قصائد من ديوان شعر عشائر البلقاء - قضية قعفور
انقل لكم بعض القصائد الشعرية من ديوان شعر عشائر البلقاء " ماقالوه وما قيل فيهم " للباحث والشاعر عبدالله السالم الشاهين طبعة دمشق - سوريا 2006، ويتكون الكتاب من 650 صفحة تتحدث عن الشعر الشعبي لعشائر البلقاء الأردنية وما قيل فيهم من شعراء العشائر والقبائل الاخرى ويدون المساجلات الشعرية بين شعرائهم في تبيان بعض الأحداث التي ترتبط بتلك القصائد.
قضية قعفور والقصائد حولها
قعفور اسم منطقة او واجهه عشائرية تقع الى الشرق الجنوبي من عمّان، وهي منطقة واسعة وممتدة ومساحتها تقدر بالاف الدونمات، وكانت هذة في الثلاثينات من القرن الماضي غير مملوكة بسندات تسجيل رسمية باعتبارها ارض دولة، ومحاذية لاراضي الخرشان (الخريشا) بني صخر وايضا فهي امتداد لاراضي عشائر البلقاء في عمّان وهم اللديات والامينات، ومعروف ان اللديات هم عشائر الحديد والحنيطيين والرقاد والزففه والدبايبة والشوابكة وبعض العشائر الاخرى، وهذة العشائر باعتبار شيخها بن حديد، واما الامينات فهم الدعجة،الجواميس.
ادعت عشائر البلقاء ان هذة الارض (قعفور) هي لها وبالمقابل ادعى الخريشا انها لهم، واشتدت الامور بين الطرفين وحاولت الحكومة آنذاك حلها عن طريق المحاكم ولكن العشائر في ذلك الوقت ترى ان المحاكم لا تاتي لهم بالحق وانما القوة هي الحكم في ذلك وهذا منظور خاطئ، ولاكن هذا ما حصل في هذة الاثناء ارسل مشاش الخريشا هذة الكلمات الاستفزازية حيث قال:
يا طارش شل من عندنا ، سلم اليا جيت الامير
يابي مراتع ذودنا ،، بن حديد ومن له شوير
وين رقاد ولابته ،، والشوبكي .....
هذي مراتع ذودنا ،، ماهي لكم مراتع حمير
فاغاظت الناس هذة الكلمات علما انني لم استطع قراءة الكلمة التي جاءت بعد كلمت والشوبكي.. لانها غير واضحه وسالت عنها فلم اجد جوابا لذلك، المهم ان الرد من عند البلقاوية على مشاش الخريشا كتن هذا:
يا طارش مد الضحى ،، ملفاك عابيتا كبير
تلفي الخريشا ابو علي ،، اياه لا يلغا كثير
هرجنا لفا من عندكم ، ما يهرجه الورع الصغير
لن احتزمنا بالفشك ،، انبدل الكر ابعير
بضف اخوشيخه شهر ، يدعى الحباري مخامير
نجما خوى عانجمومكم ، خلا الثريا الها فرير
كانت قضية قعفور في بدايتها ولم تصل الامور الى طريق مسدود كما وصلت اليه فيما بعد، ويقال ان السبب في التأزيم هي قصائد مشاش الخريشا التي ارسلها سابقا ولاحقا، وفي هذة الاثناء جرت حادثه سببت التوتر الشديد بين الطرفين، وهذا ملخصها:
كان المدعوين علي الرقاد و داوود الفارس الشوابكة يسكنان في بيوت الشعر كغيرهما من الاقارب آنذاك وكانا متجاورين في المنطقة الواقعة شرقي الخشافية، وفي ذات يوم وبينما هما جالسين في شق بيت علي الرقاد ويتسامران على القهوة في موضوع قعفور وغيرها، اقبل عليهما خيّالين من جهة الشرق ووصلاللبيت فلاقوهما بالترحيب وهما لا يعرفان من هما حيث كانا يخفيان معالم الوجه بواسطة الحطه (اللثمه) وتسمى لدى البدو ايضا اللصمه ويقال فلان متلصم.
المهم ان علي الرقاد دخل القسم المخصص للنساء (المحرم) لاحضار الفرشات للضيوف و داوود الشوبكي يرحب بهم ولما دخلا شق البيت نظرا حيث كانت بندقيتا علي الرقاد وداوود الشوابكة معلقتان على واسط البيت بجانب بعضهما فمشيا الضيفان اليهما وتناول كل واحد منهم بندقيه والمعازيب مشغولين في الفراش والترحيب وسط اندهاش المعازيب الذين يرحبون بهم ويهلون كما هي العادة وكشف احدهما عن وجهه وهو مصوب البندقيه الى المعازيب ويهم بالخروج من البيت فاذا هو احد شيوخ الخريشا والثاني اسمه عنبر خادمه الذي يذهب معه دائما اينما ذهب، واستفسرا منهم وحاول المعازيب اقناعهم بالرجوع عن هذا الخطأ الذي ارتكبوه ولكن ذلك لم يجدي شيئا.
واكثر من ذلك قال المستولين على السلاح للمعازيب اهل البيت اذا لم تجلسا مكانكم فان نصيب كل واحد منكم طلقه، ويقال ان علي الرقاد الحّ عليهم بان هذة الطريقة تقطع استقبال الضيوف والحذر من كل من يطرق البيت ضيفا بعد اليوم، واننا نناشدك الله ان تستحي علينا امام الناس لئلا يقولوا اخذوا سلاحهم وانتم اخذتموه ونحن نفرش ونرحب بكم، ولكن لا حياة لمن تنادي وركبا جواديهما وغادرا وكل واحد يحمل بندقتين الاصليه والتي سلبها من بيت المعزب بطريقة غريبه لم يسبق لها مثيل من قبل الضيوف.
اغضبت هذة الحادثه كل رجال البلقا ومن جهه ثانية كان المرحوم محمد حمد الحنيطي جنديا في الجيش الأردني في القدس ووصلت اخبار هذه الحادثه الى زملاءه الجنود من بني صخر يتحادثون همسا بينهم، ولاحظ ذلك محمد الحنيطي بانهم يهمسون كثيراً ويخرجون للحديث وبانه كلما اقبل عليهم ينتهي حديثهم ولما تكرر ذلك قال لهم يا زملاء انكم تتناجون كثيرا وتخفون كلاما كثيرا منذ اسبوع حتى اليوم وهناك مثل يقول "بعض المناجاه عداوه" فما الامر اخبروني ماذا حدث وماذا جرى ولما حاولا الانكار والتمويه فكان ملحا عليهم في هذا كثيرا، فقال له احدهم يا محمد يقولون عيال منا ماخذين بواريد عيال منكم والحمدلله ما حصل شئ.
فاستاء من هذا الجواب كثيرا وشعر كأن خنجرا طعنه على قلبه، وقال ما هي التفاصيل ومن هم هؤلاء، فقالوا لا ندري ولا بد ان تأتينا الاخبار وقام من فوره واستطاع الحصول على اجازه يومين وذهب الى الاهل في عمّان واستفسر عن الامر وعرف كل شئ كما حدث وفي هذة الاثناء نظم مشاش الخريشا قصيده يصف ما حدث في مسألة اخذ البنادق التي اوردناها حيث يقول:
تشداك تلغراف يوم يخابر
(1) يا راكب اللي ما تكل من السفر .. ان زوعت مثل الهبوب الساير
(2) مذخورةً للعازات لا صار الخطر .. تشداك تلغراف يوم يخابر
الشوبكي وبن رقاد المعتبر .. خلوا البارود وتالي الصراير
(3) ان ساعف الله نلزكم عالوعر .. واوا ضعونكم ترامن الحفاير
(4) اكم شيخ دمه انحدر .. ابن حديد ولابته عالداير
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
شرح المفردات:
1. الهبوب الساير : الهواء الشديد
2. مذخوره : موجوده، وتشداك تشابه.
3. يتدامن : يفرض امامنا.
4. لابته : جماعته والمحيطين به.
فازدادت الامور تعقيدا كما ذكرنا ولما رجع محمد الحنيطي الى كتيبته نظم هذه القصيدة بهذا الخصوص، وهي موجهه الى الشيخ شاهر بن حديد شيخ عشائر اللديات حيث يقول:
يا راع الحردا
البارحه بالقلب هجسا وهوجاس .. ومشاكلا ما بين هاته وخله
(1) يا راكب اللي ناحفه لون الاقواس .. ركابها ما يمرح الليل كله
(2) اليا احتمى كنه على الوكر جرناس .. ولا الزويرق والعواصف تشله
عليه قرم ما دخل جفنه نعاس .. اليل مشى بالليل دربه يدله
ركابها خذلي سلامي بقرطاس .. حروفا لون الاهله
(3) ما بين كانونين وبروق وغطاس .. وحرصك ذلوللك يالحبيب تشله
(4) تجي لبيتا نازلا بارض الاطعاس .. بن حديد يا ذرا كل عله
(5) يا شيخ ياللي للمناعير جلاس .. ياللي ما عمرك جيت درب المذله
(6) ابونهار وسيرته ترفع الراس .. وعدوكم دايم بقهر ومذله
(7) يا راعي الحردا وكاسبا كل نوماس .. اللي تجاهل فعلكم يدله
بيت الصخا والجود مع قوة الباس .. هرجا صحيح ولا نذكر فيه زله
شاهر مداهيك الفخر زاكي الساس .. شيخا وكل المشايخ تجله
(8) صافي شبيه الماس ما طبه نحاس .. من صغر سنه للمعادين غله
علما لفانا حط بالقلب وسواس .. قضيت وقتي ساهر الليل كله
(9) الشايب اللي فاعلا فعل الانجاس .. يوم المعزّب لاذ يم المحله
(يا شيخ وش بصركو باللي مشا درب الادناس.. باق الفصير ولاذ يوم المحله)
اكوه على بطنه كياً ابمحماس .. ولن انثنى اكوه على خلفه بخله
والله لو منا على الخيل جلاس .. هاك النهار ولا عسيرا على الله
احطبية من فوق طوعات الافراس .. ولن ساعف الله كود جمعه نفله
بموزرا يضرب على القلب والراس .. وعبيدهم ما يدرك المنع لله
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شرح المفردات:
1. ناحفه لون الاقواس: يقصد ان هذه الذلول لكثرة اسفارها ليست بدينه وهذا الوصف يستعمل دائما وباستمرار في الشعر النبطي لوصف الذلول.
2. احتمى : اسرع، والوكر العش او مكان النوم، وجرناس طائر حر، والزويرق تصغير زورق، وتشله تزيده سرعه.
3. كانونين : اي كانون الاول والثاني، وغطاس هو عيد الغطاس، وتشله تجعله يتعب.
4. الاطعاس : الارض الكثيرة الربيع والاعشاب.
5. المناعير : الرجال المميزين.
6. ابو نهار : الشيخ شاهر بن حديد.
7. الحردا : نخوة عشيرة الحديد وجميع اللديات، برغم ان هناك بعض النخوات لقسم من عشائر اللديات فمثلا الرقاد يقال لهم اخواة عيده، والزففا عامه ينتخوا بالاحمدي او ولد الاحمدي او احامده.
8. غله : بكسر الغين وجع او الم او داء مؤلم، يقول احدهم في ذلك: يا عيني ياللي بها غله .. صرت قليلا مراعاها
9. المحله : القسم المخصص للنساء من البيت، فالبيت قسمين: قسم للرجال ويسمى الشق، وقسم للنساء ويسمى المحرم او المحله.
