فاء السببية
(الفاء) كـحرف يفيد السببية:
وهي كل (فاء) يكون ما قبلها سبباً لما بعدها.الشاهد في قوله تعالى:
"فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْه"
فالوكز: كان سببًا للقضاء عليه.وفي قوله تعالى: فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ . وقولنا: أكل فشبع، وضربَ فأوجع، وتحدث فأجاد.
- ومن أشهر أنواعها:
(الفاء) التي تُضمرُ (أن) بعدها فتنصب المضارع، ويُشترط فيها أن تُسبقُ بنفي أو طلبٍ، وهي تساوي المعنى (لكي) أو (لكيلا). مثل تضمنها معنى (لكي): أدرس فتنجح.
(أدرس لكي تنجح).ومثل تضمنها معنى (لكيلا): لا تعمل كثيرًا فتتعب. (لا تعمل كثيرًا لكيلا تتعب).وهذه (الفاء) لا تعطف الجملة كما يتوهم البعض، وإنما تعطف المصدر المؤول من (أن) المضمرة على مصدر يُنتزع من الكلام الذي يسبقها.وهذه (الفاء) للسببية، الناصبة للفعل المضارع بـ (أن) مضمرة وجوبًا، وهي في حقيقتها ترجع للعاطفة، ويشترط فيها أن تكون مسبوقة بنفي محض، أو طلب محض للنهي، استفهام، دعاء، ترج، تمن، محض.
*مثال النفي:
قوله تعالى: وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا .
*مثال النهي:
قوله تعالى: وَلَا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي .
وقول الإمام الشافعي:
إذا نطق السفيه فلا تُجبه ***
فخير من إجابته السكوت
*مثال الترجي:
قوله تعالى: وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحاً لَّعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى .