أقولُ ونِضْوِي واقِفٌ عِنْدَ رَمْسِها
الشاعر الأموي كثير عزة
أقولُ ونِضْوِي واقِفٌ عِنْدَ رَمْسِها
أقولُ ونِضْوِي واقِفٌ عِنْدَ رَمْسِها : عَلَيكِ سَلامُ الله والعينُ تسفَحُ
فهذا فراقُ الحقِّ لا أن تزيرني : بِلاَدَكِ فَتْلاءُ الذِّرَاعَيْنِ صَيْدحُ
وَقَدْ كُنْتُ أَبكي مِنْ فِرَاقِكِ حَيَّة ً : وأنتِ لعمري اليومَ أنأى وأنزحُ
فَيَا عَزَّ أَنْتِ البَدْرُ قد حَالَ دُونَهُ : رجيعُ ترابٍ والصّفيحُ المُضرَّحُ
فَهَلاّ فَدَاكِ الموتَ مَنْ أَنْتِ زيْنُهُ : وَمَنْ هُوَ أَسْوَا مِنْكِ دَلاًّ وأقبحُ
على أمِّ بكرٍ رحمة ٌ وتحيّة ٌ : لها منكِ والنّائي يودُّ وينصحُ
سراجُ الدّجى صفر الحشا منتهى المُنى : كشمس الضُّحى نوّامة ٌ حينَ تُصبحُ
إذا ما مشت بين البيوتِ تخزَّلتْ : ومالتْ كما مالَ النَّزيفُ المرنَّحُ
تعلَّقْتُ عزّاً وهْيَ رُؤدٌ شَبَابُها : عَلاَقَة َ حُبٍّ كَادَ بالقلبِ يَرْجحُ
منعَّمة ٌ لو يدرجُ الذرُّ بينها : وبين حواشي بُردِها كادَ يجرحُ
وما نظرت عيني إلى ذي بشاشة ٍ : من النّاسِ إلاّ وهيَ في العينِ أملحُ
ألا لا أرى بَعْدَ ابنَة ِ النَّضْرِ لذَّة :ً لِشَيءٍ ولا مِلْحاً لمَنْ يَتَمَلَّحُ
فإنَّ التي أحببتُ قد حالَ دونها : طوالُ الليالي والضّريحُ المُصفَّحُ
أربَّ بعينيَّ البُكا كلَّ ليلة ٍ : وقد كادَ مجرى الدَّمعِ عيني يُقرِّحُ
إذا لم يكنْ ما تسفحُ العينُ لي دماً : وشرُّ البكاءِ المُستعارُ المُسيَّحُ
فلا زَالَ رَمْسٌ ضَمَّ عزَّة َ سَائِلاً : بهِ نعمة ٌ من رحمة الله تسفحُ
كثير عزة :
40 - 105 هـ / 660 - 723 م
كثير بن عبد الرحمن بن الأسود بن مليح من خزاعة وأمه جمعة بنت الأشيم الخزاعية.
شاعر متيم مشهور، من أهل المدينة، أكثر إقامته بمصر ولد في آخر خلافة يزيد بن عبد الملك، وتوفي والده وهو صغير السن وكان منذ صغره سليط اللسان وكفله عمه بعد موت أبيه وكلفه رعي قطيع له من الإبل حتى يحميه من طيشه وملازمته سفهاء المدينة.
واشتهر بحبه لعزة فعرف بها وعرفت به وهي: عزة بنت حُميل بن حفص من بني حاجب بن غفار كنانية النسب كناها كثير في شعره بأم عمرو ويسميها تارة الضميريّة وابنة الضمري نسبة إلى بني ضمرة.
وسافر إلى مصر حيث دار عزة بعد زواجها وفيها صديقه عبد العزيز بن مروان الذي وجد عنده المكانة ويسر العيش.
وتوفي في الحجاز هو وعكرمة مولى ابن عباس في نفس اليوم فقيل:
مات اليوم أفقه الناس وأشعر الناس.
_________________