وجهة نظر ............أين المنطق ؟؟؟
وجهة نظر
××××× أين المنطق؟؟؟؟
العياشي كيمية
من المنطقي أن يدافع عن الديموقراطية ديموقراطيون ، وأن يناضل من أجل العدل شرفاء مصلحون ، لكن في بلدي يختل هدا المنطق .
فكم من مناد بالديموقراطية لا يعرف منها إلا الإسم ، وهو في سلوكه دكتاتور مستبد ، لكن مادام الوصول إلى الكرسي يتطلب ركوب موجه مطالب الجماهير الشعبية في الديموقراطية ، فهو لا يجد حرجا في ارتداء جلباب الديموقراطيين والترويج لشعاراتهم .
هدا الصنف من السياسيين في بلادي كثير ، وهم لايتورعون في تغيير مواقفهم بين عشية وضحاها ، ولهم قدرة كبيرة على تبرير تصرفاتهم وإقناع المواطنين بسلامة مواقفهم ، رغم أن التاريخ يثبت زيف ادعائهم .
هؤلاء السياسيون عقبة أمام التغيير الدي تنشده الجماهير الشعبية ، وأعتقد أنه لا مناص من مواجهتهم وكشف نفاقهم أمام الجماهير ،لأنهم جراثيم تلوث البيئة السياسية ، وتخلق الشك والريبة عند المواطن ، مما يؤدي إلى نوع من السخط على كل ما له ارتباط بالسياسة ، الشيء الدي يكرس هيمنة مصاصي دماء الشعب من أدناب المخزن وحراس الفساد وانتشار ثقافة الريع ،وفقدان الثقة في دعوات التنغيير والحرية والكرامة.
ولعلك أخي المواطن ترى واقع أحزابنا ونقاباتنا كيف أصبح يدعو للشفقة والحسرة . فعندما يصبح هدفها الكراسي والبحث عن مواقع متقدمة في السلطة لزعمائها وهيئاتها ، والتخلي ، في المقابل، عن أهدافها التي وجدت من أجلها ، ودلك في الدفاع عن حق المواطن في الحرية والكرامة والعدل ، فاعلم أن المنتفعين والمدسوسين قد أحكموا قبضتهم على تلك الهيئات ، وحان الوقت كي يثور المناضلون الشرفاء من أجل إعادة المياه إلى مجاريها ، وإعادة الإطارات السياسية والنقابية إلى السكة .
قلت هدا الكلام ، على ضوء الإضراب الدي دعت إليه بعض النقابات ، وعلى ضوء المسيرة العمالة التي نظمت بمدينة الدار البيضاء أخيرا. وما شاهدناه من ضعف في المشاركة ، وارتباك في التنتظيم ، مما يجعلنا نتساءل عن الأسباب التي كانت وراء هدا الوضع البئيس الدي أصبح يعيشه العمل النقابي والسياسي ببلادنا.
في اعتقادي ، ورجوعا إلى واقع تلك النقابات ، فإن السبب راجع إلى هيمنة فئة من الإنتهازيين والمنتفعين على قراراتها ، ولم يعد هاجس النقابات هو مطالب الشغيلة وهمومها ، بقدر ما أصبح همهم هو البحث عن الإمتيزات وما أكثرها.
وقد حان الوقت للشغيلة المغربية أن تتنتفض في وجه تلك الكراكيز الممخزنة ، وتجدد قياداتها بمناضلين يستوعبون هموم الشغيلة ويتفاعلون معها . هدا هو الطريق ، وإلا فرحمة الله على الشغيلة المغربة