الشيخ محمد المناور ابو الغنم حينما وصلت الابيات التي نظمها مشاش الخريشا ومنها يقول : ابن حديد دمه حاير، فهذه الكلمات اغاضت البلقا وشعرائها وباعتبار ان الشاعر هو بمثابة الناطق الرسمي والمتحدث باسم العشيرة او القبيله احيانا من هنا جاءت قصيدة الشاعر محمد مناور ابو الغنم:
خوفي عليك يامشاش من ساعة خطر
(1) يا راكبا من فوق مدموج الظهر ،، هيجا هجيج وهج من سواير
(2) تجي علة الخرشان حلوين الخبر ،، تلقا ريوق الصبح قبلك صاير
(3) حيدوا يارجال عن حق الخطر ،، الله يلعن حقة الخطاير
(4) مشاش....... ابهرجه فشر ،، يقول بن حديد ..... عاير
بن حديد بغابة نمر زمر ،، يتلوه غلمه يذبحون الغاير
ان كان بن حديد دمه انحدر ،، تبشروا بالويل والخساير
(5) يجوكم العدوان صفاقة حمر ،، من ضربهم لازم تزوروا باير
(6) ويجيكم الجمع الكبير اليا دثر ،، اخواة دلعب قايدينه ساير
(7) يدعوا عليكم لون همايل المطر ،، بزرا مزربط يضرب على الظماير
خوفي عليك يا مشاش من ساعة خطر ،، تفوت غازيه بروحك ناير
(8) انشد الشايب ينطوك الخبر ،، شربوا الحنظل يالعزيزي الجاير
قبلك بن غايز غزاهم وانسعر ،، اقفا ربوعه دمهم شراير
صار الكسب منهم ارشيدي ،، قدامهم متحاشقينه طاير
حنا حماة البيض لا وقع الخطر ،، وحنا هل الردات وانته خابر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شرح المفردات:
1. مدموج الظهر : الذلول الشديده الممتلئه، وهيج ذكر النعام، وسواير مجموعة سائره خياله او بدون.
2. ريوق الصبح : ما يؤكل صباحا قبل الافطار ليتمكن الشخص من تناول الدخان بدون محاذير، يقول الامير النوري بن شعلان:
دني لحرا من سلايل وضيحان ،، اليا انتوى قوطر تواما عذوقه
اقفا من الحره وروح على متان ،، والصبح بديار الحبيب ريوقه
3. حق الخطر : اعتداءك على غيرك بدون وجه حق ضد شخص معين ويسمونها ايضا جهد البلاء.
4. في مكان النقاط كلمه نابيه لا نقبل ان نضع اسم ذلك الشخص او كتابة الكلمات التجريحيه.
5. صفاقة حمر : سفاكة دماء لاعدائهم.
6. اليا دثر : اذا اقبل اخواة دلعب عشائر الغنيمات.
7. هماليل : نزول الامطار بغزاره.
8. العزيزي : المضاعن.
الشاعر سالم القنصل العزيزات من نصارا مادبا فلما انتشرت هذه القصائد قام بدوره كونه بلقاوي من مأدبا :
لا هاظت البلقا مثل موج البحر
يالله يالمطلوب ياوالي القدر ،، يا عالم المكنون بالضماير
يالله تغفر آثامي والوزر ،، يا سامح الزلات والكباير
شفير دني لي حلي السفر ،، لا لهلب البنزين طيرا طاير
تلفي رباع مفرشه لون الزهر ،، في مجلس الشيخان بنا داير
اخواة فلوه يا بعيدين الخبر ،، يا مكرمين الضيف والقصاير
حديثه خصه في سلاما معتبر ،، وسلام مني للخريشا ناير
هذا قصيد مشاش يحث الدبر ،، تحركت بلادنا عالداير
لا هاظت البلقا كما موج البحر ،، جموع شب الهيس جيشا ساير
وابو حمود يقود قوات الوزر ،، من الزرقا للزرقا لفت جراير
وابو الغنم بالاحطبيه لن كدر ،، الشيخ مطلق في جموعه ساير
مع مادبا شبه الجراد اليا انتشر ،، يا ثاريات الشيخ دمه حاير
