فضاءات شنهور

شنهور

فضاء الثقافة والمواضيع العامة

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدة
الطيب سيد أحمد محمد
مسجــل منــــذ: 2011-02-13
مجموع النقط: 1458.41
إعلانات


واضع علم النحو

واضع علم النحو


تختلف الروايات في أول من فتح الطريق لوضع علم النحو العربي والتأليف فيه :
1.فهناك من يرى أن واضع النحو العربي هو الإمام علي رضي الله عنه ، وهذه الرواية مفادها أن أبا الأسود الدؤلي ـــ وقد كان صديقاً للإمام علي رضي الله عنه ــــ دخل عليه فوجده مهموماً ، فلما سأله عن ذلك أخبره أن السبب في ذلك هو أنه وجد اللحن قد شاع على الألسنة ، وأخبره أنه يريد أن يضع كتاباً في أصول النحو حتى يرجع إليه الناس ويعصم الألسنة من اللحون ، ولما التقى به أبو الأسود الدؤلي في المرة التالية دفع إليه الإمام على برقعة مكتوب فيها ، " الكلام ثلاثة أقسام : اسم وفعل وحرف ، فالاسم ما دل على المسمى ، والفعل ما دل على حركة المسمى ، والحرف ما لم يدل على ما دل عليه الاسم أو الفعل " ، وقال الإمام علي ـــ رضي الله عنه ـــ لأبي الأسود الدؤلي انحُ هذا النحو وضع كتاباً للناس ، فغاب عنه أبو الأسود الدؤلي ، ثم جاءه برقعة مكتوب فيها : " النواصب هي : أن وليت وكأن ولعل" ، فقال له الإمام رضي الله عنه : " ولماذا لم تذكر لكنَّ ؟ "، فأجاب الدؤلي " لم أحسب أنها من النواصب " ، فقال الإمام علي : " بل هي من النواصب فاكتبها ، وأعلم أنَّ الاسم منه المبهم وغير المبهم..... " . إن هذه الرواية تنسب إلى الإمام علي ـــ رضي الله عنـه ـــ ابتكار تقسيم الكلام وتبويب فصول النحو العربي ، ولكن لا يخفى على أحد ما جاء بهذه الرواية من المبالغات ، فما كان للإمام ــ رضي الله عنـه ـــ أن ينشغل عن الفتوحات والتوسعات وعن حروب الفتنة الكبرى وعن الخوارج وعن مناوشات الأمويين بتأليف النحو ، وربما كانت الحقيقة أن هذا مجرد حديث دار بين الرجلين وهما من العرب الخلص ، شغوفان باللغة العربية مهتمان بها ، ولا يتعدى ذلك إلى التأليف والتبويب في النحو ، ثمَّ إن بعض الباحثين يرى أن هذه الرواية من تدليس الشيعة الذين أرادوا أن ينسبوا إلى الإمام على ـــ رضي الله عنـه ـــ وضع أسس كل شيء .
2.رواية أخرى تذكر أن زياد ابن أبيه ـــ وقد كان عاملاً على بعض البلدان في ولاية الإمام علي ابن أبي طالب ـــ قد لاحظ أن بعض أبنائه يلحنون في كلامهم ، فطلب من أبي الأسود الدؤلي أن يصنع لهم كتاباً يهتدون به ، فاعتذر أبو الأسود الدؤلي لزياد ابن أبيه من أن يفعل ذلك ، وتستمر الرواية لتقول : إن أبا الأسود الدؤلي رجع عن اعتذاره لزياد ابن أبيه واستأذنه في تأليف الكتاب فألفه في بعض أبواب النحو ، وإن أقرت هذه الرواية أنه رجع عن اعتذاره لزياد ابن أبيه ، فإن رواية مماثلة تقر أنه رجع عن اعتذاره لعبيد الله بن زياد ابن أبيه الذي تولى بعد وفاة أبيه ولاية بعض البلدان في عهد الدولة الأموية ، والسبب في ذلك أن أبا الأسود الدؤلي سمع أنه قد جاء رجل إلى عبيد الله يشكو إليه فقال في شكواه : " إن أبانا قد مات وترك بنوه أو بنيه أو بنوناً " ، ولم يستطع الرجل أن يجزم بالصواب في الكلمة أهو بنوه أم بنيه أم بنوناً ؟
