الدكتور أحمد طالب الإبراهيمي الوزير الأسبق / يتحدث عن بومدين..
الدكتور أحمد طالب الإبراهيمي الوزير الأسبق
يرى أن مساعديه هم سبب فشل الثورة الزراعية، أحمد طالب الإبراهيمي لـ"الشروق" / الجزء الأول
"نحن نعيش عهدًا صار فيه الحديث عن بومدين من المحرمات"
بوخروبة لم يسمح لأهله أن ينتفعوا من وجوده على رأس الحكم
حاورته: وردة بوجملين
يتحدث الوزير الأسبق الدكتور أحمد طالب الإبراهيمي في هذا الحوار لـ"الشروق"، عن جوانب خفية من حياة الرئيس الراحل هواري بومدين، ويؤكد وزير الخارجية الأسبق الذي كان من خاصّة المقربين إليه، أن "الموسطاش" كان يرفض رفضا قاطعا أن يقترب أهله وكل أفراد أسرته الكبيرة من دواليب السلطة أو الاستفادة من وجوده على رأس الحكم في البلاد، لهذا نعت نجل العلامة البشير الابراهيمي الرئيس بومدين بـ"الزعيم الفذ والفريد من نوعه"، كما تأسف المتحدث، الذي رافق الرجل طيلة عهدته الرئاسية، لسياسة التهميش ومحاولات الطمس التي طالت الزعيم، والرئيس الرمز بعد رحيله، حيث عبر عن ذلك قائلا: "نحن نعيش في زمن يكاد يكون فيه الحديث عن هواري بومدين من المحرمات"، مشيرا إلى أنه ينبغي على الجزائريين والعرب أن لا ينسوا مساعي ومجهودات هذا القائد خدمة للقضايا الوطنية والعربية والإفريقية.
.
معالي الوزير، كيف تشكلت شخصية الرئيس هواري بومدين كقائد؟
بداية يطيب لي أن نتحدث عن الرئيس الراحل هواري بومدين لسببين، أولا لأننا على أبواب الذكرى الخامسة والثلاثين لرحيله، وثانيا، لأننا نعيش زمنا أصبح الحديث فيه عن بومدين من المحرمات أو من شبه المحرمات، وفي البداية أحب أن أشير إلى أن شخصية الرئيس هواري بومدين تكوّنت عبر عدة مراحل، فقد نشأ في بيئة ريفية أصيلة جعلته يبقى وفيا لطبقة الفلاحين، وأعتقد أن وفاءه لهذه الطبقة من المحرومين والتي شكلت العمود الفقري للثورة الجزائرية المسلحة، نتج عنه كذلك وفاءه لمبدأ العدالة الاجتماعية، أما إذا تكلمنا عن التكوين الثقافي للرئيس الراحل هواري بومدين، فنقول إنه ترعرع في بيئة فلاحية، درس المرحلة الابتدائية ب?المة، ثم انتقل إلى قسنطينة، حيث درس المرحلة الثانوية في المدرسة الكتانية، وعندما بلغ العشرين من العمر ذهب إلى مصر في بداية الخمسينات ليكمل تكوينه العربي الإسلامي، فعاش في مصر التي كانت في ذلك الوقت مقرّا لكل الثوريين العرب والمسلمين، وعاش نهاية ملكية فاسدة ووصول جمال عبد الناصر إلى الحكم، إضافة إلى ثقافته الأزهرية، ثم تعرف على أفكار "فرانس فانون" الذي تشبع من خلاله ببعد العالم الثالث، كما أنه عاش انتصارات الثورة الصينية، وأعتقد أن هذه العوامل كلها هي التي كونت شخصية هواري بومدين في بداية الخمسينات، وأعتقد أنه من بين زعماء الجزائر، كان نموذجا فريدا، لأنه من تكوين عربي إسلامي، ويذكرني بزعيم عربي آخر وهو الطاهر حداد في تونس المعروف بدفاعه عن حقوق المرأة، ويظن الجميع أن تكوينه أوربي، لكنه زيتوني، كما ساهم في إنشاء الحركة النقابية في تونس، وناضل في حزب الدستور القديم، هكذا تكوّنت شخصية بومدين ومن البديهي أن هذه الشخصية هي التي دفعته إلى الالتحاق بثورة نوفمبر المجيدة.
من المعروف أنكم تقلدتم العديد من المناصب الوزارية في عهد الرئيس الراحل هواري بومدين، متى وكيف وأين تم أول لقاء بينكما؟
أسعدني الحظ في التعرف على العديد من الشخصيات الجزائرية في الحركة الوطنية وإبان الثورة، ولكنني لم أتعرف على بومدين إلا عند وفاة والدي المرحوم الشيخ البشير الابراهيمي، فكان أول لقاء جمعني به عندما جاء إلى بيتنا لتقديم واجب العزاء.
وهل كنت عندها طبيبا في المستشفى؟
نعم، كنت عندها طبيبا في مستشفى مصطفى باشا الجامعي.
هل حدث وأن لمح برغبته في إسناد منصب لك أو أيّ شيء من هذا القبيل؟
أبدا.. لم يصارحني بشيء في تلك المناسبة.
كيف حدث والتحقتم إذن بتشكيلته الوزارية في الحكومة؟
بعد شهر تماما من وفاة الوالد وبالضبط في 19 جوان من سنة 1965 إثر التغيير الذي وقع في الجزائر حينها، اتصل بي ليطلب مني زيارته، حيث تم إدراجي في أول حكومة للرئيس الراحل هواري بومدين، ولكن أعتقد أن حوارنا ليس عن هذا الجانب، ولهذا أفضل الحديث عن إنجازاته.
سعى الرجل منذ أن صار رئيسا للجزائر من أجل بناء البلاد وإخراجها من دائرة التخلف التي أغرقها فيه المستعمر الفرنسي، هل تعتقد أنه نجح في ذلك؟
إذا أردنا أن نتحدث عن إنجازات الراحل هواري بومدين، فأول ما أحب أن أقوله هي شهادة في حق الرجل، إذ أنه لو أجرينا سبر آراء نزيه ونحن نشارف على نهاية سنة 2013، فسنكتشف أن هواري بومدين يملك أكبر شعبية من بين كل الرؤساء الذين تعاقبوا على حكم الجزائر منذ الاستقلال، لماذا...؟، لأن الشعب الجزائري لم ينس محاسن الرجل، وإذا أردنا التعمق في الحديث عن إنجازاته فأعتقد أن أولها، وفاءه للعدالة الاجتماعية، ونتيجة لهذا الوفاء، فإن الجزائر وخلال 13 سنة من حكمه، كانت تتمتع بوجود طبقة متوسطة تمثل ثلاثة أرباع الشعب الجزائري، لا أقول يعيشون في بذخ، ولكن بكرامة، وكنا نحن مساعدوه ومرافقوه نفتخر أمام إخواننا المشارقة بكوننا البلد العربي الوحيد الذي يكتسب طبقة متوسطة قوية.
ما هو مفهوم العدالة الاجتماعية عند الرئيس هواري بومدين؟
كان لا يحصر العدالة الاجتماعية في التوزيع العادل لخيرات البلاد، وإنما كان ينظر إليها على أساس أنها توزيع للمحصول الوطني جغرافيا، ومن هنا جاءت سياسته المعروفة بسياسة التوازن الجهوي التي أعطت للمناطق المحرومة في عهد الاستعمار الفرنسي الوجه الذي نراه اليوم، ونرى ذلك من خلال زيارتنا لمختلف المدن الجزائرية، على غرار سطيف، الجلفة، ور?لة وغيرها، وعندما نرى التطور الذي تعيشه هذه الولايات ندرك أن ذلك كان نتيجة سياسة التوازن الجهوي التي انتهجها الرئيس الراحل هواري بومدين في عهده.
رغم كل هذه الإيجابيات، إلا أن ذلك لم يعفه من الانتقادات اللاذعة التي وجهت له، بسبب الطرق التي اعتمدها في تسيير البلاد على غرار النهج الاشتراكي، ما رأيكم؟
أعتقد أن جانب العدالة الاجتماعية هو جانب مشرق في حكم الرئيس بومدين، وسيتأكد لكم ذلك من خلال إجراء مقارنة بسيطة بين عهده وبقية العهدات، فعندما نرى جزائر اليوم، نلاحظ أننا أصبحنا بلدا عربيا يشبه بقية البلدان العربية الأخرى، تعيش بأقلية في بحبوحة وأغلبية مسحوقة، أما الجانب الثاني في حياة بومدين فهو نظرته إلى المال، فتربيته الدينية جعلته ينظر إلى المال كمتاع للإغراء، والدليل على أنه كان لا يهتم بالمال، هو أنه عاش حياة تقشف، ولي أمثلة كثيرة عن ذلك، فقد مات ولم يترك لا ممتلكات ولا أموالا، والأبعد من ذلك أنه لم يسمح لأهله بالاستفادة من حكمه، بل إنه لم يسمح لأفراد أسرته بأن يقتربوا من دواليب الحكم، فهذه الخصال لا بد أن نذكرها اليوم، خاصة وأننا اكتشفنا بعد أحداث الربيع العربي، كيف كان يعيش الرؤساء وأسرهم في تونس وليبيا ومصر واليمن، كما أن نظرته للمال تجعلنا نعتقد انه على الشعب الجزائري والشعوب العربية اليوم أن ينظروا إلى الرئيس الراحل نظرة احترام وتقدير، أما النقطة الثالثة في محاسن الرئيس بومدين فهي وفاءه لثوابت الأمة، فمن كان وراء تنظيم ملتقيات الفكر الاسلامي في الجزائر، حيث يأتي العلماء من مختلف الأقطار العربية ويجدون في الجزائر حفاوة الاستقبال، توفّر لهم المنابر للحديث عن آرائهم؟ إنه الرئيس بومدين هو الذي فعلها، ومن كان وراء كل الخطوات التي قامت بها الجزائر في ميدان التعريب، في التربية والجيش والإعلام وفي الإدارة؟ هو بومدين نفسه، بل كان وراء قرار العطلة الأسبوعية بأن تكون يوم الجمعة بدل يوم الأحد، ومن كان وراء وضع حجر الأساس للجامعة الاسلامية في قسنطينة، وهو من كان وراء تقرير يوم العلم 16 أفريل، وهو تاريخ وفاة العلامة الشيخ عبد الحميد بن باديس رحمه الله، ومن هو الذي لم يتكلم كلمة واحدة بالفرنسية في استقبالاته للرؤساء والسفراء؟ كل ذلك كان من صنع الرئيس بومدين رحمه الله، هذا الوفاء لمقومات الشخصية الوطنية ولثوابت الأمة لابد أن نذكره ونتذكره اليوم.
