آن الأوان لكي نبكي على العرب
آن الأوان لكي نبكي على العرب
كفُّوا عن الشعرِ .. والتَصْفِيقِ .. والخُطبِ
آن الأوانُ لكى .. نبكى على العربِ
أما رأيتمْ مذيع الأمسِ يُعْلِنكمْ
” ماتوا جميعاً ” .. ولم يهتمَّ بالسببِ
فقد هُزمْنا لأجيالٍ ولا أملٌ .
فكلُّنا بين سلبيًّ ومُنْسحبِ . .
ومَجْدُنا بات راياتٍ ممزقةً . .
تئنُّ في عُزْلةِ التاريخِ والكتبِ .
أبراجُهمْ في سماءِ الكونِ عاليةٌ .
ونحنُ نَبْني قصورَ الوهمِ في السحبِ .
حتى هُويّـتنا انهارتْ بداخلنا . .
صرنا نقلَّدُهمْ كالظلِّ .. خلفَ غبي .
ورغم مأساتنا فالشرقُ يَمْنَعُني .
من الهتافِ أو التعبيرِ عن غضبي .
غداً سنعقدُ – كالمعتادِ – قمَّتنا .
وسوف نُطْلِقُ تصريحاً من الذهبِ .
يقالُ فيهِ .. ” قريباً سوف نَحْرِمُهم .
من احتضانِ نجومِ الفنَّ والطربِ ” .
فرأْينا الصامتُ المشلولُ .. يُجْبِرُنا .
دوماً على موقفٍ في منتهى الأدبِ . .
آهٍ على شرقنا المخدوعِ كيف غدا .
شعباً ضعيفاً .. بهِ مليارُ مكتئبِ . .
إلى متى سيظلّ الصمتُ .. يسحقُنا ؟ .
هل نشتهي نظراتِ الخوفِ والعجبِ .
أمَّاهُ .. لا تيئسي فاليأس ضاق بنا .
هيَّا لنبكي فهذا ما يقولُ أبي
آن الأوان لكي ..
نبكي على العربِ
خالد الشيباني
_________________