نخوة عشائر الحديد العمومية (راع الحردا، أهل الحردا)
نخوة عشائر الحديد العمومية
(ويقال لهم : خيال الحردا، راع الحردا، أهل الحردا)
يذكر احمد الظفيري في منتدى ديوان الخيول والإبل أن الحرد - باللغة - وفي كلام البدو: داء يصيب يد البعير فتسترخي، فلا يزال يخفق بها ابدا حتى كأنه ينفضها اذا مشى، يقال: جمل احرد وناقة حرداء.
الحردا: ناقة سميت بهذا الاسم نسبة الى مرض (الحرد) الذي اصاب احدى يديها، والحردا لا تكون واضحة في معظم الحالات إلى عند (الهجيج) والناقة الحرداء هي التي تضرب الأرض بيدها عند السير، ولنجابتها وأصالتها فإن اصحابها ينتخون بها ويتفاخرون بها.
وتعتبر الناقة الحرداء نخوة عشائر الحديد العمومية وعموم عشائر اللديات التي ينتخون بها، وهي نخوة لهم جميعاً، ويقال : ابن حديد خيال الحردا، ابن حديد راعي الحردا، الحديد أهل الحردا).
والناقة الحردا التي ملكيتها للجد المؤسس لعشيرة الحديد الفارس الشيخ فياد بن رسلان، ومن صفاتها أنها تثور وتموج قبل حدوث أمر جلل، وهذا ما أكسبها الإحترام والإهتمام الكبير، ومن نسلها تم اهداء ابن عدوان وابن رشيد وبقي من نسلها ناقة عند غدير ابوذريوه، وماتت بوفاته.
في أيام الشيخ الشتيوي بن علي الحديد كان يقال: ( الشيخ شتيوي والرب الله، الحردا للحديد ربكو يلقاكو)، وعند وفاة الشيخ منور بن حديد قال احد الشعراء هذة الابيات :
يا بيض يصلحلكن تحدي .... حدن على حاكم فاتي
ابوشقر شمعة الشقي .. راع الحردا ترده مخاليق وسلافي
وانا اشهد ان الحظ متردي .... والحق بالمحكمه هافي
ونورد امثلة على ذلك في بيان نخوة عشائر الحديد من قصائد (ديوان شعر عشائر البلقاء) والكتاب من جمع واعداد الشاعر عبدالله الشاهين – مطبعة الآدب والعلوم، دمشق، 2006م، وقد جمع شعر عشائر البلقاء ماقالوه وما قيل فيهم، وننقل لكم ابيات تبين نخوة ابن حديد راعي الحردا في مناسبات عديدة واحداث كثيرة وازمان مختلفة، ونبين لكم ما ورد في شرح المفردات بخصوص (الحردا) :
هل الحردا : الحديد
الحردا : نخوة عشائر الحديد
حردا : نخوة عشائر الحديد، يقال لهم اهل الحردا
راع الحردا : الحردا نخوة عشائر الحديد العموميه
الحردا : نخوة عشيرة الحديد وجميع اللديات برغم ان هناك بعض النخوات لقسم من عشائر اللديات
اللديات : بتفخيم حرف اللام هم عشائر جنوب عمّان اي الحديد واقاربهم
وقبل ذلك انقل لكم بعض الابيات من قصيدة الشاعر مفلح عبدالجواد التي يصف بها أحداث سحاب عام 1921م عندما قامت قوات الجنرال البريطاني برونتون بضرب سحاب بالطيران لتكون أول مدينة أردنية يستخدم ضدها الطيران، وقد شارك بالمعركة كل من الشيخ منور بن حديد والشيخ شاهر بن حديد والشيخ حديثة الخريشا من عشائر بني صخر الى جانب اهل سحاب، ويذكر الشاعر نخوة ابن حديد، ويقول:
يا خلفة الرسلان جانا ينتخي .. شاهر كسبع طالع من غابا
اللي رحل منكم قولوله ينزل .. العن ابو الدوله على اللي جابا
منور لفانا فوق شقرا عندلي .. ذيب ولد ذيب واساسه ذيابا
كن ذعذع الحردا وجانا ينتخي .. هجم على المترليوز ما يهابا
يورد الشاعر محمود العجالين في قصيدتة والمناسبة كانت نشوب نزاع مع احدى العشائر المجاورة لهم، حيث يقول فيها وننقل لكم بعض الابيات، ويذكر فيها الشيخ منور بن حديد والشيخ النوري بن حديد والشيخ شاهر بن حديد:
يجيكم سبع الجزيره.. منور حامي الجيره.. حردا يوم الدبيله.. على القبيل الهم صولات
يجيكم سبع الجراير.. النوري نحار الغاير.. حماة البيض الحراير.. بالسيوف المرهفات
بالزود ان جاكو ابونهار.. ذاك الصنديد المغوار.. قلب الفارس منه طار.. والجموع مدرهمات
ويذكر الشاعر محمد الحنيطي في قصيدتة بعنوان (راعي الحردا) موجهه الى الشيخ شاهر بن حديد شيخ عشائر اللديات حيث يقول في احد ابياتها:
ابونهار وسيرته ترفع الراس .. وعدوكم داين بقهر ومذله
يا راعي الحردا وكاسبا كل نوماس .. اللي تجاهل فعلكم ما يدله
قصيدة الشاعر شحاده البصال من عشيرة الزففا سكان خريبة السوق، وقد كان مسجون في الضفة الغربية في سجن عتليت وارسل قصيدة للشيخ شاهر بن حديد بعنوان (تجي على شيخا مشاريق عمّان) الذي ذهب بدوره الى الامير عبدالله بن الحسين ليفك اسره وكان ذلك، ويذكر في احد ابياتها:
تجي على شيخا مشاريق عمّان .. ابن حديد ياذرا كل عاني
يا راعي الحردا سلايل كحيلا .. يامرهف الحدين سيفا يماني
ويقول في قصيدة ثانية :
(سلم على شيخاً من شيوخ البلادي .. يا راعي الحردا ياذعار المعادي)
سلم على شاهر الشيخ الثقيل .. راع الحردا عز منهو نصاه
ريف ركباً لا لفنه هاشلات .. طير شلوى لابرم زيق العباه
هاشلات : قادمات .
