دماء نوفمبر 1954 حريتنا ووحدتنا ....
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحابته اجمعين....
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
...دماء ثورة أول نوفمبر 1954 هي حريتنا ووحدتنا...
** نعم دماء الفخر والعزة والكرامة فى شرايين الجزائريين ومعهم كل العالم الحر الأبي ابتهاجا بنجاح ثورة أول نوفمبر1954 وهي مازالت فى مهدها . وكان الجزائريون آنذاك يفتخرون بجنسيتهم الجزائرية وإنتمائهم الى العروبة والإسلام لان الثورة رفعت رؤوسهم إلى أعلى عليين . وتغيرت نظرة العالم للجزائر وشعبها لأنهم أدركوا ساعتها أن الجزائريين كانوا كجذوة نار يعلوها رماد الإستدمارالذي دام أكثر من 132 عام.. زيادة على الفقر والظلم والاستبداد والجهل وكل أنواع العذاب والتعذيب ،,, وما أن أتيحت لهم الفرصة حتى اشتعلت تلك الجذوة وأكلت الأخضر واليابس فى نظام ظالم إستبدادي إستدماري خرب وحرق الوطن الجزائري , جثم على صدور وقلوب وأنفاس الجزائريين ردحا من الزمن بل أكثر من قرن و32 عام . لقد صار شعار " ارفع راسك فوق أنت جزائري عربي مسلم ** " نار نار ياستعمار " هو النشيد الوطني بل والعملة الرسمية في تلك الاوانة النوفمبرية المجيدة و الثورة المباركة . فمن كان يصدق أن نظاما فاشيا إستدماريا أحمقا نهب البلاد وأذل العباد طيلة 132 عاما , يسقط في سبعة سنوات ونصف من الدم والدموع وملايين من الشهداء رحمهم الله ، نعم في سبع سنوات ونصف من الزمان بالتمام والكمال ..؟. وانتصرت الجزائر والجزائريين وأصبح الشعب الجزائري بحمد الله حرا طليقا في أرضه وبلاده بعد تضحيات جسام..**..كل هذا من فضل الله علينا ان وحدنا وهدانا الى الطريق المستقيم...نعم إنها ((الجزائر)) من أمة الإسلام أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم...تأمر بالأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والإيمان بالله، كانت الأمة الإسلامية خير أمة أخرجت للناس كريمة عزيزة واحدة، يقول سبحانه «كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله».. والأمة الإسلامية مطالبة بالاعتصام بدين الله، فهو نورها المبين، وصراطها المستقيم، الذي يحتوي على كل ما جعلها خير أمة، وهو موحدها وموصلها إلى الرشاد والفلاح. يقول عزوجل «واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا».
** إن الأمة الجزائرية الإسلامية تحوز خير أسلحة الوحدة المجيدة، التى تصلح الحياة. وتزين الوجود، وتوحد الصفوف بنور التوحيد،... وجلال الصلاة والزكاة والصيام والحج، وسمو الخير والبر والتقوى والعمل الصالح. يقول رب العزة: «وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون» والإستدمار الفرنسي الخبيث وأعوانه من الخارج والداخل الحركى باعة الدين والوطن وكل الخونة الملعونين... وكل أعداء الإسلام يعرفون أن الوحدة طريق النصر والمجد، ولذلك جعلوا كل همهم محاربتها، بإثارة الشقاق، ورعاية النزاع والاختلاف، والحض على التفرق والانقسام، إنهم يمكرون ويكيدون، لا يريدون أن تنعم الدول العربية بوحدة قوية منيعة حصينة كاملة، ولا يحبون أن تسعى إلى التقدم والرخاء، وتعيش آمنة مطمئنة، ولذلك يبذلون كل ما استطاعوا لخدمة الصهاينة المعتدين ، وأنصار الفرقة المفسدين، وحماية مخططاتهم، وتأييد مؤامراتهم، ومساندة اعتداءاتهم، ومدهم بالمعونات الواسعة، والأسلحة المتقدمة، كما يجري اليوم في فلسطين الجريحة من قتل للأنفس البريئة وتدنيس للأقصى الشريف، حتى يظل الضعف العربي بارزا، وبطش العدوان مسيطرا، وآمال الوحدة مستحيلة. إن نشاط أعداء العروبة والوحدة فى العراق وسوريا وليبيا واليمن وفلسطين وغيرها، يؤكد أنهم يحاربون الوحدة حربا لا هوادة فيها ، لأنهم يدركون أنها سبيل النهضة والازدهار والخلاص من كل ضروب التهديد والهيمنة، وهم يستعينون بالإرهاب، ويفرحون بضرباته، ويسعدون بعدائه الكبير للاستقرار والأمان، وإن كانوا يبدون غير ذلك خداعا وتآمرا، لأنهم مع الفرقة والانقسام والفتن التي يقومون بدعمها، لتأجيج العداوة والبغضاء، وتمزيق روابط الإخاء، وإهانة أواصر المودة والتعاون والتكافل بين صفوف العرب، مما يوهن الانطلاق الى الوحدة المنشودة، ويعزز الانفصال، ويجلب الفشل. ولن يوقف أعداء الإسلام، ويهزم مخطط الطغيان والتخريب والشر إلا الوحدة، فهي كفيلة بتوحيد الصفوف ونصرة الحق، وجمع الأمر، يقول سبحانه وتعالى «وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم» أما من يحاول عرقلة جهود التماسك والاتحاد، فهو حريص على انحلال العري، وتفرق الشعوب، ليزيد جوره وتعسفه وتطاوله، ويحمي سلطانه وتسلطه ومنافعه، ويصر على أن تنعم أطماعه ومصالحه بثمار الفرقة والانقسام. ومن الواجب تذكير المسلمين بأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يسعى دائما إلى الحث على إطفاء بوادر الخلاف، والخلاص من ورطات النزاع والشقاق، موقنا أن جرثومة الشقاق والنزاع لا تولد حتى يولد معها كل ما يهدد عافية الأمة بالانهيار. يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من خرج عن الطاعة، وفارق الجماعة مات ميتة جاهلية». ويقول أيضا «لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض». والحق أنه حذر من عواقب الفرقة تحذيرا شديدا، وكل مواقفه ». اللهم صل على سيدنا محمد وأصحابه،وكل مواقفه صلى الله عليه وسلم تدل على إنه مشغوف بتأليف القلوب، وتوقير التجمع والاتحاد، وبغض التصدع، وكره كل ما يدفع إلى الافتراق القبيح والتقاطع المسيء، ومعه توجيه رب العالمين يقول: «ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءتهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم». إننا ندعو إلى وحدة قوية مكينة، رفيعة العماد، وطيدة الأركان، تقهر التخاذل، وتنصر الحق، وتحقق الآمال، وتمنح أسمى مراتب التعاون والتراحم والتكافل والتواد . رحم الله شهداء الجزائر في جنة النعيــــم // تحيا الجزائر عربية مسلمــة .