لو نتحدث عن مواقف بومدين على الصعيد العربي، وبالضبط دفاعه المستميت عن القضية الفلسطينية، كنتم من أشدّ المقربين إليه، كيف كان يتعامل مع هذا الملف؟
كان وفيا للقضية الفلسطينية، أشهد، وما شهدنا إلا بما شاهدنا، أنني لم أر مسؤولا جزائريا أحبّ القضية الفلسطينة وخدمها مثلما نصرها بومدين، والدليل على ذلك أنه خدمها بالمال والسلاح والتكوين والإعلام والدبلوماسية، وأذكر أن بومدين جنّد الشعب الجزائري سنة 1967 وأرسل قوات إلى مصر، وقطع العلاقات مع أمريكا، رغم أن حالة البلاد لم تكن تتناسب مع هذه المواقف، في سنة 1967 وعند ظهور مشروع "روجرز" الذي كان ينص على وقف إطلاق النار وإعادة فتح قناة السويس، وافقت مصر والأردن وإسرائيل، ولكن الجزائر رفقة كل من سوريا والعراق عارضوا المشروع، هذه هي سياسة بومدين، الثبات في نصرة القضايا العربية، سنة 1973 احتضنت الجزائر مؤتمر حركة عدم الانحياز، فوظف بومدين هذا اللقاء الذي حضره 100 رئيس دولة لخدمة القضية الفلسطينية، وعند وقوع حرب أكتوبر في نفس العام، ذهب إلى روسيا وقابل "بريجنيف" وطلب السلاح لمصر وسوريا، ولأن هذا الأخير رفض منحه ما طلبه من دون دفع المال بسبب طرد الخبراء السوفياتيين من مصر، فقد دفع بومدين المال وحفظ شرف الأمة العربية، فيجب على الجزائريين والشعوب العربية أن تتذكر مواقف هذا الرجل، وبعد حرب ثلاثة وسبعين، لم تبق أمريكا مكتوفة الأيدي أمام تحديات هذا الزعيم البطل الذي أقنع الملك فيصل في ذلك الوقت باستعمال البترول كسلاح، إذ قام "كيسنجر" على إثرها بتأليب الدول المصنعة ضد الدول المنتجة للنفط، وكان ما يخشاه بومدين هو أن تنجح أمريكا في تفكيك صفوف العرب، فجمع قمة رباعية في فبراير 1974 حضرها الرئيس حافظ الأسد وأنور السادات والملك فيصل، لكن أول ضربة جاءت لهذا الموقف الذي يعتبر ممانعة ومقاومة، جاءت من مصر عندما حررت بيانا رفقة الأردن، تقول فيه إن منظمة التحرير الفلسطينية لا تمثل إلا الفلسطينيين خارج الأردن، ثم زيارة السادات إلى إسرائيل، وبالتالي أقول وألحّ أن كل هذه المواقف جديرة بالتذكر ونحن نعيش الذكرى الـ35 لرحيل الرجل، ولعل آخر موقف بطولي لبومدين وإنجازاته هو موقفه مع فرنسا، فبيننا وبين فرنسا تاريخ طويل من الاحتلال، حاولت طيلة 130 سنة إبادة الشعب الجزائري، وانتهت تلك السنوات المظلمة باتفاقيات "إيفيان" التي حاولت فرنسا استغلالها لصالحها، وعندما جاء هواري بومدين إلى الحكم أراد تغيير العديد من الأمور في هذا الجانب، وقام بعدة إجراءات، أذكر منها تأميم المناجم، والبنوك، وشركات التأمين والأراضي المغتصبة وتفكيك مواقع التجارب النووية الفرنسية في صحراء الجزائر "عين إيكر وبشار ور?ان"، واسترجاع المرسى الكبير الذي بقي قاعدة فرنسية بعد استقلال الجزائر، وكان تأميم المحروقات سنة 1971 بمثابة الضربة القاضية لمصالح فرنسا في بلادنا، فكان رد الفعل الفرنسي عنيفا، حيث قررت وقف استيراد النفط الجزائري من المحروقات، كما قاطعوا الخمور الجزائرية في ذلك الوقت، وكانت تجلب ما قيمته 200 مليار سنويا إلى خزينة الدولة، كما حرضوا الدول الغربية على مقاطعة البترول الجزائري وأطلقوا عليه في ذلك الزمن إشاعة "البترول الأحمر"، ولم يكتفوا بهذا فحسب، بل حرضوا المؤسسات المصرفية العالمية لخنقنا، فصمد بومدين وقاوم وانتصر، وليس هذا فحسب، بل تحالفوا رفقة الأقدام السوداء والصهاينة في فرنسا لمضايقة الجالية الجزائرية هناك، وربما رأينا قمة العداء الفرنسي للجزائر عندما زار "جيسكار ديستان" بلادنا، وسأله أحد الصحفيين عن رأيه في بومدين، فرد عليه قائلا: "التيار لا يمر بيننا وبينه، لأنه تكوّن في الأزهر"، فلا ننسى أن فرنسا لا تحب إلا الذين درسوا في معاهدها ومدارسها.
