حيرة العقلاء
أغمضت عيناي تخيلت ذلك الشاطئ البعيد بقواقعه الناعسة وعرائسه الجميلة وهدوئه المطمئن وقد انسحبت الي داخلي وفررت الي عالم آخر لم يقو أحد ما علي نزعي منه أو حرماني من التورد إليه كلما أردت. وفي كل صباح أتجول حائرا أتنفس عطور عفنه وأصادف أمجاد تنسب لغير ذي حق. أتعثر بأجساد همدت منذ زمن من كثرة التكرار والملل والسخط عما كان وما هو كائن بالفعل. والتقي بعيون زجاجية لا تخفي من اليأس شيئا ولا من الألم شيئا ولا من القهر أولى أبجدياته.