تأملات قرآنية
انظر إلى هاتين الآيتين وتأملهما جيدا :
الآية الأولى :{ إِنَّ ?لَّذِينَ آمَنُواْ وَ?لَّذِينَ هَادُواْ وَ?لنَّصَارَى? وَ?لصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِ?للَّهِ وَ?لْيَوْمِ ?لآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ } البقرة - 62
أما الآية الأخرى فهي: { إِنَّ ?لَّذِينَ آمَنُواْ وَ?لَّذِينَ هَادُواْ وَ?لصَّابِئُونَ وَ?لنَّصَارَى? مَنْ آمَنَ بِ?للَّهِ وَ?لْيَوْمِ ?لآخِرِ وعَمِلَ صَالِحاً فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ } المائدة - 69
لاحظ أن كلمة الصابئين جاءت منصوبة في الآية الأولى بينما جاءت مرفوعة في الآية الثانية.
- نزلت الأولى في أصحاب سلمان الفارسي رضي الله عنه وأرضاه، حيث ذكر للنبي صلى الله عليه وسلم أنه كان عنده أصحاب وكانوا يصومون ويصلون ويؤمنون بمحمد صلى الله عليه وسلم ، ويشهدون أنه سيبعث نبـياً ، فلـما فرغ سلـمان من ثنائه علـيهم قال له نبـيّ الله صلى الله عليه وسلم: " يا سَلْـمانُ هُمْ مِنْ أهْلِ النّارِ " فـاشتدّ ذلك علـى سلـمان، وعندئذ نزل قوله تعالى: { إنَّ الّذِينَ آمَنُوا وَالّذِينَ هادُوا وَالنّصَارَى والصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِـاللَّهِ وَالـيَوْمِ الآخِرِ } ولذلك جاءت كلمة الصابئين في الآية منصوبة معطوفة على ما قبلها فهي تأخذ نفس الحكم طالما أنهم ماتوا على هذه النية .
- أما الآية الثانية فقد نزلت في الصابئين الذين عاصروا النبي صلى الله عليه وسلم ولم يسلموا ، وماتوا على كفرهم لذلك لم يعطفوا على المؤمنين من أهل الديانات السماوية، وذلك لأن الصابئين أظهر هؤلاء المعدودين ضلالاً وأشدّهم غياً، وما سموا صابئين إلا لأنهم صبأوا عن الأديان كلها أي خرجوا منها ! والله أعلم!
من تفسير الطبري والزمخشري والفخر الرازي