· ليالينا الشتوية بين الامس واليوم
×××××
لاشك أن كل واحد منا له حنين خاص الى الماضي ... زمن التحملق حول الجدة/كبار السن خصوصا في ليالي الشتاء الطويلة... ننتظر حكايتها الشيقة وقصصها في الحياة ،تحكي وتكرر الحكاية أكثر من مرة للأطفال الصغار دون ملل ... كانت مكانتها مهمة جدا في الأسرة ) نواة الأسرة ( لها سلطة رمزيية و فعلية قوية جدا... كانت محبوبة و محترمة ولها مكانة اعتبارية متميزة .... و كان دورها حاسم في نقل الحكاية / التراث الشفوي من جيل الى جيل ...وكان التواصل بين أفراد الأسرة الكبيرة يتم عبر جميع قنوات التواصل النفسية و العاطفية و الروحية و الابوية ...أفقيا و عموديا...ديمقراطيا وديكتاتوريا .
زمننا وليالينا اليوم : الكل يتجمد أمام الاجهزة الالكترونية من حواسيب و هواتف ذكية و شاشات التلفاز ...والأسرة تجمعها جدران البيت الواحد و تفرقها / تبعدها العوالم ، الكل يبحر في عالمه الخاص و الغامض ،الأطفال مدمنون على الأفلام الكرتونية و الرسوم المتحركة والشباب أدمنوا الافلام و مقابلات كرة القدم والبنات سيطرت على عقولهم المسلسلات وبرامج الموضا وتقليد حياة ( النجوم )الوهمية ...
هيمنت على حياتنا الأجهزة الاليكترونية سرقت أوقاتنا ،سرقت أحلامنا ،سرقت واقعنا... و أصبحنا نعيش في عالم افتراضي بعيد عن الواقع بعد السماء عن الأرض ... عالم يغيب فيه الصدق وتغيب فيه الأحاسيس ،كما يغيب فيه التواصل الاجتماعي الحقيقي وساد الجفاف ...