محافظة سوهاج والإهمال التاريخى لها
سوهااااااج --- تلك المحافظة التي يمتد تاريخها إلي العصور القديمة، حيث كانت مدينة ” أبيدوس” التابعة الآن لمركز البلينا عاصمة للدولة المصرية في عصور الأسرة الرابعة، وكان الملك ” مينا – أو- نارمر” أول موحد لمصر خلال تلك العصور القديمة، وخلال حكم الدولة العثمانية لمصر تحولت المنطقة التي تقع عليها المحافظة الآن إلي ولاية خاصة كانت تسمي “ولاية الصعيد أو ولاية جرجا” وكانت عاصمتها مدينة جرجا ، في العصور الوسطي مع حكم محمد علي وعندما تم تقسيم مصر إلي مديريات أصبح اسمها “مديرية جرجا” وظلت علي ذلك الاسم رغم نقل مقر المديرية إلى سوهاج بموجب قانون الإدارة المحلية الصادر عام 1960 والتي تحولت إلي مدينة سوهاج.
وتبلغ مساحة سوهاج الكلية 11022 كم2 وتمتد بطول 125 كم وبعرض من 25 – 16 كيلو متر، وتبلغ المساحة المأهولة نحو 1593.92 كيلو متراً مربعا، بنسبة تبلغ حوالي 14.5% من إجمالي مساحة المحافظة.
وتتكون المحافظة من 12 مركزا، تضم 12 مدينة، 3 أحياء، و51 قرية رئيسية، 270 قرية تابعة، بالإضافة إلي 1445عزب ونجوع ويبلغ عدد سكانها ما يقرب من 6 ملايين نسمة.
ورغم تاريخ المحافظة من العقود القديمة وما قدمه أهالي المحافظة في التصدي إلي الحملة الفرنسية، بمدينة ” جهينة وتمت هزيمة الجيش الفرنسي، واتخذت المحافظة من هذا اليوم عيدا قوميا يوم 10 أبريل من كل عام تخليدا لهذه الملحمة الوطنية.
وتضم محافظة سوهاج مراكز: ساقلتة ، و أخميم ، والبلينا ، و جرجا ، و دارالسلام ، و جهينة ، و مركز سوهاج ، وطما، و طهطا، و المراغة ، والمنشأة والعسيرات ، كما تتمتع المحافظة بأماكن ومواقع أثرية و سياحية غاية في الأهمية ، إلا أنها حتي الآن لم يتم الاهتمام بها ووضعها علي الخريطة السياسية العالمية أو المحلية، حيث يوجد بها – معبد رمسيس الثاني بأخميم، و معبد ابيدوس بالبلينا، و ميريت آمون – بإخميم، والآثار الإسلامية منها – مسجد العارف بالله.
وآن الوقت لأهالي المحافظة أن يعيشون حياة كريمة، حيث تُعد محافظة سوهاج من أفقر محافظات مصر وتأتي في المرتبة الثانية الأكثر فقرا، و من بين قراها 59 قرية فقيرة من بين 100قرية الأفقر علي مستوي مصر، وهو ما تسبب في هجرة أبنائها وأصبحت المحافظة هي الأولي علي مستوي الجمهورية ” الطاردة للسكان”.
وتسبب الفقر المدقع الذي يعيش فيه أغلبية أهل المحافظة ، في السفر إلي محافظات الوجه البحري ، خاصة القاهرة والجيزة والمحافظات الساحلية الإسكندرية وبور سعيد والسويس ” مدن القناة ” فضلا عن اعتماد شباب المحافظة علي السفر إلي الدول العربية بشكل خاص والأوربية، للبحث عن فرصة عمل وإيجاد حل سريع، للهروب من الفقر الذي يعيشون فيه هم وأسرهم.
ورغم أن العمالة من أبناء المحافظة تأتي علي رأس قائمة العمالة التي توفر العملة الصعبة، لتمثل دخلا قوميا للاقتصاد المصري ، إلا أنه وحتي اليوم لم تسنفيد المحافظة بهذا الأمر و ما زال الفقر والضيق وشبح ” العوز ” يطول الجميع.
عاني سكان ” سوهاج ” قديما و ما زالوا يعانون رغم الحديث الوردي للحكومات المتعاقبة فإن إحداث تنمية حقيقية للمحافظة التي ظلمت ظلما بينا ، علي مر العقود الماضية وما زالت تعاني الأمرين ، خاصة في ظل الاقتصاد المنحدر التي جعلت البعض يبحث عن ” الطعام ” في القمامة، لم يمر عليها.
وبدلا من إيجاد حلول حقيقية لأحداث التنمية التي يتمناها أهل المحافظة، والتي يوجد بها ما يجعلها قاطرة التنمية لمحافظات الصعيد، لم تهتم الدولة بالكشف عن أكبر معبد أثري في التاريخ الفرعوني ” معبد رمسيس الثاني” القابع أسفل مقابر المسلمين بمدينة أخميم، وكذلك لم يتم الانتهاء من إنشاء “المتحف ” والذي بدأ فيه العمل منذ أكثر من 25 عاما، وأصبح “متحفا وبيتا” للحيوانات الضالة والبوم والغربان ، فضلا عن عدم الاهتمام بصناعة النسيج اليودي التي كانت تشتهر به المحافظة علي مستوي العالم وكان يتم تصدير تلك المنسوجات لأكبر وأهم الدول الأوروبية.
كما تم في عهد حكومة ” عاطف عبيد ” من تدمير أكبر وأهم مصنع لتجفيف البصل ليس فقط في مصر بل في العالم، وتم تشريد أكثر من 5 آلاف عامل، حيث كان يتم تصدير البصل لمعظم دول العالم ، فضلا عن إنتاج زيت البصل الذي كانت تتهاتف عليه الدول الأجنبية.
هناك الكثير من المقومات الطبيعية والبشرية تجعل من ” سوهاج ” قبلة الجنوب” وقاطرة التنمية لإقليم جنوب الصعيد، إلا أن أحد لم يتحرك لإنقاذ أهل المحافظة من الفقر والعوز، من أجل حياة آدمية كريمة.
وجاءت الـ 3 سنوات الأخيرة لتقضي علي الأمل الباقي لأبناء المحافظة، في إحداث تنمية حقيقية، خاصة القرارات الأخيرة التي يراها الكثير من أبناء المحافظة ” ظالمة وجائرة ” وقضت علي بصيص الأمل الذي كانوا ينتظروه، حيث اشتعلت الأسعار وقذفت لمستويات لا يقدر عليها المواطن السوهاجي، خاصة أن المحافظة لا يوجد بها فرص عمل حقيقية، رغم إنشاء أكثر من مدينة صناعية علي أرض المحافظة، إلا أن تلك المدن الصناعية أصابها العطب و لم تقدم لأبناء المحافظة أي فرص عمل حقيقية ، والكثير من مصانعها ومشروعاتها توقفت وأغلقت أبوابها.
وكنا ننتظر ان يكون مجلس نواب 2015 لما حدث به من تجديد لكثير من الوجوه الجديده ان يكون بارقة الامل فى المطالبه بحقوق المحافظه اسوة بغيرها من المحافظات الصيد الا اننا فوجئنا انه كسابقيه من المجالس المتعاقبه التى لم تقدم للمواطنين اى شئ يذكر
ولذلك فانه لا بديل عن الاعلام وايصال لااصوات المواطنين بمختلف الطرق المشروعه لعل وعسى نستطيع ان نقدم شئ لاجيالنا على الاقل
مواطنى محافظة سوهاج عنهم - فرج ابو كريم
صورة لمتحف سوهاج الذى لم يكتمل منذ اكثر من ربع قرن
×××××