تأبى الحُروفُ وتسْتعصي معانيهـــــا
تأبى الحُروفُ وتسْتعصي معانيهـــــا
حتـّى ذكَرْتـُك فانـْهالتْ قوافيهـــــــا
(محمّدٌ) قـُلـْتُ فاخـْضرّت رُبى لُغتــي
وسالَ نـَهـْرُ فـُراتٌ في بواديهــــــا
فكيفَ يجْدِبُ حَرْفٌ أنْتَ مُلهِمُــــــــــهُ
وكيفَ تظمأ روحٌ أنتَ ساقيهـــــــا
* * *
تفتحتْ زهرةُ الألفاظِ فاحَ بهـــــــــــا
مِسـْكٌ من القـُبّة الخضراء يأتيهــا
وضجّ صوتٌ بها دوّى فزلزلهــــــــا
وفجرّ الغار نبعا في فيافيهــــــــــــا
تأبّدتْ أممٌ في الشركِ ما بقيــــــــــتْ
لو لمْ تكـُن يا رسول الله هاديهـــــا
أنقذتَها من ظلام الجهلِ سرْتَ بهـــا
إلى ذ ُرى النور فانجابت دياجيهـــا
أشرقتَ فيها إماما للهُدى ،،علَمــــاً
ما زال يخفِق ُ زهوا في سواريهــــا
وحّـدْ ت بالدين والإيمان موقفهــــا
ومنْ سواك على حُب يؤاخيهـــــــــا
كُنت الإمامَ لها في كلّ معـْتـَــــــــرَكٍ
وكنت أسوة قاصيها ودانيهـــــــــــا
* * *
في يوم بدر دحرتَ الشركَ مقتـــدرا
طودا وقفـْتَ وأعلى من عواليهــــــا
رميتّ قبضة حصباءِ بأعْيُنهــــــــــا
فاسّاقطتْ وارتوت منهُا مواضيهـــا
وما رميتَ ولكنّ القدير رمــــــــــــى
ولمْ تـُخِب رمية ٌ اللــــــــه راميهــــا
هو الذي أنشأ الأكوانَ قـُدرتـُـــــــــهُ
طيّ السجل إذا ما شاء يطويهـــــــــا
* * *
يا خاتمَ الأنبياءِ الفذ ّ ما خـُلقـــــــــتْ
أرضٌ ولا تُبّتتْ فيها رواسيهـــــــــا
إلاّ لأنك آتيها رسولَ هُـــــــــــــــدىً
طوبى لها وحبيب الله آتيهــــــــــــا
حقائقُ الكون لم تـُدركْ طلاسمُهـــا
لولا الحديثُ ولم تـُكشفْ خوافيهـــا
حُبيتَ منـْزلة ًلا شيء يعْدلـُهـــــــــــا
لأنّ ربّ المثاني السّبع حابيهـــــــــا
ورفـْعة ً منْ جبين الشمْس مطلعُها
لا شيء في كوننا الفاني يُضاهيهــــا
يا واقفاً بجوار العرْش هيبتـُـــــــــهُ
منْ هيبة الله لا تـُرقى مراقيهــــــــــا
مكانة لم ينلها في الورى بشـــــــرٌ
سواكَ في حاضر الدُنيا وماضيهــــــا
* * *
بنيت للدين مجدا أنت هالتـُــــــــــهُ
ونهضة لم تزل لليوم راعيهــــــــــــا
سيوفـُك العدلُ والفاروقُ قامتـُـــــهُ
والهاشميّ الذي للباب داحيهـــــــــــا
وصاحبُ الغار لا تـُحصى مناقبُـــهُ
مؤسسُ الدولة الكبرى وبانيهــــــــــا
وجامعُ الذكر عـُثمانٌ أخو كـــــرمٍ
كم غزوة بثياب الحرْب كاسيهــــــــــا
* * *
يا سيدي يا رسول الله كمْ عصفــت
بي الذنوبُ وأغوتني ملاهيهــــــــــــا
وكمْ تحملتُ أوزارا ينوءُ بهــــــا
عقلي وجسمي وصادتني ضواريهـــا
لكن حُبّكَ يجري في دمي وأنــــا
من غيره موجـــة ٌ ضاعت شواطيهـا
يا سيدي يا رسول الله يشفعُ لي
إني اشتريتـُك بالدُنيا وما فيهـــــــــــا
_________________
الدكتور عباس الجنابي
_________________