وهذه الرواية لا يستطيع أحد أن يسلم بصحتها ؛ ويقول الباحثون : ما كان لأبي الأسود الدؤلي أن يعتذر عن هذا العمل الشريف ، وإن سلمنا أنه قد اعتذر بالفعل ، فلمَ رجع بعد ذلك في اعتذاره ؟!، وهل يعقل أنه يرجع في اعتذاره ليستأذن مرة أخرى في وضع كتاب في النحو ؟!، أو هل يعقل إنه يرجع عن اعتذاره لعبيد الله بن زياد ابن أبيه الذي يعد أحد تلامذة الدؤلي ؟! ، حقاً لا يعقل ،، فكيف يعتذر المعلم لطالبه أو كيف يستأذن المعلم من طالبه ؟! .
3.رواية ثالثة تقول إنه جاء في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنـه رجل من الأعراب وقد أسلم حديثاً وطلب أن يُسمعه أحد بعض الذي نزل على النبي ـــ صلى الله عليه وسلـم ــ فقرأ أحدهم عليه سورة براءة فلما وصل إلى قوله تعالى : " أَنَّ اللهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ " ، قرأ الرجل عليه رسوله بالكسر ، فتأذى الأعرابي من ذلك فلما سمع عمر بن الخطاب ذلك أرسل إلى الأعرابي وأسمعه القراءة الصحيحة وأفهمه المراد ، ثم أمر أنه لا يعلم القرآن إلا عالم باللغة العربية ، ويتخذ أصحاب هذه الرواية الدليل على أنَّ صاحب الفضل في الأول في وضع القواعد النحوية هو عمر بن الخطاب رضي الله عنـه ، فيقولون إن عمر بن الخطاب قد كتب إلى أبي موسى الأشعري والي البصرة في عهده يوصيه أن يعلم أبو الأسود الدؤلي أهل البصرة اللغة العربية .
4. وراية أخرى تقول إنه لما سئل أبو الأسود الدؤلي : من الذي فتح له الطريق لعلم النحو ؟! ، أجاب قائلاً :إنه الإمام علي رضي الله عنـه .
5.هناك روايات أخرى ترى أن واضع النحو هو عبد الرحمن بن هرمز ، وأخرى ترى أن واضعه هو يحيى بن عاصم ، وغيرهم من تلامذة الدؤلي .
والباحث في سير الصحابة ـــ رضوان الله عليهم ـــ يقرأ أنَّ للدؤلي مجالس في العلم والفقه وفي اللغة العربية ، ولا يخفى على أحد أنَّ أبا الأسود الدؤلي هو من وضع التشكيل الإعرابي للقرآن الكريم ، ورواية ذلك أنه سمع رجل يلحن في القراءة فأمر بغلام حاذق ، وقال له : إذا رأيتني أفتح فيَّ بالحرف فضع فوقه نقطة ، وإذا رأيتني أضم فيَّ فضع في وسطه نقطة وإن رأيتني أكسر فضع تحته نقطة ، وإلا فأتركه دون تنقيط ، وسمي هذا العمل التنقيط الإعرابي الذي يعبر عن الفتحة والضمة والكسرة والسكون في الحروف والذي أبدله الخليل بن أحمد الفراهيدي بعد ذلك بعلامات الفتحة والضمة والكسرة والسكون ، وهو يختلف عن التنقيط الحرفي الذي وضعه نصر بن عاصم ويحيى بن يعمر .
ويتضح من الروايات السابقة أنَّ أبا الأسود الدؤلي هو صاحب اليد العليا في وضع علم النحو ، وإن كان لغيره مساهمات بينة في ذلك .


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة