بوتفليقة ينعى "الدا حسين" ويأمر بحداد وطني لـ8 أيام
قال إن سي أحمد قامة تاريخية بأبعاد إنسانية وسياسية
بوتفليقة ينعى "الدا حسين" ويأمر بحداد وطني لـ8 أيام
أسماء بهلولي/ للشروق
وجه رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، برقية تعزية إلى كافة أفراد أسرة الفقيد، حسين آيت أحمد، معتبرا إياه "قامة تاريخية بأبعاد إنسانية وسياسية، أخذت لها مكانا واسعا في تاريخ النضال الوطني وحركات التحرر العالمية، فقدتها الجزائر والأسرة الثورية على وجه الخصوص، معلنا في نفس الوقت عن حداد وطني لمدة ثمانية أيام ابتداء من اليوم الجمعة إثر فقدان المجاهد "الدا الحسين".
وجاء في رسالة الرئيس "لقد شاءت إرادة الله أن يرحل عنا المناضل التاريخي العظيم والزعيم الثوري، المغفور له وفقيد الجزائر الفذ الحسين آيت أحمد، عطر المولى ترابه وأكرم مثواه بعد نضال طويل ومرير في مقارعة الاستعمار داخل الوطن وخارجه".
وتابع الرئيس، قائلا "الجزائر إذ تنعيه اليوم إنما تنعي فيه قامة تاريخية بأبعاد إنسانية وسياسية، خاصة أن الراحل التحق بالحركة النضالية في ريعان شبابه، وكانت بدايته بحزب الشعب ثم حركة انتصار الحريات الديمقراطية"، وتوالت بعد ذلك إنجازاته، لاسيما وأن ملامح الذكاء -حسب الرسالة ـ جذبت إليه المناضلين من داخل وخارج الوطن، ولفتت إليه، من جهة أخرى، انتباه المستعمرين فلاحقوه حتى اعتقلوه وعانى ما عانى من ويلات السجون وكل أشكال الاضطهاد'"، ويضيف - رئيس الجمهورية - أن هذا الأمر لم يقلل من عزيمته ولم ينل من إرادته بل ظل ثابتا على المبدأ الحق والرأي السليم، وجابه كيد المستعمر بإيمان الوطني المخلص وجرأة البطل"، حيث عدد الرئيس بوتفليقة في الرسالة التي بعثها أمس، إلى عائلة الفقيد والشعب الجزائري خصال الفقيد آيت أحمد، كما اعتبره رجلا من الرجالات الذين خدموا الجزائر بإخلاص واستمسكوا "بالعروة الوثقى" في كفاحهم من أجل تحريرها، وكانوا منارة لجيلهم وللأجيال القادمة وقدوة حسنة يقتدى بها في الرأي والمبدأ والسلوك .
واسترسل الرئيس تاريخ البطل "الدا الحسين"، والذي قال إنه كان حاضرا وبقوة في كل مشهد له علاقة بتطور الأحداث في الجزائر، إن كان في المنظمة الخاصة التي ترأسها في أحلك الأوقات أو أيام تعرض طائرة المناضلين لقرصنة المستعمر الفرنسي، والتي تسببت في اعتقاله في السجون الفرنسية لسنوات، كما - يضيف- الرئيس أن الراحل أصبح عضوا بارزا في المعارضة، وغير ذلك من المشاهد الدولية التي كان له في محافلها وعلى منابرها صولات وجولات.
من جهة أخرى، أعلن الرئيس بوتفليقة عن حداد وطني لمدة ثمانية أيام، اعتبارا من اليوم الجمعة، إثر فقدان المجاهد حسين آيت أحمد أبرز قيادات ثورة الفاتح نوفمبر 1954، حسب بيان لرئاسة الجمهورية.
هذا، وقد تضاربت الأنباء حول مكان دفن الزعيم حسين أيت أحمد، خاصة أن بيان رئاسة الجمهورية لم يشر إلى ذلك، غير أن أنباء من داخل الحزب كشفت عن وصية تركها الراحل لأبنائه طالبهم بدفنه بمسقط رأسه بعين الحمام في ولاية تيزي وزو، كما أن جبهة القوى الاشتراكية كانت قد أعلنت رسميا في وقت سابق أن "الدا الحسين" سيدفن في أرض الوطن وليس في مكان آخر، وهو ما أكدته تصريحات السكرتير الأول لجبهة القوى الاشتراكية، محمد نبو، للصحافة، حيث أكد أن إجراءات حجز الطائرة والنقل هي من ستحدد توقيت وصول جثمان الراحل حسين آيت أحمد.