والسرسك والشيشان والسلط ان حضر ،، الجمع الابيض ضيق الخطاير
هجّت العربان والمال انتشر ،، راحت على الخلفان والعشاير
غواصتك غشتله لغم وانفجر ،، ما فطنت غير اللغم فيها ثاير
نصيحه مني لا تجي الخطر ،، فهمتك باللي يصير واللي صاير
واللي يخل الامن بالحبس انحشر ،، حبس المحطه يعمي البصاير
قعفور جض وصاح من عج البقر ،، وانته تشوف العج منه طاير
وانتشرت القصائد من الطرفين فأرسل محمد حمد الحنيطي (رحمه الله) هذه الابيات ضمن هذة المناسبة:
تسب زيزوم السرايا شاهر
يا راكب من عندنا شغل الوزر ،، هدسن على البنزين طيرا طاير
ملفاك بيوتنا نازله بارض الخطر ،، ريف اليتامى والعمى والساير
ظلمت حظك يالمشاش ما خطر ،، تسب زيزوم السرايا شاهر
شاهر سياج البيض لا حل السطر ،، ذعار ابوك وجدك وانته خابر
الشيخ ابونهار حرا لا شهر ،، زبن الطريح بتالي الجراير
صابك ابوالهزهيز جابك الكبر ،، واظن عقلك من دماغك طاير
قافك يا شاعر قتا من بعر ،، حيفا على مثلك الكلام الفاشر
وانت خبر من اللي بالسوق انصقر .. من عركة بالسوق عجه طاير
......... ،، ........
انتم تقولوا نلزكم عارض الوعر ،، وحنا نقول ننزلكم عاباير
..... ،، .......
الشاعر مسلم الشوبكي من عشيرة الشوابكه وسكان قرية الخشافية والواقعة قرب سحاب الى الشرق من عمّان ومسلم ابوشارب ومنهم من يسميه مسلم الشاعر، ونعود الى قضية قعفور فبعد القصائد المتبادله بين الخريشا وشعراء البلقاويه كانت آخر هذة القصائد من عند شعراء البلقا هذه الكلمات التي نظمها مسلم حول قعفور ولا يغيب عن ذهن القارئ ان ارض العليا ضمن اراضي قعفور، يقول الشاعر مسلم:
ماجد الصنديد حام والحباري مخمرات
نبتدي باللي هدانا ،، ربنا اللي ولانا
المعتلي في سمانا ،، وايقا عالمظلمات
قال مسلم وامتثل ،، بان بالدنيا الخلل
وين يازمل الثقل ،، والجبال الراسيات
خلف ذا شديت زوعي ،، مشيها بالدو بوعي
تدعي المجنون يوعي ،، من رفيفه يوم فات
هيه ياراع الذلول ،، عالثمد تلقا النزول
بالله لمحتمل تقول ،، وعلمه علم الثبات
العليا بنتا حييّه ،، نازله بارضا خليّه
عيت تروح اجنبيه ،، عندها ماجد عقاب
وابوماجد لن تنبا ،، شارب العايل يجبه
شارب العايل يجبه ،، لن تطاول بالجواب
العليا بنتا زريفه ،، نازله بارض مخيفه
طموحا بخلقه نظيفه ،، ودها ماجد عين عقاب
ماجد الصنديد والي ،، انحدر يشعل شعالي
مثل نجم سهيل عالي ،، من النجوم الشاهرات
ابن فايز وبن ماضي ،، ودهم بالعليا رياظي
ان كان بن عدوان راضي ،، هذي عالبلقا محيفات
حكوا به عند الشريف ،، كود ناخذها بالسيف
عندها جموعا تخيف ،، وردوا عاحوض الممات
خط اخو دلعب وقام ،، انتخا وشد الحزام
ماجد الصنديد حام ،، والحباري مخمرات
البلا عندي ماجود ،، من اسباب الحج سعود
النابلسي ... ، يدور تسليك الحال
وارسل الشاعر جابر الذريوات من بلقاوية عمّان هذة القصيدة رداً على قصيدة مشاش الخريشا سالفه الذكر:
قعفور جاه العز واليوم انتصر
قعفور جاه العز واليوم انتصر ،، عقب الخراب نعمّره عالداير
