قلْ للمطيِّ اللواتي طالَ مسراها
قلْ للمطيِّ اللواتي طالَ مسراها
كلمات الشيخ عبد الرحيم البرعي
رحمة الله عليه وغفر الله لنا وله
*******
قلْ للمطيِّ اللواتي طالَ مسراها= منْ بعدِ تقبيلِ يمناها ويسراها
ما ضرها يومَ جدَّ البينُ لوْ وقفتْ= تقصُّ في الحيِّ شكوانا وشكواها
لو حملتْ بعضَ ماحملتُ منْ حرقٍٍ= ما استعذبتْ ماءها الصافي ومرعاها
لكنها علمتْ وجدي فأوجدها= شوقٌ إلى الشام أبكاني وأبكاها
ما هبّ َمنْ جبلي نجد ٍ نسيمُ صبا= للغورِ إلا وأشجاني وأشجاها
و لا سرى البارق ُالمكي مبتسما ً= إلا وأشهرني وهنا وأسراها
تبادرتْ منْ ربا نابتي برعٍ= كأنَّ صوتَ رسولِ اللهِ ناداها
حتى إذا ما رأتْ نورُ النبيِّ رأتْ= للشمسِ والبدرِ أمثالاً وأشباها
حطتْ بسوحِ رسولِ اللهِ و اطرحت= أثقالها ولديهِ طابَ مثواها
حيا الغمامُ الرحابَ الخضرَ منسجماً= فالقبرَ فالروضة َ الخضراءَ حياها
حيثُ النبوة ُ مضروبٌ سرادقها= و ذروة ُ الدينِ فوقَ النجمِ علياها
هنالكَ المصطفى المختارُ منْ مضرٍ= خيرُ البرية ِ أقصاها وأدناها
أتى بهِ اللهُ مبعوثاً وأمتهُ على شفا =جرفٍ هارٍ فأنجاها
و أبدلَ الخلقَ رشداً منْ ضلالتهمْ= وفلَّ بالسيفِ لما عزَّ عزاها
كمْ حكمَ السيفَ والبيضَ القواضبَ في=معاشرَ اللاتِ والعزى فأفناها
و ساقَ جردَ جيادِ الخيلِ خائضة ً= مجرى الكماة ِ بمجراها ومرساها
ذاكَ البشيرُ النذير المستغاثُ بهِ= سرُّ النبوة ِ في الدنيا ومعناها
شمسُ الوجودِ الذي أنوارُ مولدهَ= ملآنُ ما بينَ كنعانٍ و بصراها
و انشقّ َديوانُ كسرى منْ مهابتهِ= و نارُ فارسَ ذاكَ الطفلُ أطفاها
و كمْ لهُ منْ كراماتٍ يخصُّ بها= و معجزاتٌ كثيراتٌ عرفناها
الثديُ درَّ لهُ والغيمُ ظللهُ =وانشقَّ في الأفقِ بدرٌ شقَّ ظلماها
و الجذعُ حنَّ وأجرى الماءَ منْ يدهِ= عشرُ المئينَ ونصفُ العشرِ أرواها
و العنكبوتُ بنتْ بيتاً عليهِ لكى= تردَّ قافة َ كفرٍ ضلَّ مسعاها
و الفحلُ ذلَّ وأوما بالسجودِ لهُ= و الظبية ُ اشتكتْ البلوى فأشكاها
بشرى ظرافِ القوافي أنها ظفرتْ= بسيدِ العربِ والعرباءِ بشراها
فالحمدُ للهِ نحنُ الفائزونَ بهِ= في ملة ٍ نعمَ عقبى الدارِ عقباها
هذا محمدٌ المحمودُ سيرتهُ= هذا أبرُّ بنى الدنيا وأوفاها
هذا الذي حينَ جانا بالرسالة ِ في= بطحاءَ مكة َ عمَّ النورُ بطحاها
لمْ يبقَ من شجرٍ فيها ولا حجرٍ= إلا تحييه نطقا حين يلقاها
وكلمتهُ جماداتُ الوجودِ على= علمٍ كأنَّ لها حسأً وأفواها
والطيرُ والوحشُ والأملاكُ ما برحتْ= تهدي السلامَ لهُ كي ترضي الله
مني السلامُ على النورِ الذي ابتهجت=به السمواتُ لما جازَ أعلاها
واستبشرَ العرشُ والكرسيُّ وامتلأتْ=حجبُ الجلالة ِ نوراً حينَ وافاها
يا من الكوثر الفياض مكرمة ً= يا خاتم الرسل يا يس يا طّه
ماللنبيينَ منْ وصفٍ وليسَ لهُ= فمنتهى حسنها فيه ِوحسناها
أنتَ الذي مالهُ في الكونِ شبه ٍ= هيهاتَ أينَ ثراها منْ ثرياها
مانالَ فضلكَ ذو فضلٍ سواكَ ولا= سامى فخاركَ ذو فخر ٍولا ضاهى
فردُ الجلالة ِ مقبولُ الشفاعة ِ في= يومِ القيامة ِأعلى الأنبياء جاها
صلَّى عليكَ إلهي يا محمدُ ما= دامتْ إليكَ الورى تحدوا مطاياها
تحية ًينثني في الآلِ طالعها= سعداً و يفضحُ ريحُ المسكِ رياها
******