حتى لا ننسى
سجون وجسور
هي وسيلة أخرى من وسائل الاستعمار التي جعلها محجة لكل من تسول له نفسه القول بأن الجزائر ليست فرنسية لقد اختارلها أماكن كثيرة وبدقة على غرار هذه القلاع و المحتشدات و السجون. سجن "اجنين بورزق" أو "أم الناطق" كما يحلو لجيل الاستقلال أن يسميها و يتيمم بها و يفتخر بها فهي بحق اسم على مسمى كيف لا وقد شهدت أكبر وأكثر المعارك الضارية التي شهدها المجاهدون في النطقة الثامنة من الولاية الخامسة والتي حدودها وهران شمالا و حتى تندوف جنوبا، هذا السجن الذي مرت به أكبر الشخصيات الثورية و التارخية على غرار الكثير من المناضلين الكبار و الكثير من المجاهدين و الشهداء الذين قضو بهذا السجن الشهير وهو المكان الذي حكم فيه بالاعدام على الشهداء أبناء البلدة "الشهيد لم يمت" "بن طالب بو سماحة" و الشهيد "قربوي محمد"و الشهيد"زياني ميلود".
ان هذا المحتشد السري الذي كان ثكنة عسكرية و الذي جعلت منه فرنسا الاستعمارية جسرا للتعذيب و الاستنطاق و الحكم بالاعدام على كل من مر به والذي هو الان ثكنة عسكرية للجيش الوطني الشعبي و الحري بالمهتمين بالتاريخ توثيقه و تعريف الأجيال به و نفض الغبار عنه في وقت أصبحنا نشعر فيه بالخوف على بلدنا من أبنائه قبل الأخرين، و في الوقت الذي كثر فيه الحديث عن الثورة و عن الشرعية الثورية و كأنها جسم غريب ناسين أن الثورة قيم و أخلاق و منهاج حياة و اصرار على البقاء و حرية وسلام وحب الاخر وتطور وازدهار و المحافظة على الوطن و الانتماء و العادات و التقاليد، والحري بنا أن نصمد على ثورتنا و أن لا نبقيها شعارا نتخمربه لأن المستعمر ظل و سيبقى يتربص بنا كمثل الشيطان اذا قال للانسان أكفر فلما كفر قال اني بريئ منك.فالخوف أن ينطبق علينا القول وننسى من نكون؟
هذه الثورة التي يريد لها غيرنا أن تبقى حبيسة التنابزات و الازدراء بالرموز و الأخذ منهم و محاولة تقزيمهم أمام الأجيال في الوقت الذي نطق الزمان ببطولاتهم و كانوأبطالا لأعظم ثورة شهدها التاريخ الحديث و لاريب، فرحم الله الشهداء
