ، فإذا نظمَ الشعر هكذا أمكنَ استخراج

قوافيه قبلَ أن يطرق أسماع مُستَمعيه ، والتصدير والتَرديد المُتَقَدّم يُسمّيه

كثير من البُلَغاءِ رَدّ الاعجاز الى الصدور ،كقول عامر بن الطفيل :

وكنتُ سَناماً في فَزارَةَ تامكاً

وفـــــي كلِّ قَومٍ ذروَةٌ وسَنامُ

( الاستثناء ) :

قيلَ إنَّ أوَّل مَن بدأ بهِ النابغة كقوله :

ولا عيبَ فيهم غَيرَ أنَّ سيوفَهم

بِهـنَّ فُلولٌ مـــن قِراعِ الكتائبِ

ويُسمى هذا تأكيد المَدح بِما يُشبهُ الذَمّ .

( الالتفات ) : كقولِ جرير :

أتَنسى إذ تودّعني سُليمى

بِبَطنِ بشامةٍ سُقِيَ البَشامُ .

كانَ مُقبلاً على شعره ، ثمَّ التفتَ الى البشامِ فدَعا له .

( الاعتراض ) :

وهو انصراف الشاعر عن الإخبارِ الى المُخاطبة ، وعن المخاطبة الى

الإخبار ، كقول النابغة :

ألا زَعَمَت بَـنــو عَبسٍ بأنّي

- ألا كَذَبوا - كبيرَ السِّنِّ فانِ

فقوله " ألا كذبوا " اعتراض بين أوّل الكلام وآخره ، وفيه زيادة حسنة .

( الاستطراد ) :

وهو أن يُريكَ الشاعر شيئاً وهو يُريدُ شيئاً آخر .

وإليكم هذا النصّ الَّذي كتبته تَطبيقاً عملياً مُرَصَّعاً بِبَعضِ ما نقلتُ اليكم


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( شرح مقامات الحريري ) للشريشي .
_________________





تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة