أمين: كلب "الأزهري" ليس نجسًا .
أمين: كلب "الأزهري" ليس نجسًا 1
محمد ربيع الثلاثاء, 19 يناير 2016 13:43
علق الكاتب الصحفي محمد أمين، على الصورة التي انتشرت مؤخرًا للشيخ أسامة الأزهري مستشار الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال مصافحته كلبًا، مؤكدًا أنه أخيرًا حظي الكلب بعد انتظار ألف عام بمصافحة الشيخ الأزهري، متابعًا: "لا «الأزهرى» أجرم حين صافح الكلب، ولا الكلب نجس أصلاً.. ولا الذين هاجموه على حق، ولا هم ينتقدونه عن بيِّنة". وكان نص مقال "أمين"، بصحيفة "المصري اليوم"، بعنوان " مصافحة الشيخ والكلب!": أخيراً حدثت المصافحة التاريخية بين الشيخ والكلب.. انتظر الكلب ألف عام حتى يحظى بالاعتراف.. صبر صبر أيوب حتى يؤكد أنه غير نجس.. صحيح أن الكلب الذى صافحه الشيخ أسامة الأزهرى كلب قصور، وهو غير كلاب القبور والعشوائيات، لكنه فى النهاية كلب ابن كلب.. كلب برىء، غير الكلاب المتوحشة.. المفاجأة أن الشيخ أسامة لم يسلم من كلاب عقورة، اتهمته للأسف بأبشع الاتهامات وربما أحقرها! الظروف وضعت الشيخ الأزهرى فى اختبار مفاجئ جداً.. لم يُرتِّب له أبداً.. كان الشيخ فى زيارة خاصة لأصدقاء، راح يسلم على مستقبليه، وفوجئ بوجود كلب، لم يتردد فى مداعبته ومصافحته.. مدَّ الشيخ أسامة يده للكلب، فمدَّ الكلب يده.. وحدثت المصافحة التاريخية بين الشيخ والكلب.. فهل كان يصح أن يُصافح «الأزهرى» الكلب؟.. أليس الكلب «نجاسة»؟.. كيف يفعلها، وهناك من يقطع بنجاسة الكلاب؟! فى كتب السلف، يقولون: «المرأة مثل الكلب، والسلام عليهما يُبطل الوضوء».. وربما نتذكر الموظف الكبير فى فيلم «مراتى مدير عام» حينما كان يأتيه الساعى بالقبقاب للوضوء، كلما صافحته «شادية» المدير العام.. فكيف لو صافح الكلب؟.. والقصة الشهيرة تقول إن كلباً بال على حائط، فأفتى الشيخ بأن يتم هدمه وبناؤه سبع مرات.. فقال السائل إنه الحائط الذى بينى وبينك يا مولانا.. قال: قليل من الماء يطهّره! فماذا جرى بعد أكثر من ألف عام؟.. هل السلام على الكلب الآن جائز؟.. هل أراد الشيخ الأزهرى أن يُبطل هذه الفتاوى الباطلة؟.. أم أن الشيخ يرى أن كلب القصور غير كلب العشوائيات؟.. هل تسرَّع فى نشر الصورة على «فيسبوك»؟.. أم أنه بذلك يريد أن يقول إن السلام على الكلب والقطة لا شىء فيه؟.. هل كان يمكن أن تكون مصافحة عابرة؟.. لماذا انتقلت من الخاص إلى العام؟.. هل تم تسريبها للشيخ مثلاً؟! المؤكد أن المصور أراد أن يسجل لحظة تاريخية.. ليس بزيارة الشيخ لأصدقائه فحسب، ولكن بالسلام على الكلب.. فمن نقل الصورة الخاصة للناس؟.. إنه الشيخ نفسه.. لم يتبرأ منها.. ولم يتهم أحداً بتسريبها.. معناه أن حديثاً دار بينه وبين أصدقائه.. سألوه عن هذه المصافحة.. قال: لا شىء فيها.. أكثر من ذلك قال إنه سينشرها أيضاً.. وكان يعنى أنه سيدافع عن مصافحته للكلب، وكان يستعد للدخول فى معركة! بالتأكيد فإن أصدقاء الشيخ لا يجدون مشكلة فى مصافحة الكلب أو تقبيله، وبالتأكيد فإنهم يهتمون به، ويرسلونه إلى الطبيب الخاص، ويخصصون له غرفة نوم ملوكى، ويجهزون له طعاماً فاخراً.. وبالتأكيد فإن الشيخ أسامة رأى أن الكلب الجالس معهم مختلف.. سواء من طريقته، أو استجابته للمصافحة.. وبالتأكيد فإنه لم يكن كميناً ولا فخاً.. لكنهم بالتأكيد أيضاً فوجئوا بكل ما جرى، وهم لا يصدقون أعينهم! لا «الأزهرى» أجرم حين صافح الكلب، ولا الكلب نجس أصلاً.. ولا الذين هاجموه على حق، ولا هم ينتقدونه عن بيِّنة.. هذا ما أراد الشيخ أن يقوله.. دون أن يتبرأ من مصافحته التاريخية، وقال لمن تطاولوا عليه: سامحكم الله.. القضية ليست فى نجاسة الكلب.. القضية فى الأفكار النجسة، كما قال الشيخ على جمعة أيضاً!