طير شلوى: هو الطائر الحر ويضرب به المثل لتميزه عن باقي الطيور اي كما يقال هديب الشام
ابيات من قصيدة احمد بن غدير من قبيلة بني حسن يرسلها الى الشيخ علي الذياب العدوان مخبرا بما جرى عندما قامت عشيرة مجاورة بغزو البلقاويه من سكان عمّان وهم اللديات والامينات وكانوا يسكنون حوالي سحاب الى الجنوب الشرقي من عمّان وكانت البداية في الاغارة على عشيرة الدبايبة وبعد ذلك التحق بقية المجاورين من الحديد والرقاد والدعجه وجيرانهم:
ما خلت مزنه صوب نجع اللديات .. سهيلة شرقي سحاب وسلبود
لحقوا هل الحردا فوق العبيات .. بايمانهم صنع الهنادي وبارود
وصار الطرد ولحقوا عيال الامينات .. يتلوا ابوجاموس مروي شب العود..
قصيدة الشاعر رشيد بن مفلح المعاويد الحنيطي بعنوان (يا شاهر ياراع الحردا) بعثها الى الشيخ شاهر بن حديد ويقول في مطلعها:
يا ولد دني للذلول .. وديلي علم البياني
اجلس بكوره ياعلي .. مدهاجه درب عماني
تجي عاراع الحردا .. شاهر يانحاز الشيخاني
انحاز : اي من اكبرهم واشهرهم
قصيدة للشاعر جارد الطليحه الشراري من السعودية بعنوان (هيهات أبوعفاش يطلع بديله) وقالها بمناسبة وفاة المرحوم الشيخ محمد المنور الحديد، ويقول في بعض ابياتها:
محمد المنور توفاه مولاه .. ابن حديد اللي فعاله جليله
نجما غدى من النجوم الشهيراه .. هيهات ابوعفاش يطلع بديله
شيخ الشيوخ اللي على الطيب ممشاه .. اليا قال هيا كلها تنتمي له
اليا تناول منصب السيف يمناه .. يحل عسيراة الامور الثقيله
(ذباح عدلات الكباش السميناه .. يا نعم بالحردا ومن ينتمي له)
قصيدة الشاعر جارد الطليحه الشراري بعنوان (حردا اليا قاموا) يرسلها الى الشيخ فلاح النوري الحديد ويقول في بعض ابياتها:
حردا اليا قاموا بحيلاً وحيله .. ان هبت الهيجا وثوع غباره
صلفين لاركبو المهار الأصيله .. تكاتفوا عالضد حوف النماره
زبن المحامل في نهار الدبيله .. لطامة العيال في كل غاره
اهل المواقف والمواقف قليله .. بعزم وجزم وقوباس وحساره
(انتم شيوخ وللقبايل دليله .. والناس تاخذ من سنعكم عباره)
صلفين : شجعان
المحامل : الحمول الكبيره وزمل الجمال التي تشيل الاحمال
لطامة العيال اي منتصرين على اعدائهم دائما
المجني : المجني عليه بان يلجأ اليهم او الجاني لحل مشكلته
قصيدة الشاعر حمد الجفال الزيرة الحديد بعنوان (مرحوم ياللي لثقل الحمل شيال) والمناسبة وفاة الشاعر الشيخ حمدان هزاع الحديد ويقول في بعض ابياتها:
مرحوم ياللي لثقل الحمل شيال .. هالوا على قبره عوين الرمالي
حمدان ياكاسب ثنا الناس بفعال .. كساب للشومات بين الرجالي
(ربعي هل الحردا ما بهم قول ينقال .. ياعز ملفاهم بطيب الفعالي
شالوا جملهم والجمل دوم شيال .. يشيل عن ربعه ثقيل الحمالي)
قصيدة للشاعر (الشبيكى) من عشائر الدعجة بمعركة (كون ياجوز) ويذكر في احد ابياتها:
سلم على راعي الحردا .. وصلي علوماً عجايب
ونورد قصيدة الشيخ ربيع بن حديد عندما حدثة غباشة على أرض للحديد مع احدى العشائر المجاورة ايام الدولة العثمانية وكانت المحكمة انذاك تقع في منطقة السلط، وانتق لكم بعض الابيات حيث قال:
تسعين ليله وانا بيبان سلطهم
عيوني سهارى والرجال رقود
يسموني ابوالمصيع وانا خيارهم
وانا راع الحردا للرجال سدود
ويقصد الشيخ مناور بن حديد عن حادثة حصلت بين الشيخ بدر منور الحديد ومعه الشيخ عبدالقادر اللوزي عند (غدير الخلاوي، شرق ام رواق) وبين مجموعة من عشيرة مجاورة حين حدثة غباشه بينهم، ويقول:
والنبي الصايح يصيح*من طين التشاوي
وش علومك يا صايح*يا شين وش مساوي
علومي راعي البيت*كن غار على الأشاوي
لكد عليهم أخوبدره*والنبي لكده حرداوي
لكد عليهم والنبي*وخلى صياحهم سماوي
البل مملوكه لراعيها .. ويرعاها من نسلها من يرعاها؟!