والمهندز امر بقص الحجر ،، اليوم يا قعفور حظك ثاير
قعفور منوّر من نواوير وشجر ،، ومن كل شي مسجلا بالدواير
قعفور منوّر وحزنت بني صخر ،، عا مرتع الخلفات والعشاير
قاف مشاش مثل فت البعر ،، واللي بدا بالشر هو الخاسر
قعفور بنت ان كان ما عندك خبر ،، وخظابها دم النشاما الخاثر
وبذارها عظام النشاما اليا انتشر ،، وعيبا على مثلك الكلام الفاشر
قعفور ما نعطيك منه شبر ،، خلك من قعفور عله خاير
نهجرك بقيد من يد ورجل ،، وتصبح على قعفور وفقده خاسر
قسم منكم يطيح عالغور يبيع الزبل ،، وقسم منكم عالبطين يهاجر
وقسم منكم عند الفلح يزرع شجر ،، وقسم منكم نقلعه عاباير
الشاعر مسلم ابة شارب الشوبكي والمناسبة قضية قعفور وقد الحق هذة الكلمات بهذا الخصوص:
تمشي هز بثوب القز
قال مسلم بطيب الفال ،، بنتا لاقتني مصباح
تمشي هز بثوب القز ،، وتسمع للخلخال صياح
جتني تنود فوق القاعود ،، خده يابرقا لن ضاح
قلتلها يا بنت منين ،، من ايا ديره جيتينا طفاح
قالت العليا صيدة حطام ،، عذاني اخو شيخه الذباح
عذاني بالسيف وطاب الكيف ،، وخيلا بالعركات صياح
عذاني بالدم جلاي الهم ،، عطري من بارود انزاح
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد تبادل الكلمات سالفة الذكر التي ارسلها الخريشا والرد عليها، بعث الشيخ حديثة الخريشا، وحديثة شيخ كريم وفارس ما تطلع منه العيبه، الى الشيخ شاهر الحديد الذي خرج إلى لقائه ولم يجد احداً، وهي غير مذكورة في ديوان شعر عشائر البلقاء، يقول :
يا راكب اللي اقبلت كنها الذيب ،، يركب عليها طويل السنافي
تجي على ابن حديد يا ماكر الطيب ،، يلي كلامة مثل طعن الرماحي
يا ابوشوارب ما ظل بيها تلاعيب ،، الصادق منا يصلها بالسلاحي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
شرح المفردات: ماكر الطيب: جامع الخصال الحميدة.
واضيف بعض التفاصيل قد ذكرها لي الشيخ صالح هزاع الحديد وهو شاهد عيان على قضية قعفور وهي غير مذكورة في ديوان شعر عشائر البلقاء، ونحن نذكر تلك الاحداث من باب التوثيق ولعل العلاقة التي تربط تلك العشائر ببعضها قوية جدا بعد حل قضية قعفور (ارض الحفنه) الى وقتنا الحالي حيث ان الخلافات التي حصلت لم تصل الى حد المواجهات الفعليه في الفترة التي استمرة لمدة (6) اشهر تقريبا عام 1945م وقد تم الصلح في نهاية فصل الشتاء شهر (3) من ذلك العام بعد تدخل الأمير نايف بن طلال وكلوب باشا (ابوحنيك)، والصلح تم بالقرب من (رجم قعفور) حيث قامت قوات البادية بتطويق المنطقة بسياراتها الحمراء ومرتدين الفري الحمر بحضور جميع الاطراف.
ويقول ان الواجهة العشائرية للحديد تبدأ من منطقة المشاش غرباً، والحنيطيين - العليه، وزملة العليا - الدبايبة والشوابكة، ورجم الحجيلي - الزففه، وشرق بير الرشوف - الحويان، وحد قعفور الغربية - القهيويين، والحد الفاصل بين ارض الحديد والخريشا وادي قعفور، وقد تم تقسيم قعفور الغربية عام 1930م، وقعفور كان العرب ينزلون بها في فصل الربيع لانها منطقة مشرفه وكانت تزرع بالقمح والشعير.