نعود إلى فترة تولّيكم منصب وزير للثقافة والاتصال في عهد بومدين، ما هو مفهومه لحرية التعبير والديمقراطية المسؤولة كما يسميها هو؟
"لا تبخسوا الناس أشياءهم"، قلت لك إن كل الخطوات التي خطوناها في التربية والتعريب والإعلام لم تكن لتتحقق لو لم يكن الرئيس بومدين على رأس الدولة، عندما نأتي للحديث عن الحرية، أعتقد أن تركيز بومدين على العدالة جعله يؤخّر الحريات الفردية، رغم أنه لم يهملها بحق، بينما كان يقول إن هذه مجرد مرحلة، وكان يطمح في تلك الفترة إلى أن تسطع شمس الاستقلال على الجزائريين، لأنه لا معنى لذهاب الكولون "جاك" ومجيء الكولون "قدور"، وهنا تبرز أهمية سياسة العدالة الاجتماعية، فأعتقد أن بومدين ركّز على هذه الأولوية، وكان من الضروري أن يهمل جانبا آخر بصفة مؤقتة، وهو الحريات الفردية، وربما الشاذلي بن جديد فيما بعد حاول التركيز على هذا الجانب.
لكن هذا عرضه للانتقاد فوصف ونعت بالديكتاتور، ما رأيك؟
"ماذابينا يكون ديكتاتور" على رأس الشعب الجزائري، ويستفيد هذا الأخير من مكاسب الاستقلال، على أن تكون ديمقراطية مزيفة يسود فيها الفساد والاستبداد وتستمتع في كنفها أقلية بخيرات البلاد وتعيش الأكثرية محرومة.
هل تقصدون بذلك راهن البلاد اليوم؟
سيأتي اليوم الذي أتحدث فيه عن هذا الراهن.
لكن هذا لا يمنعنا من القول إن سياسته أخفقت في العديد من الجوانب، وهو الأمر الذي عرّضه للانتقاد، أليس كذلك؟
قضية الثورة الزراعية هي المأخذ الكبير في السياسة التي اعتمدها الرئيس هواري بومدين، وأعتقد أنه لو أطال الله في عمره لتراجع عنها، وأظنّ أن فشلها راجع إلى كون أكثرية مساعديه، والذين كلفهم بالمشروع لم يؤمنوا يوما بها، ومن الصعب أن تطبق مشروعا، بينما مساعدوك لا يؤمنون به، بومدين كان يتابع ما يحدث في الصين، وعندما جاء "تانكسيا أوبي" أعاد الملكية الخاصة، لهذا قلت لو عاش بومدين لتراجع عنها، لأن نجاح الفلاحة لا يمكن أن يكون إلا بالملكية الخاصة للأراضي الفلاحية، ومن خلال تجربتي معه تيقنت أنه يملك نظرة استراتيجية، أذكر مرة ونحن في الطائرة متجهين إلى المؤتمر الإسلامي في "لاهور" طرحت عليه مجموعة من الأسئلة من بينها ما تعلق بالشرعية الثورية، وبضرورة وأهمية أن تخلفها الشرعية الشعبية بعد مرور 10 سنوات، وكنت ألمّح إلى ضرورة إجراء انتخابات، وجدت أنه يملك نظرة عن ذلك، وهذا دليل أنه إذا أخطأ "تكتيكيا" فإنه لا يخطئ استراتيجيا، وبالفعل ففي سنة 1974، حدثني عن الميثاق الوطني وانتخاب البرلمان وانتخاب رئيس الجمهورية، وجرى كل ما تحدث عنه بين سنتي 76 و77، أولها ما تعلق بالميثاق الوطني، وانتخب برلمان وكذلك رئيس الجمهورية، أما المأخذ الثاني الذي لامه عليه رفقاؤه في مجلس الثورة، فهو صرامته مع كل الأشخاص وفي كل الأشياء، رغم أن هذه الصرامة لم تشمل فقط بعض المحيطين به.