فضاءات شنهور

شنهور

فضاء القرآن الكريم والسنة النبوية

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدة
الطيب سيد أحمد محمد
مسجــل منــــذ: 2011-02-13
مجموع النقط: 1458.41
إعلانات


توحيد الربوبية

توحيد الربوبية


توحيد الربوبية عُلِمَ مما ذكره الله تعالى وذكره نبيه صلى الله عليه وسلم من فعله عز وجل تجاه خلقه من خلق ورزق وتدبير وقيام بشؤونهم وسيادة عليهم وملكه إياهم وتصريفه الأمور على وفق ما يريد سبحانه بحكمة بالغة يبدي لنا بعضها ويخفي كثيرا رحمة بنا حيث تقصر عقولنا عن أن تدرك حكمة الله عز وجل كاملة.
وهذا النوع من التوحيد يعني في مجمله الإقرار بكل ما سبق ذكره من فعل لله تعالى تجاه خلقه وقصره عليه وحده لا يشاركه في شيء من ذلك أحد لأنه بيده سبحانه مقاليد كل شيء ولا يخرج عن قدرته شيء إذ الرب في اللغة هو:
(المالك والسيد المطاع والمدبر والمربي والمتمم والملك)(1) تقول: (رب المعروف والصنيعة والنعمة يربها ربا وربابا وربابة بكسرهما حكاهما اللحياني ورببها : نماها وأتمها......وربَّ القوم ساسهم أي: كان فوقهم وفرس مربوب: مربى(2)
وقد وردت كل هذه المعاني في كتاب الله تعالى منها " الحمد لله رب العالمين "(3) أي مربيهم ومالكهم وسيدهم (4)
فكل من ملك شيئا فهو ربه . يقال هو رب الدار ورب الضيعة(5) .
وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم – حين قال لرجل " أربُّ إبل أنت أم رب غنم (6)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) التكملة والذيل والصلة ، السيد محمد الزبيدي ، 1/214 . وانظر: تهذيب اللغة ، أبو منصور الأزهري ، تحقيق عبد السلام هارون وآخرون (القاهرة 1964م)15/176- 177(رب) ، والصحاح ، إسماعيل بن حماد الجوهري ، تحقيق : أحمد عبد الغفور العطار (القاهرة د.ت. ) ، 1/ ،130(رب) ،ولسان العرب ، جمال الدين محمد بن منظور : 3/1547 (رب) .
(2) التكملة ، السيد محمد الزبيدي ، 1 /215 . ..
(3) الفاتحة : 2 .
(4) انظر:: البسيط في تفسير القرآن الكريم ، أبو الحسن علي بن أحمد الواحدي ، تحقيق سامي عبد الله أحمد(رسالة دكتوراه بعنوان : منهج الواحدي في تفسير القرآن الكريم من خلال تفسيره المعروف بالبسيط مع تحقيق الجزء الأول منه جامعة عين شمس كلية الآداب قسم اللغة العربية 1404 هـ 1984م) القسم الثاني صفحة 62-64 باختصار
(5) اشتقاق أسماء الله الحسنى ، أبو القاسم عبد الرحن بن إسحاق الزجاجي ، تحقيق د.عبد الحسين المبارك - العراق 1394هـ 1974م ص43 ، ولسان العرب ، ، 3/1549 والمخصص ، علي بن إسماعيل المعروف بابن سيده ، تحقيق الشنقيطي (بولاق- مصر – 1318 هـ) ، 17/154.
(6) جزء من حديث أخرجه الإمام أحمد بن حنبل في مسنده ، (4/136- 137)



والرب بمعنى العلي على غيره فقد وردت في اللغة يقال : رَبَيتُ فلاناً أي كنت فوقه (1) وعلو الله على خلقه ثابت بالكتاب والسنة فمن الكتاب قوله تعالى : {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ} [الأنعام: 18] و {يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} [النحل: 50]
ومن السنة قوله صلى الله عليه وسلم لسعد بن معاذ رضي الله عنه ( لقد حكمت فيهم بحكم الملك من فوق سبع سماوات )(2)
والرب بمعنى أنه يربي الخلق ويغذوهم بما ينعم عليهم فقد ورد استعماله في اللغة(3):
يرُبَّ الذي يأتي من العرف أنه : إذا سئل المعروف زاد وتمما
وهذا المعنى في كتاب الله تعالى { وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ (12) ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ (13) ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ (14) ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ (15) ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ (16) وَلَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرَائِقَ وَمَا كُنَّا عَنِ الْخَلْقِ غَافِلِينَ (17) وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ (18) فَأَنْشَأْنَا لَكُمْ بِهِ جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ لَكُمْ فِيهَا فَوَاكِهُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ (19) وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْنَاءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ (20) وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهَا وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ (21) وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ (22) } [المؤمنون: 12 - 22]

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) لسان العرب ، ابن منظور، (رب) ، 3/1546.
(2) أخرجه البخاري ،كتاب الجهاد والسير ،باب إذا نزل العدوعلى حكم رجل (3043) 2/262 ، وأخرجه مسلم ، كتاب الجهاد والسير باب جواز قتال من نقض العهد رقم (1768) ، 12 / 74،75 .
(3) لسان العرب ،جمال الدين محمد بن منظور ، (ربب) ، 3/1547.


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة