فضاءات شنهور

شنهور

فضاء التربية والتعليم

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدة
الطيب سيد أحمد محمد
مسجــل منــــذ: 2011-02-13
مجموع النقط: 1458.41
إعلانات


المواربة


المواربة
باب من أبواب الملح البلاغية فيه حسن فهم وسرعة بديهة وخفة نفس المواربةُ
* تعريفُها : هي أن يجعلَ المتكلِّمُ كلامَه بحيثُ يمكنهُ أن ْيُغيِّرَ معناهُ بتحريفٍ، أو تصحيفٍ.أو غيرهِما، لِيَسْلمَ من المؤاخذةِ ، كقول أبي نواس :
لَقَدْ ضَاعَ شِعْرِي عَلَى بَابِكُمْ ... كَمَا ضَاعَ دُرٌّ عَلَى خَالِصَهْ
فلما أُنكرَ عليه ذلك، قال أبو نواسُ: لم أقلْ إلا:
لقد ضَاءَ شِعْري على بابكم كما ضاء عقدٌ على خالصَه
فأما شاهد ما وقع من المواربة بالتحريف، فقول عتبان الحروري :
فإنْ يكُ منكم كان مروانُ وابنُه ... وعمرو ومنكم هاشمٌ وحبيبُ
فمنا حصينٌ والبطينُ وقعنبٌ ... ومنا أميرُ المؤمنين شبيبُ
فإنه لما بلغ الشِّعر هشاماً، وظفر بهِ قال له: أنتَ القائلُ:
ومنا أميرُ المؤمنينَ شبيبُ
فقال: لم أقل كذا وإنما قلتُ:
ومنا أميرَ المؤمنينَ شبيبُ
فتخلص بفتح الراء بعد ضمها، وهذا ألطف مواربة وقعت،
ودونها قول نصيب :
أَهِيمُ بدَعْدٍ ما حَيِيتُ فإِنْ أَمُتْ ... أُوَصِّ بدَعْدٍ مَنْ يَهيمُ بها بَعْدِى
وقيل له: اهتممتَ بمنْ يفعل بها بعدَك، فقال: لم أقل كذا، وإنما قلتُ:
فوا كمَدي ممنْ يهيمُ بها بعدي
فتخلصَ بإبدالِ كلمةٍ من كلمةٍ، فهذا وأشباهُه يحتملُ أنْ يكونَ الدخلُ وقعَ فيه للشاعر وقتَ العملِ، ويحتملُ ألا يكونَ وقعَ له، وارتجلَ التخلصَ عند سماعِه، والذي لا يحتملُ أن يكونَ فطنَ لهُ حتى قيلَ لهُ قولُ الأخطلِ :
لقد أوقعَ الجحافُ بالبشرِ وقعةً ... إلى الله منها المشتكَى والمعولُ
فإلاَّ تغيرْها قريشٌ بملكها ... يكنْ عن قريشٍ مستمازٌ ومزحلُ
فقال له عبد الملك بن مروان: إلى أين يا بن اللخناء؟ فقالَ: إلى النارِ، فضحكَ منه، وسكتَ عنه، فتخلَّصَ بهذهِ النادرةِ.



تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة